في صحفية "يو اس ايه توداي" "USA Today) كتب بريان الكسندر: انظر إلي نفوذ الفراعنة: انهم يمتلكون موسم الكريسماس في هوليوود هذه السنة! ثلاثة من الأفلام الأمريكية الضخمة تتناول موضوعات حول القدماء المصريين يبدأ عرضها هذا الشهر "يقصد ديسمبر" تبدأ بفيلم الرعب "الهرم" "pyramid) وفي نفس الوقت يبسط الممثل البريطاني بن كنجسلي نفوذه علي اثنين من أضخم الأفلام التي انتجتها استوديوهات هوليوود عن مصر القديمة. حيث لعب دور القائد العبراني "اليهودي" نان "Nun) في فيلم "سفر الخروج.. إلهة وملوك" الذي بدأ عرضه في 12 ديسمبر. وكذلك لعب دور الفرعون "مرنكهر" في الفيلم الكوميدي "ليلة في المتحف.. سر المقبرة" والذي بدأت عروضه يوم 19 ديسمبر. ويتساءل الكاتب: هل هذا التزامن يعني إعادة أحياء للأزمنة القديمة بناء علي أوامر قوي أكبر؟؟ والسؤال بالتأكيد لا يخلو من دلالة. ويقول شون ليفي مخرج فيلم "ليلة في المتحف": إنني بأمانة أشعر بقدر من الحيرة ازالة سيطرة الموضوع المصري علي أفلام موسم الإجازة. وفي نفس الوقت يعلق الممثل رامي مالك وهو أمريكي من أصول مصرية ونادراً ما يظهر في أفلام هوليوود. لكنه يلعب دور الفرعون "أكمنره" صاحب الرشاشة الذهبية السحرية في فيلم "ليلة في المتحف".. يقول: أنه بالفعل تزامن غريب لسيطرة هذه الأحداث ولكن تاريخياً فإن هناك انجذابا شديداً من قبل السينما الغربية نحو مصر القديمة. ولطالما كان هذا الموضوع محوراً لأفلام هوليوودية كبيرة. ويعتبر "ليلة في المتحف سر المقبرة" العمل الثالث في هذه النوعية من الأفلام عام .2014 أشير والكلام لكاتبة هذه السطور إلي أن اثنين من الأفلام الثلاثة معروض في القاهرة حالياً وأعني "الهرم" و"ليلة في المتحف" والثالث "سفر الخروج.." فقد تم منعه من العرض في مصر بسبب احتوائه علي أكاذيب تاريخية في معالجته لقصة خروج اليهود من مصر بقيادة النبي موسي بعد تحريرهم من عبودية الفرعون رمسيس الثاني فضلاً عن ادعاءات مغلوطة حول الأهرامات الخ.. وكذلك أشير إلي الاستخدام المتكرر والموجه بالحضارة الفرعونية القديمة في كثير من الأفلام ولعل فيلم "الهرم" نموذج مثالي وتقليدي أيضاً لأسلوب تناول هذه "اللعنة". وفي فيلم "ليلة في المتحف" يلعب الممثل اليهودي بن ستيللر دور الحارس في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك ولكنه يغادر موقعه إلي الجناح الفرعوني المشهور داخل المتحف البريطاني بهدف اكتشاف الخطأ الذي جري هناك وجعل الملك "مرنكهر" يعود للحياة اثناء الليل. ويقول الممثل "مالك" إن دوره في هذا العمل كان حلماً وقد تحقق بالفعل وذلك من أجل اكتشاف وعرض أشياء لا تقدر بثمن حيث يظهر الملك الذي يؤدي هو دوره بكامل ملابسه أثناء الليل داخل المتحف البريطاني. ويقول إن المتحف يتضمن قطعاً أثرية مصرية أكثر من الموجودة في المتحف المصري وإن الفيلم تجربة لا يمكن أن ينساها. وبغض النظر عن دقة ما يقوله مالك إلا أن الافتتان غير العادي بالحضارة المصرية القديمة والمصريين القدماء انعكس فيما يقرب من مائة عمل ما بين روائي وتسجيلي وكرتون تنقسم إلي موضوعات متنوعة تتذكر أفلام "كليوباترا" التي ظهرت النسخة الأولي منها عام 1912 وأفلام الفراعنة "pharoas) وفيلم "الفرعون" "1966" الذي شارك فيه شادي عبدالسلام وهو من اخراج جرزي كاوالورفتش وأفلام "الوصايا العشر" وظهر أولها عام "1923" وصورت مشاهد منها في مصر وبالذات الجزء الذي تم انتاجه "1956" للمخرج سيسيل دي ميل. وأفلام "المومياوات" التي بدأت عام 1932 مع بوريس كارلوف "1887 1969" ممثل الرعب الأول بعد أدائه لدور "الوحش" في فيلم "فرانكشتاين" "1931" أيضاً أفلام "الأهرامات".. التي أخُضعت لمعالجات متنوعة.. وفي هذا السياق نذكر فيلم الكرتون الشهير "أمير مصر" "1998". مصر القديمة "Ancient Egypt) كانت وسوف تظل مهبطاً لكل الباحثين والدارسين في العالم. وكذلك ظلت وسوف تظل منبعاً لا ينضب لصناع السينما وهوليوود بالذات ومنذ السنوات المبكرة لاختراع الصور المتحركة فقد ارتبطت الحضارة المصرية القديمة بالثورة المعرفية من خلال استخدامها الخلاق للغة "الهيروغليفية" وللتكنولوجيا في ذلك الزمان السحيق وبالذات في مجال الري والزراعة وفي فنون العمارة والهندسة "الأهرامات والمعابد" وفي الثقافة المركبة لأمور الدين أو الأرباب والإلهة المتعددة "إله الموت. إله الشمس. إله الخصوبة.. الخ" وأيضاً في فكرة الدولة ونظم الحكم "الملوك الفراعنة" والتفوق العسكري.. ناهيك عن قيم العدل والحق وتقديس نهر النيل الخ. أنها أي مصر القديمة أكثر فترات التاريخ البشري أهمية. "فجر الحضارة الإنسانية" كما يطلقون عليها وهناك عشرات الأفلام السينمائية والتليفزيونية ومنها قناة التاريخ "History Chanel) الأمريكية التي أنتجت العديد من الأعمال التسجيلية المعتمدة علي "كتاب الموتي" الذي يصور ايمان المصريين القدماء بالحياة بعد الموت والأساطير التي ارتبطت بالبعث وطقوس الجنازات وإلهة مثل "رع" وإيزيس وأوزريس.. الخ. فهذه الحضارة الثابتة والشامخة لن تفلح معها محاولات التشويه والتشويش مهما بلغت قوتها وحجم تأثيرها!