أثار الإعلان عن صدور كتاب " انكسار مرآة السماء .. مؤامرة لإخفاء صوت مصر القديمة " للكاتبان روبرت بوفال وأحمد عثمان والصادر عن دار " تراديشين الأمريكية " ردود أفعال إذ أن مؤلفا الكتاب ولدا فى مصر وهاجرا إلى لندن في عهد عبد الناصر واستقرا هناك ولديهما عدد من المؤلفات عن الآثار المصرية. والكتاب الذي أصدراه اتهما فيه كلاً من فاروق حسنى وزير الثقافة السابق و د. زاهي حواس والذي كان يشغل مدير عام آثار الهرم ثم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار واعتبر الكتاب دورهما يرقى لدرجه " المؤامرة " على الآثار المصرية.
وذكر الكتاب أن فاروق حسنى بذل مجهوداً كبيراً للسيطرة على هيئه الآثار منذ توليه وزارة الثقافة، إلا أنه عندما وجد معارضه شديدة من الدكتور أحمد قدري الذي كان يمتلك شخصية عميدة ولا يقبل بتدخل فاروق حسنى، لكن الوضع تغير مع ظهور د. زاهي حواس خصوصاً مع تعيينه مديراً لآثار الأهرامات عام 1987 ويرى الكتاب أنه بعد تعيين د. حواس رئيساً للآثار ظهرت آلاف القطع الأثرية المصرية في الأسواق العالمية، وأنه تم منح سوزان مبارك حق التدخل في الشأن الثقافي.
ومن جانبهما رد فاروق حسنى وزاهي حواس على هذه الاتهامات بأن ما ذكره المؤلفان يرجع إلى أنهما يعملان بأفكار يهودية صهيونية وأنهما - أى حسنى وحواس - منعهما من العبث في آثار مصر فأصدرا ضدهما الكتاب من باب التشفي وتصفيه الحسابات والمعلومات المغلوطة.
ويرى كاتب السطور أن فاروق حسنى هو الذي أعد تمثيلية " ركيكة " حملت عنوان سقوط حجر من كتف أبو الهول لإبعاد د. أحمد قدري من رئاسة هيئة الآثار، وكان د. حواس وقتها يشغل مدير آثار الهرم.
وأرجع د. أحمد قدري حقيقة أبعاده - في ندوة عقدت بنقابة الصحفيين - إلى تصديه للبعثات اليهودية الصهيونية ورفضه لعملها في مصر إلى جانب رفضه للتطبيع بشكل عام في مجال الآثار، فتم اصطناع تمثيلية بسقوط حجر من كتف أبو الهول لتكون ذريعة لاستبعاده، أما عن دلائل مجاملة فاروق حسنى للصهاينة فهي لا حصر لها بل تمتد جذورها حتى قبل أن يشغل منصب وزير الثقافة ويشهد على ذلك مذكرة الفنانة انجى أفلاطون التي سجلت فيها احتجاجها على فاروق حسنى وقت أن كان يشغل الملحق الثقافي المصري عام (1981م) – حيث فوجئت بأن موقع معرضها الفني بباريس في وجود تخصيص جناحين في منتصف القاعة الكبرى "بالجران باليه" أحدهما لمصر وآخر لإسرائيل يكادا أن يكونا متلاصقين تماماً مع تركيز معروضات إسرائيل وأفلام دعائية عن عظمتها والقدس العاصمة الأبدية لها : وبيع " كتالوج " المعرض فى ركن حافل بالملصقات والدعاية الصهيونية بينما المفروض أن يكون هذا الركن عاماً للمعرض وليس لأحد الدول العارضة !.
وذكرت الفنانة انجى أفلاطون في مذكرة احتجاجها: "..أؤكد أن هذه الجمعية الفرنسية الصهيونية قد استطاعت أن تحقق أغراضها السياسية من إبراز تعاون مصري إسرائيلي"، وأضافت لقد اتصلت عقب ذلك بالملحق الثقافي المصري فاروق حسنى لأسجل احتجاجي على اشتراك مصر في هذا المعرض بالشكل المهين لكرامة التشكيليين المصريين خاصة وأنني علمت أن المستشار الإعلامي الإسرائيلي كان قد أقام مأدبة عشاء باسمه وباسم مصر – وبدون – علمها – احتفالا بهذا المعرض " المشترك " مما أدى إلى احتجاج المسئولين المصريين على هذا التصرف، وطالبت بالتحقيق ومحاسبة سفارتنا بباريس وعلى وجه الدقة الملحق الثقافي والمستشار الثقافي المصري آنذاك .
ومنذ تولى فاروق حسنى موقع وزير الثقافة وهو يتودد للإسرائيليين بصورة أو أخرى – حتى لو حاول البعض الكذب بتجميل وجهه، ففي عهد فاروق حسنى بوزارة الثقافة شاركت مصر في معرض للآثار بأمريكا وهو معرض شارك فيه تاجر الآثار " نوربرت شمل " وورد فى مُذكرة المتحف المصري وقتها أن اللجنة رأت هناك بعض القطع المذكور فيها اسم إسرائيل، وفى عهد فاروق حسنى سرقت برديات من المتحف المصري تزعم إسرائيل أن لها علاقة بها، وفى عهده أيضاً قام مستشار الرئيس الأمريكي " كلينتون " بسرقة آثار من سقارةز
وفى عهد فاروق حسنى تم الاستعانة بالمخرج اليهودي ميشيل جار لإحياء احتفالات الألفية والتي عرضت لرموز صهيونية ماسونية.
وفى عهده أيضاً استضافت وزارة الثقافة عازف البيانو الإسرائيلى دانيال بارنبويم ومنحه " صك " الوطنية بالدافع عنه وبترويج له من صحيفة تعد صوت أمريكا في مصر ولم يقل لنا أحداً ماذا يعنى قول المذكور بقبول الآخر سوى التسامح مع الاحتلال الإسرائيلى وهدم المستوطنات وقتل الفلسطينيين، وليس العكس كما يروجون وإلا لماذا يحمل العازف المذكور الجنسية الإسرائيلية بجانب جنسيته الأصلية الأرجنتينية حيث مولده إلا لأنه يعمل من أجل الدولة العبرية !.
وفى عهد فارق حسنى صرح ذراعه الأيمن والحاصل على جائزته المسماة بجائزة " الدولة التقديرية " جابر عصفور بأن المجلس الأعلى للثقافة سيترجم كتباً إسرائيلية، وفى عهد فاروق حسنى سمح بتوزيع مجلة إسرائيلية تحمل عنوان باسم عربي وهى مجلة " قوس قزح " والمجلة مكتوبة باللغة العربية حتى يقرأها الجميع وهى تروج لإسرائيل وتذكر إدعاءات كاذبة عن الحضارة اليهودية المزعومة !.
أما الأخطر فهو طلب إسرائيل استعارة قطع أثرية بزعم أن عليها نقوش عبرية ومن ذلك ما جاء بمحضر اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وهو ما جاء في طلب اميرد رورى من متحف روكف لر للآثار الإسرائيلية "بأنه بناء على الاتفاقية بين هيئة الآثار المصرية ونظريتها الإسرائيلية سيرسل إلى مصر كل الاكتشافات والتقارير العلمية، وجاء فى طلبه - حسب نص محضر اللجنة الدائمة للآثار المصرية - أنه يوجد في متحف إسرائيل كمية صغيرة من الآثار عُثر عليها بموقعين في سيناء ومعروضة بالمتحف ويطالب بإعادتها، ويدعو اثنين من مفتشي الآثار المصرية لديهما رخصة غوص ليكونا ضيوفاً على إسرائيل في قسم الآثار البحرية، ووجه الدعوة لأمين المجلس الأعلى للآثار بمصر لحضور معرض إسرائيل يحمل عنوان "معرض سيناء في المتحف الإسرائيلى بالقدس".
وهذا الطلب يكشف – للأسف – عن وجود اتفاقية تعاون بين مصر وإسرائيل رغم إدعاء فاروق حسنى وزير الثقافة بعدم وجود تطبيع مع إسرائيل.
كما أن خطورة ما يطلبه الإسرائيليون يتعلق بالزعم بوجود نقوش عبرية على القطع وقد سبق لهم الزعم بأن نقوش عبرية على الآثار بسيناء تتعلق بموضوع هيكل سليمان "المزعوم".
هذا ومن المعروف أن احتفالية الألفية في مطلع عام 2000 جرت وكان د. حواس يشغل مديراً لأثار الهرم، وتم استضافة اليهودي الصهيوني ميشيل جار ليحيى الاحتفالية والذي استخدم الليزر بوضع الرموز الماسونية على الهرم وإغفال الحضارة المصرية، وتجدر الإشارة أيضا إلى إصدار د. حواس قراراً بنقل عمود مرنبتاح عام 2008 من موقعه الأصلي بالمطرية بدعوى ترميمه - وهو عمود يزعم الصهاينة علاقتهم بنقوشه - ولم يعد العمود إلى موقعه الأصلي حتى اليوم.
أما عن وصف حسنى وحواس لمؤلفي الكتاب بوفال وعثمان بأنهما يروجان للصهاينة على حساب آثار مصر فهذا حقيقي أيضا.
مغالطات بوفال وعثمان فاروبرت بوفال متورط أيضا في احتفالات الألفية لصالح الصهاينة، ففي أواخر عام 1999 صدر في لندن كتاب ل بوفال بعنوان chamber secret "الحجرة السرية" أعلن فيه أنه سيتم الكشف عن حجرة سرية داخل الهرم الأكبر، وهو نفس ما ذكره ادجار كيس مؤسس جماعة البحث والتنوير الماسونية الصهيونية بالزعم بوجود أوراق للسجلات داخل غرفة بالهرم "وهو ما أدى أيضا إلى تخوف العديد من العلماء عند قيام مجلس الآثار بالتعاون مع الجمعية الجغرافية الأمريكية بعمل ثقوب داخل غرفة بهرم خوفو".
وفى كتابة " لغز الاوديون " يقول روبرت بوفال أن أوزوريس كان أول الملوك الفراعنة الذين حكموا مصر، عاش قبل الملك مينا موحد الأرضين بفترة طويلة.
كما يرى أن غرفة الملك خوفو في الهرم الأكبر هي غرفة أوزوريس، وأن النفق الجنوبي الموجود بها يشير إلى مجموعه النجوم الاوديون في السماء التي صعدت إليها روح أوزوريس بعد موته.
يذكر للدكتور حواس أنه كتب مذكرة بتاريخ 31 يونيو 1996 إلى رئيس العلاقات الثقافية الخارجية يشكو من بوفال وعدد من الأجانب ووصفهم بأنهم هواة يقومون بحملات منظمة، وأنه يلقى ومعه جرام هانكوك محاضرات في أوروبا وأمريكا تحرض ضد مصر وتنشر أكاذيب، بل جمع توقيعات لحث السفارة الأمريكية لعمل ضغوط على المسئولين فى مصر".
أما عن أحمد عثمان فهو على خلاف دائم ومعروف مع د. زاهي حواس، حتى أن د. حواس قام بطرده ومنعه من حضور أحد المؤتمرات بالقاهرة معلناً أنه - أي عثمان - يعمل لصالح الصهاينة في تشويه الحضارة المصرية، كما وصفه د.حواس بأنه شخص مستفز وكان يعمل راقصاً في الفنون الشعبية ثم سافر إلى لندن ونجح اليهود في استقطابه، وله أربعة كتب يدَعى فيها أن الحضارة المصرية من صنع العبرانيين، بل ويزعم أن موسى - علية السلام - هو اخناتون واليهود هم أصحاب الحضارة الفرعونية !.
وعن زعم احمد عثمان بأن موسى - علية السلام - هو اخناتون فقد نشره عثمان فى كتاب فى مجلة العصور الجديدة (15) وكذلك في كتاب بعنوان: Moses Pharaoh Egypt, The Mystery Of Akhenaton Resolved " موسى فرعون مصر"، وملأه بكل ما يتعارض مع الحقائق التاريخية والروايات الدينية والعقل والمنطق. ردود العلماء رد العلماء على هذه المهاترات التي يثيرها أحمد عثمان، ومن أبرز ردود العلماء المتخصصين كان رد د. عبد المنعم عبد الحليم أستاذ التاريخ القديم والآثار بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وجاء رده المفحم على مغالطات أحمد عثمان.
المغالطة الأولى: هي إدعاء السيد أحمد عثمان أن اخناتون ولد في بلدة ثار والقريبة من القنطرة في شرق الدلتا فإن هذا الإدعاء، قائم على عدم رجوع السيد أحمد عثمان للاسم الهيروغليفي للبحيرة التي أهداها الفرعون أمنحتب الثالث لزوجته الملكة تى واسمها الهيروغليفي هو " زعرو – خاء " ومكانها الحالي " بركة هابو " في منطقة مدينة هابو في غرب الأقصر وإنما قرأ الاسم في المراجع الإنجليزية التي كتبته بدون حرف العين كما يلى Zarw-Kha لعدم وجود حرف العين فى اللغات الأوروبية كما هو معروف.
كما أن السيد احمد عثمان حول حرف الزاى فى بداية الكلمة (Z) إلى حرف الثاء ونطق الكلمة ثارو ثم أسقط المقطع الأخير من الكلمة وهو " خا " وبذلك يثبت تعمده في تحريف الكلمة إلى ثارو وهو اسم المدينة الواقعة في شرق الدلتا وذلك لكي ينقل أحداث طفولة وشباب أخناتون من مدينة طيبة عاصمة مصر حيث عاش أبوه أمنحتب الثالث وأمه تى، إلى شرق الدلتا حيث توجد أرض جاسان التى سكنها بنو إسرائيل لكى يلبس أخناتون شخصية " موسى – عليه السلام " دون أى مراعاة لحقائق التاريخ المصري القديم.
ورغم انهيار الأساس الذي أقام عليه كتابه كله وهو أن " زعرو – خا " الواقعة غرب طيبة هى ثارو الواقعة فى شرق الدلتا – رغم أن هذا الانهيار يؤدى إلى انهيار كل ما ورد في كتابه ويصبح لغواً لا قيمة له فإنني رغم ذلك سأسترسل في نقد باقي مغالطاته.
المغالطة الثانية: وهو إدعاء السيد أحمد عثمان أن كلمة " عمران " التي هي أصل تسمية تل العمارنة في رأيه ليست اسم والد موسى بل هي الجزء الأول من اسم الإله آتون الذي ينطق " ام ر ن " وهنا تجلى تعمد السيد أحمد عثمان المغالطة لأن هذا الجزء الأول من أسم آتون يخلو من حرف العين وهو الحرف الأول من كلمة " عمارنة " كما أن عبارة " ام ر ن " هذه ليست اسماً بل هي جزء من جملة وقراءتها الكاملة هى " ام – رن – اف " ومعناها باسمه أى باسم الإله آتون فكيف تتحول مقدمة جملة هيروغليفية ناقصة إلى اسم عربي هو العمارنة ؟ أن هذا من أغرب ما صادفته بحوث علم المصريات بل ربما أغربها جميعاً .
المغالطة الثالثة:
وتتصل بالمغالطة الثانية وهى إدعاء السيد أحمد عثمان أن كلمة " ملوى " وهو اسم المدينة التي تقع في تل العمارنة في نطاقها يرجع في أصله إلى كلمة " لاوى " وهو اسم الجد الأكبر لموسى وهذه المغالطة أغرب من السابقة إذ كيف يشتق اسم مكان في الصعيد من اسم جد إسرائيلى تعيش ذريته فئ أقصى شمال شرق الدلتا، ولو رجع السيد أحمد عثمان إلى القواميس الهيروغليفية والقبطية لوجد أن كلمة " ملوى " أصلها فى اللغة القبطية " منلاو " التى اشتقت من " مرو " التى ترجع فى أصلها إلى الكلمة المصرية " مرى " أو " مريت " بمعنى " ميناء " لأن المدينة كانت ميناء للمقاطعة السادسة عشرة الفرعونية التي تمتد حتى حدود المنيا وعلى ذلك فليس هناك أدنى صلة بين كلمة ملوى وبي الاسم لاوى الجد الأكبر لموسى .
المغالطة الرابعة:
إدعاء السيد أحمد عثمان أن الكاهن " آى " Aye كان عم أخناتون والأدلة الأثرية تخالف ذلك تماماً فلم يرد فيما دونه الكاهن " آى " الذي أصبح ملكاً على مصر بعد موت توت عنخ آمون- لم يرد فيما دونه أي إشارة إلى انتسابه للأسرة الملكية بل لأنه لكي يكسب مركزاً متميزاً تزوج من مرضعة الملكة نفرتيتي المسماة " تى ".
المغالطة الخامسة:
إدعاء السيد احمد عثمان أن صولجان الحكم كان على هيئة عصا يعلوها شكل ثعبان من البرونز وهذا يخالف تماماً كل الصور والرسوم التي ظهر فيها هذا الصولجان الذي كان على شكل عصا معقوفة وهى في الأصل كانت عصا الراعي في عصور ما قبل التاريخ المصري القديم وبعد معرفة المصريين للكتابة الهيروغليفية كانت تكتب كعلامة هيروغليفية مقطعية تنطق "حقاً " ومعناها " حاكم".
المغالطة السادسة:
إدعاء السيد احمد عثمان بأن الذي سخر بني إسرائيل فى بناء مدينة رعمسيس هو القائد رمسيس وهذا خطأ كبير لأن الأدلة الأثرية تثبت أن الذى شيد مدينة "رعمسيس " هو الفرعون رعمسيس الثاني وكانت المدينة تنسب إليه في النصوص الهيروغليفية باسم " بى – رعمسو مرى آمون آى " مدينة رمسيس محبوب آمون، وقد أسس رمسيس الثاني هذه المدينة فى شرق الدلتا لتكون عاصمة حربية لقربها من ميادين حروبه فى الشام.
المغالطة السابعة:
إدعاء السيد احمد عثمان أن أخناتون ( موسى ) خرج ببني إسرائيل من مدينة ثارو ولا يعرف من أي مصدر جاء السيد احمد عثمان بهذه المعلومة فإن المصدر الوحيد لها هو التوراة التي ذكرت في سفر الخروج أن " موسى – عليه السلام " خرج ببني إسرائيل من مدينة رعمسيس كما يلي: " فأرتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت " ( إصحاح 12-37 ) فلماذا يغالط السيد احمد عثمان ولماذا يسرق المعلومات التي ليس لها أى مصدر !.
لا شك أن هذا الأسلوب في المغالطات والاستعانة بمعلومات دون أى سند بطريقة هى أقرب إلى الفبركة وتزييف التاريخ، يجعل كتاب السيد احمد عثمان من قبيل الأوهام والخزعبلات تحقيقاً للهدف الخبيث من ورائها كما ذكرت سابقاً، "إذ ربما خضع صاحبها المقيم في لندن لتأثير الدوائر الأجنبية المعروفة بعدائها لمصر والنيل من حضارتها القديمة.. أما العجيب فإن أحمد عثمان عاود تكرار نفس الحجج والأسانيد في مجلة عصور والأعجب ما جاء في تعليق المجلة والتي كتبت تشكو من غياب الأفق الثقافي والسياسي، وأن كل سطر مما يقوله أحمد عثمان كفيل بإثارة معركة إن كان علماء الآثار لدينا يتمسكون بأفق حر يسمح بالنقاش".
وما حدث من أوهام لعثمان في اخناتون وموسى عليه السلام تكرر في رؤيته ليوسف – عليه السلام - حيث ذكر معلومات خاطئة تميل للتعاطف مع اليهود والإسرائيليين وذلك في كتابه " غريب في وادي الملوك - مومياء يوسف الصديق في المتحف المصري" وكذلك في مقالات مختلفة أكد فيها أن " يويا " - أحد كبار رجال الدولة في عصر الملك أمنحتب الثالث ووالد المكلمة تى هو يوسف " عليه السلام " - وهو ما يخدم هدفاً صهيونياً بسحب فكرة الوحدانية التي أعلنها الملك اخناتون ونسبها إلى إسرائيل.
وقد رد العلماء المتخصصون وفندوا هذه الادعاءات ومنها ما جاء في مقال للدكتور زاهي حواس تحت عنوان "نموذج للمصريين المؤيدين للأفكار الصهيونية في الآثار المصرية " قال فيه: خرج علينا – منذ أوائل الثمانينات – السيد أحمد عثمان – وهو الهاوي للقراءة في علم المصريات وليس متخصصاً أو على درجة علمية بهذا العلم – خرج بعديد من التخيلات في محاولة منه للتقريب بل التوحيد بين الشخصيات التاريخية المصرية القديمة العامة وبين أنبياء الله خاصة أنبياء بني إسرائيل منهم .