لا اليهود هم بناة الأهرامات, ولا توت عنخ آمون كان يهوديا, وهذا ما أكدته كل الدراسات التاريخية والأثرية الموضوعية, لكن محاولات تزييف التاريخ لا تتوقف, والهدف أن يكون لليهود حق تاريخي في أرض مصر! آخر صيحة في هذا الاتجاه تصريحات منسوبة للسفيرة الأمريكيةبالقاهرة, زعمت أن اليهود هم بناة الأهرامات, وأن الحمض النووي لتوت عنخ آمون أثبت أنه كان يهوديا, وهكذا فمن حق اليهود العودة إلي مصر, باعتبارهم من سكانها الأصليين. صحيح أن السفارة الأمريكيةبالقاهرة كذبت هذه التصريحات, وقالت إن السفيرة آن باترسون لم تدل بأي تصريحات حول هذه القضية, لكن الهدف من النشر كان قد تحقق, وهو الترويج لأسطورة أن اليهود بناة الأهرامات. ويبدو أن الذين يرددون هذه الأكذوبة لا يملون, فمناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل قالها بالفم المليان خلال زيارته لمصر في عام1977, وجامعة كمبردج البريطانية تدرسها لطلابها بوصفها حقيقة تاريخية, ومدارس الأحد الأمريكية تنشرها بدعوي أن العبيد اليهود هم الذين شيدوا الأهرامات. لكن الحقائق التاريخية تقول إن الأهرامات شيدت خلال الفترة من2630 إلي1530 قبل الميلاد,أي قبل مجيء اليهود إلي مصر بمئات السنين, وأن اليهود حين جاءوا إلي مصر, كانوا جماعة من الرعاة, ولم يكن لهم ادني معرفة بعلوم العمارة والهندسة والفلك التي استخدمت في تشييد الأهرامات! وحتي العهد القديم الذي يجري استغلاله في الترويج للأسطورة يروي أن اليهود استعبدهم المصريون في أعمال الزراعة ودق الطوب اللبن, وهي أعمال لا علاقة لها ببناء الأهرامات التي شيدها عمال تقاضوا أجورا, ودفنوا بجوار الأهرامات تكريما لهم. أما توت عنخ آمون فلم يكن في الحقيقة يهوديا ولا من أصول يهودية, فقد أثبت تحليل حمضه النووي بطب القاهرة أنه علي الأرجح ابن إخناتون, وأن هناك جينات مشتركة بينه وبين كل المومياوات الملكية الموجودة بالمتحف المصري. الذين يرددون الأكاذيب حول الأهرامات وتوت عنخ آمون, هدفهم الادعاء بأن لإسرائيل حقوقا تاريخية في مصر! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود