المتأمل في الأحداث الساخنة التي تجري في الشارع المصري يدرك تماماً أننا نحتاج إلي مصالحة فورية مع النفس قبل التصالح مع الآخرين.. فلا يمكن لمصري مهما كان انتماؤه أن يرفع السلاح في وجه أخيه المسلم.. ومصر بتاريخها العميق وحضارتها التي تمتد إلي سبعة آلاف سنة لم تشهد هذا الانقسام وهذا الصراع الذي وصل إلي حد إراقة الدماء.. ويجب أن يدرك الجميع حجم المخططات الكبيرة التي توجه من الخارج ضد الوطن وسعي العديد من الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي ادخال مصر في النفق السوري.. ومهما فعلت أمريكا وروجت من مزاعم وشعارات عن الحرية والديمقراطية أو حقوق الإنسان فإن الرغبة الدفينة والهدف الخفي وراء الستار.. هو محاولة إغراق مصر وشعبها في دوامة عنف لا تتوقف وصدامات حامية بين التيار الإسلامي والجيش.. ومعروف للجميع مدي دعم الأمريكان للتيارات الإسلامية ليس في مصر فقط ولكن في ليبيا وسوريا.. ليس حباً فيهم ولكن لكي يدخل الجميع في دوامة العنف والصدامات بين أبناء الشعب الواحد والرابح الوحيد من كل هذه الصدامات ومحاولة إسقاط الدول العربية هو إسرائيل.. ولا يشغل الأمريكان في المنطقة بأسرها سوي آمن إسرائيل ومهما حاول الجانب الأمريكي إظهار الدعم والعون لأي تيار في مصر فإن الغاية واحدة والهدف معروف تفتيت الدول العربية واضعافها ودخول المنطقة بأسرها في دوامة العنف.. وها هي العراق التي روج الأمريكان عن رغبتهم في وجود عراق جديد وحرية وديمقراطية في المنطقة لم ير الشعب العراقي شيئاً من الأمريكان سوي الدمار والخراب ونهب الثروات وبترول العراق والانفجارات التي تدوي في الشارع ومحافظات بلاد الرافدين تحصد الآلاف كل يوم.. بينما الأمريكان ينعمون بخيرات العراق وقس علي ذلك ما جري ويجري في ليبيا واليمن والسودان التي تم تقسيمها وسوريا التي انتهت بيد أبنائها.. ولم يبق إلا مصر التي يريدون أن تدخل الدوامة. * * * من هنا فإنني أناشد الإخوان وكل التيارات الإسلامية "حزب النور والبناء والتنمية وكل الأحزاب ذات المرجعية الدينية" أن يتوحدوا من أجل مصر وأن يشاركوا التيارات المدنية والليبرالية في مصالحة وطنية شاملة تستوعب الجميع دون اقصاء لأحد حتي نصل إلي الاستقرار والأمن والأمان وتبقي مصر الدولة العريقة التي تستوعب الجميع.