«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلة «توت عنخ آمون» فى معامل التحاليل
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 28 - 08 - 2010

نشر عالم الآثار الكبير «زاهى حواس» مقالا فى مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» عن الأسرار التى كشف عنها تحليل الحمض النووى لعائلة الملك توت قال فيه: شغلت المومياوات خيالنا وقلوبنا، فقد كانوا أناسا حياتهم مليئة بالأسرار والسحر.. عاشوا وأحبوا تماما مثلما نفعل نحن اليوم.. وأعتقد أن علينا أن نكرم هؤلاء الأموات القدماء ونتركهم يرتاحوا فى سلام.
ثمة أسرار كثيرة مازالت تحيط بالفراعنة تكشف بعضها بدراسة المومياوات، وباستخدام العلم الحديث مثل الأشعة المقطعية التى أجريت لمومياء توت عنخ آمون على سبيل المثال مكنتنا عام 2005 من الكشف عن سبب الوفاة وأنه لم يكن نتيجة ضربة فى مؤخرة الرأس كما كان متعارفاً عليه، وأن هذا الثقب الموجود فى أسفل الرأس كان بسبب التحنيط كما أظهرت الدراسة أيضا أن وفاة توت عنخ آمون، والذى كان يبلغ من العمر 19 عاما كانت بسبب كسر فى الساق اليسرى واستمر الغموض يحيط بتوت عنخ آمون فلم تكشف الأشعة المقطعية عنه..
ولكننا الآن يمكن أن نتعمق أكثر فى المومياء، والكشف عن أسرار غير عادية عن حياته وميلاده وظروف وفاته.
وبالنسبة لى تبدو قصة توت عنخ آمون مثل لعبة لم تكتب نهايتها بعد. الفصل الأول من الدراما بدأ فى حوالى عام 1390 قبل الميلاد أى منذ عدة عقود قبل ميلاد توت عنخ آمون عندما اعتلى الفرعون الكبير أمنحتب الثالث عرش مصر ، وأحكم قبضته على الإمبراطورية الكبرى التى امتدت 1200ميل من نهر الفرات فى الشمال وحتى الشلال الرابع على نهر النيل فى الجنوب .. هذا الملك الذى ينتمى إلى الأسرة ال 18 كان شديد الثراء لدرجة تفوق الخيال وإلى جانبه على العرش كانت الملكة القوية «تى» وحكم أمنحتب الثالث مصر 37 عاما وكان يقدس آلهة أسلافه وعلى رأسهم آمون وتمتع حكم أمنحتب الثالث بالاستقرار والتقليد، وحقق نجاحا وازدهارا لشعبه وتدفقت الثروة على الخزائن الملكية من ممتلكات مصر الخارجية .
وإذا كان الفصل الأول عن التقاليد والاستقرار، أما الفصل الثانى من القصة ، فهو على العكس تماما ويمكننا أن نطلق عليه فصل الصخب والثورة. فعند وفاة أمنحتب الثالث خلفه على العرش ابنه الثانى أمنحتب الرابع، والذى تغيرت رؤيته للآله آمون والآلهة الأخرى فى الدولة. ولم تعد قداسته واضحة كما كانت فى السابق واتجه إلى الإله آتون إله الشمس. وفى العام الخامس لحكمه قام بتغيير اسمه إلى أخناتون، وكذلك تغيير الدين الأساسى للدولة وتغيير العاصمة من طيبة إلى مدينة أخرى تبعد 180 ميلا شمالا يطلق عليها الآن تل العمارنة.
فى نهاية عهد إخناتون عمت الفوضى بعض الشىء، وأغلقت الستائر على حقبة من تاريخ مصر. وبعد وفاة إخناتون تتالى على مصر ملكان فى فترة قصيرة من الوقت فقد ذكر بعض علماء المصريات اسمين غير معروفين، لكننى أرى من وجهة نظرى أن أول الملوك الذين جاءوا بعد إخناتون هى نفرتيتى أما الاسم الثانى فهو غير معروف تاريخيا، ويطلق عليه اسم سمنخارى ولا يعرف عنه أى شىء.
وما نعرفه بدون شك هو أنه عند فتح الستارة مرة أخرى ربما على الفصل الثالث من حياة توت عنخ آمون باعتلاء الفرعون الشاب العرش، وكان يبلغ من العمر 19 عاما، وقد أصبح الصورة الحية لآتون وبعد اعتلائه للعرش بعامين مع زوجته أنخس باتان وهى واحدة من بنات إخناتون ونفرتيتى ترك توت عنخ آمون تل العمارنة وعاد إلى طيبة وأعاد فتح المعابد وإعادة الثروة والكرامة إلى الكهنة، وقاموا بتغيير اسم توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون وزوجته إلى أنخس آمون، وهو ما يعتبر إعلانا عن عودتهما إلى عبادة الإله آمون.
بعد عشر سنوات من حكم توت عنخ آمون توفى ولم يترك أحدا ليخلفه وتم دفن جثمانه فى مقبرة صغيرة تبدو وكأنها أنشئت من أجل شخص مهم فقط وليس الملك، ومع مرور الوقت تم محو كل أثر يدل عليه وعلى مقبرته، وتم محو مقابر ملوك تل العمارنة بنفس الطريقة، وذلك رغبة فى محو أسمائهم ونسيانهم إلى الأبد وبعد أقل من عقد بعد موت توت عنخ آمون اختفى مكان مقبرته وطمست معالمها ولم يلمسها أحد حتى تم اكتشافها عام 1942 وتم العثور على أكثر من 5000 قطعة داخل المقبرة.. لكن كان الفشل فى إلقاء الضوء على العلاقات بين الملك الشاب والأسرة، وظل السؤال المطروح دائما من هى عائلة توت عنخ آمون، من هو والده، من هى والدته؟ وكيف كانت نهاية زوجته، وهل مومياوات الطفلين الموجودة فى مقبرته هم أطفاله أو أقرباؤه يتمنى أن يكون بصحبتهم فى العالم الآخر.
وللإجابة عن هذه الأسئلة قررنا تحليل الحمض النووى DNA لتوت عنخ آمون بالإضافة إلى نحو عشر مومياوات يشتبه فى أنهم ينتمون إلى نفس العائلة.
وفى الماضى كنت ضد الدراسات الجينية على المومياوات الملكية. فالفرص فى الحصول على عينات الحمض النووى وتجنب التلوث كانت تبدو ضئيلة جدا. ولكن فى 2008 أقنعنى العديد من علماء الوراثة أن الأبحاث تطورت بدرجة كبيرة كافية لتقدم لنا فرصة جيدة للحصول على نتائج مفيدة.
أنشأنا معملين لتحليل الحمض النووى بأحدث الطرق أحدهما فى الطابق السفلى من المتحف المصرى فى القاهرة والآخر فى كلية الطب جامعة القاهرة. وسيرأس البحث من العلماء المصريين د. يحيى جاد وسمية إسماعيل من المركز القومى للبحوث بالقاهرة، وقررنا الاستمرار فى عمل الأشعة المقطعية لكل المومياوات تحت إشراف أشرف سليم وسحر سليم من كلية الطب جامعة القاهرة، واشترك ثلاثة خبراء دوليين كمستشارين من ألمانيا وإيطاليا .
وكانت هوية أربعة من المومياوات معروفة لنا ومنهم توت عنخ آمون نفسه ومازال فى مقبرته فى وادى الملوك وثلاث مومياوات موجودة فى المتحف المصرى، وهم أمنحتب الثالث ويويا دنويا والدا الملكة «تى» ملكة أمنحتب الثالث .
ومن بين المومياوات المجهولة مومياء لرجل وجدت فى مقبرة غير معروفة فى وادى الملوك تعرف باسم (KVOO) وقد رجح علماء المصريات أنها ربما تكون ل «سمنخارى» الذى خلفه فى العرش . وأوضحت الأبحاث التى أجريت على والدة توت عنخ آمون وزوجته وأربع نساء أخريات أطلق على إحداهما «السيدة الصغيرة» والأخرى «السيدة الكبيرة» ، وتم الكشف عنهن عام 1898 وكانت غير ملفوفة .
وكانت على الأرض فى جانب من حجرة فى مقبرة أمنحتب الثانى ومن الواضح أنها كانت مخبأة من قبل أحد الكهنة بعد نهاية الدولة الحديثة حوالى 1000 سنة قبل الميلاد وكانت المومياوان المجهولتان الأخرتان كانتا من مقبرة صغيرة فى وادى الملوك، ورجح المهندس المعمارى الذى بنى المقبرة أنهما من الأسرة ال 18 وكانت قبضة أيديهما على صدريهما مثل الملوك .
وفى النهاية علينا أن نحاول أخذ عينات الحمض النووى من الأجنة الموجودة فى مقبرة توت عنخ آمون ولا نتوقع أن يسفر ذلك عن نتيجة لأن حالة المومياوات سيئة للغاية . ولكن إذا نجحنا فى أن نملأ الفراغات الموجودة بالمومياوات بالنسبة لخمسة أجيال لمعرفة هويتها وتضنيفها .
للحصول على عينات جيدة يستخرج علماء الوراثة الأنسجة من عدة مواقع مختلفة من كل مومياء من العمق ، حيث لا توجد فرصة أن تكون عينة الحمض النووى ملوثة من قبل علماء الآثار السابقين أو من الكهنة المصريين الذين كانوا قد أجروا التحنيط . واتخذت الاحتياطات أيضا والحذر لتفادى أى تلوث من قبل الباحثين أنفسهم ، وبعد الحصول على الحمض النووى من المومياوات كان لابد من تنقيتها من المواد غير المرغوب فيها بما فى ذلك المواد والمراهم التى استخدمها الكهنة فى عملية التحنيط وفى كل خطوة من خطوات تنقية الحمض النووى يمكن التخلص من المواد الهشة فى كل خطوة .
وفى مركز الأبحاث كان توت عنخ آمون نفسه فإذا نجحنا فى استخراج الحمض النووى فى حالة سائل شفاف وجاهز للتحليل والأبحاث نحتاج إلى ستة أشهر من العمل الشاق لمعرفة كيفية إزالة الملوثات وبعض المواد التى لا تزال مجهولة الهوية فى عملية التحنيط ليصبح الحمض النووى جاهزا للتحليل .
بعد حصولنا على الحمض النووى من المومياوات الثلاث الأخريات يويا، أمنحتب الثالث و ( KVOO) المجهول تم الكشف عن أن بدأنا فى توضيح هوية والد توت عنخ آمون ، وهى مسألة غاية فى الأهمية ، وسجل أثرى غامض .
فالكتابات المنقوشة فى فترة حكمه تدل على أن أمنحتب الثالث هو والد توت عنخ آمون ، ولكن لا يمكن اعتبار هذا نهائياً وحاسما لأن المصطلح المستخدم فى هذه الكتابات يمكن أن يفسر على أنه الجد أو السلف ، علاوة على أن أمنحتب الثالث توفى قبل عقد من ميلاد توت عنخ آمون .
ويعتقد كثير من العلماء أن إخناتون هو والده ودعم وجهة النظر هذه كتلة من الحجر الجيرى وجدت بالقرب من تل العمارنة تحمل كتابات تدل على كلاً من توت عنخ آمون وزوجته المحبوبة «أنخس باتن» أطفال الملك المحبوبين ، ومنذ أن علمنا أن «أنخس باتن » كانت ابنة إخناتون وترتب على ذلك أن توت عنخ آمون كان ابنه ، وهذا لم يكن مقنعا بالنسبة لكل العلماء ، ومع ذلك يرى البعض أن والد توت عنخ آمون كان فى الواقع المومياء الغامضة سمنخارى وأنا أفضل أن يكون إخناتون دائما ولكن هى مجرد نظرية وبمجرد استخلاص الحمض النووى تصبح المسألة سهلة وهى مجرد مقارنة بين كروموزوم y لأمنحتب الثالث وkvoo وتوت عنخ آمون ومعرفة أن هناك فعلا صلة بينهما لأن الرجال يتشابهون فى الكرومزوم y وقد تبين أن أمنحتب الثالث هو والد سمنخارى بنسبة 99,99% وأن سمنخارى هو والد توت عنخ آمون وأخيرا عرفنا مومياوات الوالد الحقيقى للملك توت رغم أننا لم نكن متأكدين من هو على وجه الخصوص ففى مقبرة سمنخارى كانت الرسومات غير الواضحة ليس بها اسم الفرعون فقد كشفت التحاليل أن سمنخارى هذا كان يبلغ من العمر 25 عاما وأنه صغير جدا ليكون إخناتون وقد حكم 17 عاما.
وأصبح لدينا الآن دليل جديد يساعدنا على حل هذا الغموض وهو ما يسمى السيدة الكبيرة وهى مومياء لسيدة جميلة حتى فى وفاتها ذات شعر أحمر طويل ينساب على كتفيها وهو الذى ساعدنا على الكشف عن أن المومياء الموجودة بمقبرة توت عنخ آمون كانت للملكة «تى» زوجة أمنحتب الثالث ووالدة إخناتون وبمقارنة الحمض النووى للسيدة الكبيرة وباقى المومياوات الخاصة بوالد ووالدة الملكة فى بوياديويو اتضح أن مومياء (KVoo) هى لابن «تى» وسعدنا كثيرا أن المقارنة بالحمض النووى أثبتت أن هناك صلة قرابة كما كشفت الأشعة المقطعية للمومياء ( KVOO) عن قصر العمر عن طريق الأشعة المقطعية للعمود الفقرى والمفاصل والركبتين والساقين وثبت أنه توفى عندما كان أقرب إلى سن 40 من 25 وأثبتت أيضا أن مومياء (KVOO) هو ابن أمنحتب الثالث و«تى» ووالد توت عنخ آمون وهو بالتأكيد إخناتون كما أثبتت الأشعة المقطعية أيضا التى أجريت للمومياوات أنه كانت هناك أمراض وراثية وعيوب خلقية مثل طول الوجه والأعراض الأنثوية وكان هذا واضحا فى تماثيل عصر العمارنة وقد فسر بعض العلماء ظهور هذه الأعراض الأنثوية على التماثيل بأنها تبدو وكرمز للشمس وهى من وجهة نظرهم رجل وامرأة وبالتالى مصدر كل حياة.
وماذا عن والدة توت عنخ آمون فقد دهشنا لكشف الحمض النووى لسيدة تدعى السيدة الصغيرة وجدت بجوار مومياء تى فى مقبرة أمنحتب الثانى وهى نفسها أم توت عنخ آمون وزوجة شقيقها إخناتون من أمه «تى» ووالدة أمنحتب الثالث فقد كانت هى ابنة أمنحتب الثالث وتى.
وبهذا الاكتشاف تبين أن من غير المحتمل أن تكون إحدى زوجات إخناتون نفرتيتى أو زوجته الثانية كيا هى والدة توت عنخ آمون لأنه ليس هناك دليل من السجل التاريخى لأنها لم تكن أخته. وأصبحنا نعلم أيضا أسماء خمسة من بنات أمنحتب الثالث وتى ولكننا لم نعرف أى من الأخوات أنجبت له طفلا.
وقد تم نشر نتائج التحليل للحمض النووى فى فبراير الماضى فى جريدة الجمعية الطبية الأمريكية وأقنعتنى هذه النتائج بأن علم الوراثة يمكن أن يوفر أداة جديدة قوية لتعزيز فهمنا للتاريخ المصرى خاصة عند اقترانها بالأشعة على المومياوات والأفكار المستقاة من السجل الأثرى ولم يكن سبب وفاة توت عنخ آمون معروفا ولكن عندما بدأنا الدراسات اكتشف أشرف سليم وزملاؤه شيئا لم يلاحظ فى صور الأشعة المقطعية للمومياء وهو أن ساق توت عنخ آمون اليسرى كانت مصابة إصابة شديدة وكذلك فقد عظام أحد الأصابع وتفتت العظام وتهتك الأنسجة وموتها مما أدى إلى إعاقة قدرته على المشى وقد لاحظ العلماء بالفعل وجود 130 جزءا أو عصى كاملة فى مقبرة توت عنخ آمون استخدم بعضها.
وجادل البعض بأن هذه الأضرار التى حدثت فى قدم توت عنخ آمون قد حدثت أثناء عملية التحنيط ولكن تحليلنا أظهر نمو بعض العظام فى المناطق المصابة مما يدل على أن هذه الحالة كانت لديه من قبل أثناء حياته وليست سبب الوفاة فقد كان توت عنخ آمون يظهر أثناء ممارسته الأنشطة وهو جالس مثل إطلاق السهم أو استخدام رمى العصا فلم يكن الملك الذى يمثل رمز القوة فقد كان شابا يحتاج إلى عصا للمشى.
العلماء الآخرون أشاروا أيضا إلى أن الملاريا كانت من الأمراض الشائعة فى المنطقة فى ذلك الوقت وأن توت عنخ آمون ربما أصبح لديه مناعة جزئية لهذا المرض ومن ناحية أخرى ربما كانت السبب فى نقص المناعة وتركته عرضة للمضاعفات التى حدثت نتيجة لكسر ساقه وكان هذا تخميناً عام .2005
وفى رأيى أن صحة توت عنخ آمون كانت فى خطر منذ لحظة ميلاده فقد كان والداه أشقاء ولم تكن مصر الفرعونية هى المجتمع الوحيد فى التاريخ القائم على زواج الأقارب الملكية والتى يمكن أن يكون لها مزايا سياسية ولكن يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة فزواج الأشقاء ربما يؤدى إلى ظهور جينات ضارة مما يؤدى إلى إصابة أطفالهم بمجموعة من الأمراض الوراثية .
عواقب أخرى نتيجة زواج الأشقاء وهى إنجاب أطفال لديهم أمراض وراثية تؤدى إلى الوفاة ولذلك ربما تكون هذه هى نهاية المسرحية على الأقل حتى الآن وقد فشل الملك الشاب والملكة فى محاولة إنجاب وريث لعرش مصر ومن بين القطع الفنية العديدة الرائعة المدفونة مع توت عنخ آمون صندوق مربع صغير من العاج يمثل مشهداً للزوجين الملكيين توت عنخ آمون وهو يتكئ على عصاه بينما تحمل له زوجته باقة من الورود وفى هذا المشهد ومشاهد أخرى تصور أنها فى حالة من الحب الصافى وفشل هذا الحب فى أن يؤتى ثماره ليس فقط كعائلة ولكن أيضا سلالة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.