قال المؤرخ المصري الدكتور عاصم الدسوقي، المتخصص في التاريخ الحديث: إن الشائعة التي تروج لأن اليهود هم بناة الأهرام الحقيقيون مرتبطة بنصر اكتوبر العظيم الذي حققته مصر على الاحتلال الإسرائيلي، وأن أول ظهور لهذه الشائعة كان في عهد السادات بعد هزيمة إسرائيل. وأوضح "الدسوقي" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن اسرائيل بعد هزيمتها الكبرى أرادت أن ترد اعتبارها بأي شكل، ومنذ ذلك الحين وهي تدعي كذبا أن يهودها هم من شيدوا الأهرامات الثلاثة بينما الوثائق التاريخية تؤكد أن الأهرام شيدت قبل وجود اليهود في مصر بنحو 1400 سنة. و من جانبه قال عالم الآثار المصري الدكتور علي حسن، أستاذ الآثار وحضارة الشرق الأدنى القديم وأمين عام المجلس الأعلى للآثار سابقا، إن المساندين للكيان الإسرائيلي أخذوا على عاتقهم الترويج لأكذوبة تدعي إن الأهرامات المصرية شيدها اليهود، لافتا إلى أن هذه الأكذوبة تشاع بقوة كل عشر سنوات تقريبا، و يكذبها علماء الأثار و الموؤرخون المصريون منذ عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات. وأوضح في تصريح خاص ل"صدى البلد" إن الأهرامان بنيت سنة 2600 قبل الميلاد، بينما تواجد العبرانيون – اليهود- في مصر سنة 1200 قبل الميلاد في "الشرقية"، و كان يتم نعتهم آنذاك ب"الطاعون" لكثرة تنقلهم، و كانوا يعملون في أعمال الخدمة فقط، وهذا يعني أن قدماء المصريين – الفراعنة- بنوا هذه المعلم الأثري الضخم قبل وجود اليهود في مصر بنحو 1400 عام، وخاصة هرم "خوفو" اللذي يدعي يهود بني اسرائيل ملكيتهم له. وأضاف: كما ان من يدعي بناء هذه الأهرام الضخمة و 90 هرم مصري آخر، كان يستطيع بناء هرما واحدا على الأقل في فلسطين، التي يحتلها اليهود الآن، بل إنه لا يوجد أي أثر من أي نوع هناك يشهد على وجود حضارة قديمة لهم، برغم أن المسجد الأقصى مبني من الحجارة، أي ان أدوات البناء كانت متوافرة سواء أحجار أو طوب لبن. وأشار إلى أن ولع المصريين القدامى بالبناء من الأحجار يؤكد ملكية الأهرام لهم وكافة الآثار المصرية، فضلا عن شاركتهم بشهادة الوثائق التاريخية في بناء هيكل سليمان و الكعبة المشرفة و خدق الرسول محمد. وأكد إن اليهود المصريون المتخصصون في علم الآثار يتبرأون دائما و أبدا مما يسوقه يهود إسرائيل و الداعهمين لهم في هذا الزعم الكاذب. وكان فيلم "آلهة وملوك" قد أثار جدلا واسعا ما بين بين مؤيد ومعارض لموضوعه الذي يتناول حياة سيدنا موسى عليه السلام، ويتبنى الفيلم الذي صورت بعض مشاهده في مصر، فكرة أن اليهود هم من قاموا ببناء الأهرامات، وهو الأمر الذي رفضه الكثير جملة وتفصيلا، واعتبروه تزييفا للتاريخ. يذكر أن المخرج ريدلي سكوت طرح برومو فيلمه الجديد gods & kings "آلهة وملوك" والذي يتناول قصة خروج سيدنا موسى عليه السلام من مصر، ومن المقرر أن يعرض في دور السينما يوم 26 ديسمبر المقبل ويلقي خلاله المخرج العالمي ريدلي سكوت الضوء على معجزة شق البحر لموسى، والعلاقة بين موسى وفرعون مصر "رمسيس".