بعيدا عن الأضواء ، وقعت أزمة بين د. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار ، وأحمد عثمان كاتب سيناريو فيلم "نفرتيتي" المنتظر بدء تصويره في فبراير القادم ، على أن يبدأ طرحه في دور العرض في صيف 2008. الفيلم ليس إنتاجا مصريا ، وإن كان ستصور 90% من مشاهده في مصر ، ولكنه مشروع عالمي ، ستزيد ميزانيته عن 120 مليون دولار ، يتبناه المنتج العالمي "جون هايمان" الذي زار القاهرة مطلع الشهر الجاري لمدة أربعة أيام التقى خلالها مع الفقي وفاروق حسني لتذليل كل العقبات لتصوير "نفرتيتي" ، إذ تقرر بناء مدينة فرعونية كاملة تضاهي مدينة "تل العمارانة" التي ستدور بها أغلب الأحداث ، واقترح رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي أن يقدم تسهيلات لاقامتها على أراضي مشروعاته السياحية في منطقة "مرسى العلم" ووافق يوسف شاهين على أن يتولى مسؤولية المنتج المنفذ للفيلم . كل المشاركين في الفيلم "مبسوطين" إلا د. حواس ! بسبب أن واضع المادة العلمية للفيلم ، أحمد عثمان ، ضمّن السيناريو آرائه الشخصية ، بأن "الفرعون أخناتون" هو "نبي الله موسي" عليه السلام .. غضب حواس لم يكن بسبب ما تضمنه السيناريو من إساءة لواحد من أنبياء الله عز وجل ! . الشخصيات الأساسية في الفيلم ، هي "أخناتون" موسى بحسب تخاريف عثمان وأخته "نفرتيتي" وقائد الجيوش "حور محب" . والصراع يدور بين الرجلين "أخناتون موسى" و قائد الجيوش على "الأميرة الجميلة " التي تجد نفسها مخيرة بينهما : القائد الوسيم صاحب النفوذ ، والذي تميل إليه أم نفرتيتي أم موسى وتراه الأنسب للزواج من ابنتها ، وأخوها أخناتون "موسى" الذي يدخل في صراع مع كهنة أمون بعد إعلانه ديانة التوحيد! . وبحسب " خزعبلات " عثمان تختار نفرتيتي الزواج من أخيها "أخناتون موسى" وتقف في جواره في الصراع مع الكهنة ومحاولتهم الانقلاب عليه والعودة من جديد إلى "تعدد الالهة" ! د. حواس هدد بأنه سيقف ضد تصوير الفيلم في مصر إذا تضمن السيناريو النظريات والآراء الشخصية لكاتب المادة العلمية أحمد عثمان والتي يدعي فيها أن أخناتون الفرعون وموسى النبي شخصية واحدة . كنت معتقدا أن د. حواس زعلان بسبب هذه "الخرافات" التي تؤذي المسلمين والمسيحين في مصر معا، وأنه غضب لله ، وللاساءة إلى نبيه موسى عليه السلام ، وإلى القرآن والإنجيل ، غير أني اكتشفت أن هذا كله لم يكن في حسبانه !.. ما أغضبه فقط هو: أن الادعاء بأن "الفرعون" أخناتون هو النبي موسى ، سيجعل الصهيانة اليهود يدعون أنهم بناة الحضارة الفرعونية القديمة .. شفتوا ازاي ؟! كل من قابلهم "جون هايمان" في القاهرة من الوزيرين الفقي وحسنى إلى المنتج المنفذ يوسف شاهين وآخرين طبعا لم نعلهم الله يعلمهم .. لم يغضبوا لله .. لم يغضبوا لموسى عليه السلام وإنما غضبوا فقط ل"الفرعون" أخناتون ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى [email protected]