قال الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس لجنة الآثار بوزارة الثقافة ورئيس اتحاد الأثرين المصريين: إنه يحق لمصر الاعتراض دوليا على فيلم "آلهة وملوك" الذي يرسخ لفكرة بناء اليهود للأهرامات، وتستند في ذلك إلى أن هذا الأثر المصري الضخم محمي بموجب الملكية الفكرية ولا يحق لأي شخص أو دولة في العالم أن تتلاعب في أوراقه التاريخية. وأكد "نور الدين" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أنه لا يوجد أدلة من أي نوع تشير إلى وجود اليهود في فترة بناء الأهرامات، بل إن كل الدلائل تؤكد إنهم وجدوا بعد زمن بناء الأهرامات بفترة طويلة. وقال إنه بناء على غياب الشاهد التاريخي على وجود اليهود في تلك الفترة باتت هذه القضية خارج أذهان الأثريين والباحثين تماما ولا مجال للحوار فيها أو مناقشتها من قريب أو بعيد. وشدد على ضرورة أن تضم هيئة الرقابة على المصنفات الفنية أثريين أو أساتذة تاريخ ليحموا تاريخ مصر القديم من التلاعب، فمثل هذا الفيلم يجب أن تمنع الرقابة عرضضه تماما داخل مصر فضلا عن التحرك الدولي للاعتراض عليه باعتباره ينال من الملكية الفكرية لمصر. وعلى هامش الحديث أشار "نور الدين" إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية في مصر ينقصها الكثير لتقوم بدورها الحقيقي، فهي لا تضم أطرافا محايدون أو ينتمون لتخصصات متعددة، وينعكس ذلك بوضوح على الاخطاء التاريخية وربما "الدينية" الضخمة التي تعج بها الأعمال الدرامية، ولعل أشهرها كان في مسلسل "لا إله إلا الله". وكان فيلم "آلهة وملوك" قد أثار جدلا واسعا ما بين بين مؤيد ومعارض لموضوعه الذي يتناول حياة سيدنا موسى عليه السلام، ويتبنى الفيلم الذي صورت بعض مشاهده في مصر، فكرة أن اليهود هم من قاموا ببناء الأهرامات، وهو الأمر الذي رفضه الكثير جملة وتفصيلا، واعتبروه تزييفا للتاريخ. يذكر أن المخرج ريدلي سكوت طرح برومو فيلمه الجديد gods & kings "آلهة وملوك" والذي يتناول قصة خروج سيدنا موسى عليه السلام من مصر، ومن المقرر أن يعرض في دور السينما يوم 26 ديسمبر المقبل ويلقي خلاله المخرج العالمي ريدلي سكوت الضوء على معجزة شق البحر لموسى، والعلاقة بين موسى وفرعون مصر "رمسيس".