جامعة سوهاج تنظم ندوه توعوية عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية    المستشارة أمل عمار تدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات مجلس النواب 2025    محافظ الإسماعيلية يتابع حملات سلامة الغذاء ويؤكد: «صحة المواطن أولوية»    رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع رأس الحكمة    وزيرة التضامن تعلن عن دعم مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر ب10 ملايين جنيه    فيديو يثير الجدل.. ترامب يغفو خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض    وزير النقل الأمريكي: السفر الجوي سينخفض إلى حد كبير    الأمم المتحدة: ندعم العملية الانتخابية في العراق ونشيد بحسن تنظيمها وإجراءاتها    أبرز ملفات الشرع في واشنطن.. «قانون قيصر» و«التعاون الدفاعي» يتصدران أجندة المباحثات    انطلاق حفل نهائي كأس السوبر المصري 2025 على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي    «الداخلية»: ضبط صانعة محتوى رقصت بملابس خادشة على وسائل التواصل الإجماعي    ضبط 2.5 طن دقيق مدعم و2000عبوة عصائر وألبان وبسكويت منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو «أطفال بلا مأوى» بالشرقية.. الأم تركتهم أثناء التسول    العثور على جثة شخص بها طلقات نارية في قنا    «الداخلية»: استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025 بجميع المحافظات    وزير الثقافة يلتقي نظيره القطري لمناقشة عدد من المشروعات الثقافية    وزير الصحة يبحث مع ممثلي «الصحة العالمية» تعزيز جهود مواجهة الكوارث والطوارئ    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    محافظ المنيا وكابتن منتخب مصر يكرمان الأبطال المتميزين رياضيا من ذوي الهمم (صور)    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    استلام 790 شجرة تمهيداً لزراعتها بمختلف مراكز ومدن الشرقية    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    تعزيزات أمنية واسعة استعدادًا لانتخابات مجلس النواب 2025 بالفيوم    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    تأجيل محاكمة 10 متهمين بخلية التجمع لجلسة 29 ديسمبر    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائلة «توت عنخ آمون» فى معامل التحاليل
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 28 - 08 - 2010

نشر عالم الآثار الكبير «زاهى حواس» مقالا فى مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» عن الأسرار التى كشف عنها تحليل الحمض النووى لعائلة الملك توت قال فيه: شغلت المومياوات خيالنا وقلوبنا، فقد كانوا أناسا حياتهم مليئة بالأسرار والسحر.. عاشوا وأحبوا تماما مثلما نفعل نحن اليوم.. وأعتقد أن علينا أن نكرم هؤلاء الأموات القدماء ونتركهم يرتاحوا فى سلام.
ثمة أسرار كثيرة مازالت تحيط بالفراعنة تكشف بعضها بدراسة المومياوات، وباستخدام العلم الحديث مثل الأشعة المقطعية التى أجريت لمومياء توت عنخ آمون على سبيل المثال مكنتنا عام 2005 من الكشف عن سبب الوفاة وأنه لم يكن نتيجة ضربة فى مؤخرة الرأس كما كان متعارفاً عليه، وأن هذا الثقب الموجود فى أسفل الرأس كان بسبب التحنيط كما أظهرت الدراسة أيضا أن وفاة توت عنخ آمون، والذى كان يبلغ من العمر 19 عاما كانت بسبب كسر فى الساق اليسرى واستمر الغموض يحيط بتوت عنخ آمون فلم تكشف الأشعة المقطعية عنه..
ولكننا الآن يمكن أن نتعمق أكثر فى المومياء، والكشف عن أسرار غير عادية عن حياته وميلاده وظروف وفاته.
وبالنسبة لى تبدو قصة توت عنخ آمون مثل لعبة لم تكتب نهايتها بعد. الفصل الأول من الدراما بدأ فى حوالى عام 1390 قبل الميلاد أى منذ عدة عقود قبل ميلاد توت عنخ آمون عندما اعتلى الفرعون الكبير أمنحتب الثالث عرش مصر ، وأحكم قبضته على الإمبراطورية الكبرى التى امتدت 1200ميل من نهر الفرات فى الشمال وحتى الشلال الرابع على نهر النيل فى الجنوب .. هذا الملك الذى ينتمى إلى الأسرة ال 18 كان شديد الثراء لدرجة تفوق الخيال وإلى جانبه على العرش كانت الملكة القوية «تى» وحكم أمنحتب الثالث مصر 37 عاما وكان يقدس آلهة أسلافه وعلى رأسهم آمون وتمتع حكم أمنحتب الثالث بالاستقرار والتقليد، وحقق نجاحا وازدهارا لشعبه وتدفقت الثروة على الخزائن الملكية من ممتلكات مصر الخارجية .
وإذا كان الفصل الأول عن التقاليد والاستقرار، أما الفصل الثانى من القصة ، فهو على العكس تماما ويمكننا أن نطلق عليه فصل الصخب والثورة. فعند وفاة أمنحتب الثالث خلفه على العرش ابنه الثانى أمنحتب الرابع، والذى تغيرت رؤيته للآله آمون والآلهة الأخرى فى الدولة. ولم تعد قداسته واضحة كما كانت فى السابق واتجه إلى الإله آتون إله الشمس. وفى العام الخامس لحكمه قام بتغيير اسمه إلى أخناتون، وكذلك تغيير الدين الأساسى للدولة وتغيير العاصمة من طيبة إلى مدينة أخرى تبعد 180 ميلا شمالا يطلق عليها الآن تل العمارنة.
فى نهاية عهد إخناتون عمت الفوضى بعض الشىء، وأغلقت الستائر على حقبة من تاريخ مصر. وبعد وفاة إخناتون تتالى على مصر ملكان فى فترة قصيرة من الوقت فقد ذكر بعض علماء المصريات اسمين غير معروفين، لكننى أرى من وجهة نظرى أن أول الملوك الذين جاءوا بعد إخناتون هى نفرتيتى أما الاسم الثانى فهو غير معروف تاريخيا، ويطلق عليه اسم سمنخارى ولا يعرف عنه أى شىء.
وما نعرفه بدون شك هو أنه عند فتح الستارة مرة أخرى ربما على الفصل الثالث من حياة توت عنخ آمون باعتلاء الفرعون الشاب العرش، وكان يبلغ من العمر 19 عاما، وقد أصبح الصورة الحية لآتون وبعد اعتلائه للعرش بعامين مع زوجته أنخس باتان وهى واحدة من بنات إخناتون ونفرتيتى ترك توت عنخ آمون تل العمارنة وعاد إلى طيبة وأعاد فتح المعابد وإعادة الثروة والكرامة إلى الكهنة، وقاموا بتغيير اسم توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون وزوجته إلى أنخس آمون، وهو ما يعتبر إعلانا عن عودتهما إلى عبادة الإله آمون.
بعد عشر سنوات من حكم توت عنخ آمون توفى ولم يترك أحدا ليخلفه وتم دفن جثمانه فى مقبرة صغيرة تبدو وكأنها أنشئت من أجل شخص مهم فقط وليس الملك، ومع مرور الوقت تم محو كل أثر يدل عليه وعلى مقبرته، وتم محو مقابر ملوك تل العمارنة بنفس الطريقة، وذلك رغبة فى محو أسمائهم ونسيانهم إلى الأبد وبعد أقل من عقد بعد موت توت عنخ آمون اختفى مكان مقبرته وطمست معالمها ولم يلمسها أحد حتى تم اكتشافها عام 1942 وتم العثور على أكثر من 5000 قطعة داخل المقبرة.. لكن كان الفشل فى إلقاء الضوء على العلاقات بين الملك الشاب والأسرة، وظل السؤال المطروح دائما من هى عائلة توت عنخ آمون، من هو والده، من هى والدته؟ وكيف كانت نهاية زوجته، وهل مومياوات الطفلين الموجودة فى مقبرته هم أطفاله أو أقرباؤه يتمنى أن يكون بصحبتهم فى العالم الآخر.
وللإجابة عن هذه الأسئلة قررنا تحليل الحمض النووى DNA لتوت عنخ آمون بالإضافة إلى نحو عشر مومياوات يشتبه فى أنهم ينتمون إلى نفس العائلة.
وفى الماضى كنت ضد الدراسات الجينية على المومياوات الملكية. فالفرص فى الحصول على عينات الحمض النووى وتجنب التلوث كانت تبدو ضئيلة جدا. ولكن فى 2008 أقنعنى العديد من علماء الوراثة أن الأبحاث تطورت بدرجة كبيرة كافية لتقدم لنا فرصة جيدة للحصول على نتائج مفيدة.
أنشأنا معملين لتحليل الحمض النووى بأحدث الطرق أحدهما فى الطابق السفلى من المتحف المصرى فى القاهرة والآخر فى كلية الطب جامعة القاهرة. وسيرأس البحث من العلماء المصريين د. يحيى جاد وسمية إسماعيل من المركز القومى للبحوث بالقاهرة، وقررنا الاستمرار فى عمل الأشعة المقطعية لكل المومياوات تحت إشراف أشرف سليم وسحر سليم من كلية الطب جامعة القاهرة، واشترك ثلاثة خبراء دوليين كمستشارين من ألمانيا وإيطاليا .
وكانت هوية أربعة من المومياوات معروفة لنا ومنهم توت عنخ آمون نفسه ومازال فى مقبرته فى وادى الملوك وثلاث مومياوات موجودة فى المتحف المصرى، وهم أمنحتب الثالث ويويا دنويا والدا الملكة «تى» ملكة أمنحتب الثالث .
ومن بين المومياوات المجهولة مومياء لرجل وجدت فى مقبرة غير معروفة فى وادى الملوك تعرف باسم (KVOO) وقد رجح علماء المصريات أنها ربما تكون ل «سمنخارى» الذى خلفه فى العرش . وأوضحت الأبحاث التى أجريت على والدة توت عنخ آمون وزوجته وأربع نساء أخريات أطلق على إحداهما «السيدة الصغيرة» والأخرى «السيدة الكبيرة» ، وتم الكشف عنهن عام 1898 وكانت غير ملفوفة .
وكانت على الأرض فى جانب من حجرة فى مقبرة أمنحتب الثانى ومن الواضح أنها كانت مخبأة من قبل أحد الكهنة بعد نهاية الدولة الحديثة حوالى 1000 سنة قبل الميلاد وكانت المومياوان المجهولتان الأخرتان كانتا من مقبرة صغيرة فى وادى الملوك، ورجح المهندس المعمارى الذى بنى المقبرة أنهما من الأسرة ال 18 وكانت قبضة أيديهما على صدريهما مثل الملوك .
وفى النهاية علينا أن نحاول أخذ عينات الحمض النووى من الأجنة الموجودة فى مقبرة توت عنخ آمون ولا نتوقع أن يسفر ذلك عن نتيجة لأن حالة المومياوات سيئة للغاية . ولكن إذا نجحنا فى أن نملأ الفراغات الموجودة بالمومياوات بالنسبة لخمسة أجيال لمعرفة هويتها وتضنيفها .
للحصول على عينات جيدة يستخرج علماء الوراثة الأنسجة من عدة مواقع مختلفة من كل مومياء من العمق ، حيث لا توجد فرصة أن تكون عينة الحمض النووى ملوثة من قبل علماء الآثار السابقين أو من الكهنة المصريين الذين كانوا قد أجروا التحنيط . واتخذت الاحتياطات أيضا والحذر لتفادى أى تلوث من قبل الباحثين أنفسهم ، وبعد الحصول على الحمض النووى من المومياوات كان لابد من تنقيتها من المواد غير المرغوب فيها بما فى ذلك المواد والمراهم التى استخدمها الكهنة فى عملية التحنيط وفى كل خطوة من خطوات تنقية الحمض النووى يمكن التخلص من المواد الهشة فى كل خطوة .
وفى مركز الأبحاث كان توت عنخ آمون نفسه فإذا نجحنا فى استخراج الحمض النووى فى حالة سائل شفاف وجاهز للتحليل والأبحاث نحتاج إلى ستة أشهر من العمل الشاق لمعرفة كيفية إزالة الملوثات وبعض المواد التى لا تزال مجهولة الهوية فى عملية التحنيط ليصبح الحمض النووى جاهزا للتحليل .
بعد حصولنا على الحمض النووى من المومياوات الثلاث الأخريات يويا، أمنحتب الثالث و ( KVOO) المجهول تم الكشف عن أن بدأنا فى توضيح هوية والد توت عنخ آمون ، وهى مسألة غاية فى الأهمية ، وسجل أثرى غامض .
فالكتابات المنقوشة فى فترة حكمه تدل على أن أمنحتب الثالث هو والد توت عنخ آمون ، ولكن لا يمكن اعتبار هذا نهائياً وحاسما لأن المصطلح المستخدم فى هذه الكتابات يمكن أن يفسر على أنه الجد أو السلف ، علاوة على أن أمنحتب الثالث توفى قبل عقد من ميلاد توت عنخ آمون .
ويعتقد كثير من العلماء أن إخناتون هو والده ودعم وجهة النظر هذه كتلة من الحجر الجيرى وجدت بالقرب من تل العمارنة تحمل كتابات تدل على كلاً من توت عنخ آمون وزوجته المحبوبة «أنخس باتن» أطفال الملك المحبوبين ، ومنذ أن علمنا أن «أنخس باتن » كانت ابنة إخناتون وترتب على ذلك أن توت عنخ آمون كان ابنه ، وهذا لم يكن مقنعا بالنسبة لكل العلماء ، ومع ذلك يرى البعض أن والد توت عنخ آمون كان فى الواقع المومياء الغامضة سمنخارى وأنا أفضل أن يكون إخناتون دائما ولكن هى مجرد نظرية وبمجرد استخلاص الحمض النووى تصبح المسألة سهلة وهى مجرد مقارنة بين كروموزوم y لأمنحتب الثالث وkvoo وتوت عنخ آمون ومعرفة أن هناك فعلا صلة بينهما لأن الرجال يتشابهون فى الكرومزوم y وقد تبين أن أمنحتب الثالث هو والد سمنخارى بنسبة 99,99% وأن سمنخارى هو والد توت عنخ آمون وأخيرا عرفنا مومياوات الوالد الحقيقى للملك توت رغم أننا لم نكن متأكدين من هو على وجه الخصوص ففى مقبرة سمنخارى كانت الرسومات غير الواضحة ليس بها اسم الفرعون فقد كشفت التحاليل أن سمنخارى هذا كان يبلغ من العمر 25 عاما وأنه صغير جدا ليكون إخناتون وقد حكم 17 عاما.
وأصبح لدينا الآن دليل جديد يساعدنا على حل هذا الغموض وهو ما يسمى السيدة الكبيرة وهى مومياء لسيدة جميلة حتى فى وفاتها ذات شعر أحمر طويل ينساب على كتفيها وهو الذى ساعدنا على الكشف عن أن المومياء الموجودة بمقبرة توت عنخ آمون كانت للملكة «تى» زوجة أمنحتب الثالث ووالدة إخناتون وبمقارنة الحمض النووى للسيدة الكبيرة وباقى المومياوات الخاصة بوالد ووالدة الملكة فى بوياديويو اتضح أن مومياء (KVoo) هى لابن «تى» وسعدنا كثيرا أن المقارنة بالحمض النووى أثبتت أن هناك صلة قرابة كما كشفت الأشعة المقطعية للمومياء ( KVOO) عن قصر العمر عن طريق الأشعة المقطعية للعمود الفقرى والمفاصل والركبتين والساقين وثبت أنه توفى عندما كان أقرب إلى سن 40 من 25 وأثبتت أيضا أن مومياء (KVOO) هو ابن أمنحتب الثالث و«تى» ووالد توت عنخ آمون وهو بالتأكيد إخناتون كما أثبتت الأشعة المقطعية أيضا التى أجريت للمومياوات أنه كانت هناك أمراض وراثية وعيوب خلقية مثل طول الوجه والأعراض الأنثوية وكان هذا واضحا فى تماثيل عصر العمارنة وقد فسر بعض العلماء ظهور هذه الأعراض الأنثوية على التماثيل بأنها تبدو وكرمز للشمس وهى من وجهة نظرهم رجل وامرأة وبالتالى مصدر كل حياة.
وماذا عن والدة توت عنخ آمون فقد دهشنا لكشف الحمض النووى لسيدة تدعى السيدة الصغيرة وجدت بجوار مومياء تى فى مقبرة أمنحتب الثانى وهى نفسها أم توت عنخ آمون وزوجة شقيقها إخناتون من أمه «تى» ووالدة أمنحتب الثالث فقد كانت هى ابنة أمنحتب الثالث وتى.
وبهذا الاكتشاف تبين أن من غير المحتمل أن تكون إحدى زوجات إخناتون نفرتيتى أو زوجته الثانية كيا هى والدة توت عنخ آمون لأنه ليس هناك دليل من السجل التاريخى لأنها لم تكن أخته. وأصبحنا نعلم أيضا أسماء خمسة من بنات أمنحتب الثالث وتى ولكننا لم نعرف أى من الأخوات أنجبت له طفلا.
وقد تم نشر نتائج التحليل للحمض النووى فى فبراير الماضى فى جريدة الجمعية الطبية الأمريكية وأقنعتنى هذه النتائج بأن علم الوراثة يمكن أن يوفر أداة جديدة قوية لتعزيز فهمنا للتاريخ المصرى خاصة عند اقترانها بالأشعة على المومياوات والأفكار المستقاة من السجل الأثرى ولم يكن سبب وفاة توت عنخ آمون معروفا ولكن عندما بدأنا الدراسات اكتشف أشرف سليم وزملاؤه شيئا لم يلاحظ فى صور الأشعة المقطعية للمومياء وهو أن ساق توت عنخ آمون اليسرى كانت مصابة إصابة شديدة وكذلك فقد عظام أحد الأصابع وتفتت العظام وتهتك الأنسجة وموتها مما أدى إلى إعاقة قدرته على المشى وقد لاحظ العلماء بالفعل وجود 130 جزءا أو عصى كاملة فى مقبرة توت عنخ آمون استخدم بعضها.
وجادل البعض بأن هذه الأضرار التى حدثت فى قدم توت عنخ آمون قد حدثت أثناء عملية التحنيط ولكن تحليلنا أظهر نمو بعض العظام فى المناطق المصابة مما يدل على أن هذه الحالة كانت لديه من قبل أثناء حياته وليست سبب الوفاة فقد كان توت عنخ آمون يظهر أثناء ممارسته الأنشطة وهو جالس مثل إطلاق السهم أو استخدام رمى العصا فلم يكن الملك الذى يمثل رمز القوة فقد كان شابا يحتاج إلى عصا للمشى.
العلماء الآخرون أشاروا أيضا إلى أن الملاريا كانت من الأمراض الشائعة فى المنطقة فى ذلك الوقت وأن توت عنخ آمون ربما أصبح لديه مناعة جزئية لهذا المرض ومن ناحية أخرى ربما كانت السبب فى نقص المناعة وتركته عرضة للمضاعفات التى حدثت نتيجة لكسر ساقه وكان هذا تخميناً عام .2005
وفى رأيى أن صحة توت عنخ آمون كانت فى خطر منذ لحظة ميلاده فقد كان والداه أشقاء ولم تكن مصر الفرعونية هى المجتمع الوحيد فى التاريخ القائم على زواج الأقارب الملكية والتى يمكن أن يكون لها مزايا سياسية ولكن يمكن أن يكون لها عواقب خطيرة فزواج الأشقاء ربما يؤدى إلى ظهور جينات ضارة مما يؤدى إلى إصابة أطفالهم بمجموعة من الأمراض الوراثية .
عواقب أخرى نتيجة زواج الأشقاء وهى إنجاب أطفال لديهم أمراض وراثية تؤدى إلى الوفاة ولذلك ربما تكون هذه هى نهاية المسرحية على الأقل حتى الآن وقد فشل الملك الشاب والملكة فى محاولة إنجاب وريث لعرش مصر ومن بين القطع الفنية العديدة الرائعة المدفونة مع توت عنخ آمون صندوق مربع صغير من العاج يمثل مشهداً للزوجين الملكيين توت عنخ آمون وهو يتكئ على عصاه بينما تحمل له زوجته باقة من الورود وفى هذا المشهد ومشاهد أخرى تصور أنها فى حالة من الحب الصافى وفشل هذا الحب فى أن يؤتى ثماره ليس فقط كعائلة ولكن أيضا سلالة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.