عندما تخطط أمريكا لاسقاط الوطن العربي كله في وحل الغزو تارة وفي الصراعات العرقية والمذهبية تارة أخري وبالتآمر المباشر مع العملاء والخونة ومدعي الاسلام لخطف الأوطان تحت زعم انها ثورات شعبية تارة ثالثة ويكون الهدف الأوحد لكل هذا هو تقسيم البلاد العربية وتفتيتها والاستيلاء علي ثرواتها وكنوزها لصالح إسرائيل.. فإن حديثها هنا عن الحرية والديمقراطية وهم وسراب وكذب مفضوح. وعندما تتعامل امريكا مع مظاهرات مواطنيها بمنتهي القسوة واللا إنسانية وتدوس علي رقابهم بالبيادة وتعتقلهم وتعبئهم في لوريات كالبهائم ثم تنتقد حقوق الإنسان في مصر لأنها طبقت القانون علي المظاهرات والاعتصامات الإرهابية التي تحدث أصلاً بايعاز من واشنطن نفسها.. فإن حديثها هنا عن حقوق الإنسان لا محل له من الاعراب ولا يلتفت اليه. وعندما تسعي أمريكا جاهدة لخنق اقتصادنا ومحاولة تركيعه وحينما تفشل ترسل وفداً من رجال اعمالها للاستثمار في مصر وتزعم ان ضخ هذه الاستثمارات في اقتصاد مصر هدفه دعم الشعب وتحقيق التنمية له.. فإن حديثها عن هذا الدعم وعن رغبتها في أن تري اقتصادنا يزدهر وان تستقر البلاد هو بمثابة هبل وهطل وشغل 3 ورقات لا ينطلي علي المصريين ابداً. عندما تفعل أمريكا كل هذه المتناقضات التي لا تستحي منها رغم يقينها ان كذبها مفضوح وعدم حيائها يثير الاشمئزاز والقرف.. فإن هذا ليس لدي تفسير له سوي انه شيزوفرانيا امريكية من نوع خاص. الحقيقة التي لا تقبل الشك ان امريكا لا هي مؤمنة بالحرية التي تعرفها ولا بالديمقراطية التي يمارسها العالم.. بل تؤمن بحرية الفوضي وديمقراطية الكيل بأكثر من مكيال. وامريكا لا تعترف بحقوق الإنسان علي الاطلاق ولكن لديها اكثر من جدول وتوصيف لهذه الحقوق وتعطي لنفسها حق التطبيق علي هواها وفق الرضا والسخط. وامريكا لا تحترم الشئون الداخلية للدول فهي تعتبر نفسها شرطي العالم والمعيارجي الوحيد لاقتصادياته... هنا ينتعش الاقتصاد. وهنا يختنق. وهنا يموت دون أن يهتز لها رمش ولو مات شعب بأكمله ولنا في اطفال العراق اثناء الحصار الأمريكي في عهد صدام العبرة والمثل. إذن.. الهدف من إرسال وفد رجال الأعمال الأمريكيين ليس حباً في مصر وشعبها أو الرغبة في استقرار البلاد علي اي مدي.. بل محاولة يائسة وبائسة لتجميل وجهها القبيح الذي شوهته نار الحقد والتقرب من قلوب المصريين الذين لفظوها وداسوها بالأقدام. الأمريكان مثل الإخوان.. ليس لهم صديق ولا حليف وتاريخهم الأسود شاهد ملك علي خيانتهم المتكررة وبيعهم الرخيص لأصدقائهم وحلفائهم وليتكم تتذكرون شاه إيران وصدام حسين والآن حسني مبارك.. وهم مثل الإخوان ايضا في أنهم يكذبون كما يتنفسون بلا حياء أو خجل. شيزوفرانيا امريكا اعيت من يداويها من العباد.. وعلاجها الوحيد في يد رب العباد.. الأيام دول واسألوا انفسكم اين امبراطوريات الاغريق والفرس والرومان والانجليز والعثمانيين.. كلهم ذهبوا وبقيت الدول والشعوب. وتحيا مصر.