عندما تخرج علينا جينيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية وتعبر عن "صدمتها" من حكم الجنايات بحبس علاء عبدالفتاح و24 من زملائه المنفلتين في قضية "أحداث الشوري" التي اتسمت بالعنف والبلطجة لمدة 15 سنة.. وتزعم أن قانون التظاهر يعرقل مسار مصر نحو الديمقراطية.. وأن واشنطن تتفق مع ممثلي المجتمع المدني في أن القانون لا يفي بالمعايير الدولية ويفرض قيوداً علي قدرة المصريين علي التجمع السلمي والتعبير عن آرائهم. وعندما تتسابق وسائل الإعلام الأمريكية ومن يدور في فلكها وبتعليمات من واشنطن للتخديم علي تصريح الخارجية وتصف الحكم بأنه نذير سيئ "صحيفة لوس انجلوس". وأنه استمرار لحملة الحكومة علي المعارضة "صوت أمريكا". وأنه أحدث ضربة للنشطاء الليبراليين والعلمانيين الذين قادوا ثورة يناير "الاسوشيتدبرس". وعندما تصدر منظمة العفو الدولية وبأوامر أمريكية وبلا حياء بياناً تتطاول فيه علي القضاء المصري وتزعم أن الحكم وراءه دوافع سياسية وأنه يدل علي العدالة الزائفة والشائنة.. كما تربط بغباء منقطع النظير بين صدور الحكم وتنصيب المشير السيسي رئيساً. عندما تحدث كل هذه المساخر.. فإنها تؤكد عدة حقائق * أولاً .. أن الإدارة الأمريكية تصر علي أن تقحم نفسها في الشأن المصري رغم التنبيه عليها أكثر من مرة بعدم التدخل في شئوننا. * ثانياً .. إن هذه الإدارة السمجة تنسي أو تتناسي أن مصر يعاد تشكيلها الآن من جديد ويقودها في ذلك "رئيس شعبي" وأن هناك دستوراً استفتي عليه وأصبح نافذاً.. والأهم أن شعب مصر واع وجيشه قوي يحمي البلاد والعباد من غدر الغادرين وخيانة الخائنين ومن الأمراض المحلية والمستوردة..!!! * ثالثاً .. إن تصريحات الخارجية الأمريكية ومن بعدها مباشرة أوصاف وسائل الإعلام الملاكي وبيان منظمة العفو "الإمعة" هي أمور مشبوهة تجعلنا نتساءل بوضوح لا لبس فيه عن العلاقة الآثمة بين واشنطن و"نشتاء السبوبة" المعروفة اسماؤهم جيداً بمن كانوا يحتلون الفضائيات أو اقتحموا مبتني أمن الدولة وسرقوا مستنداته ابتداء من أيمن نور الهارب والقابع في قصر منيف فوق جبال لبنان بأموال قطرية وتركية ومروراً بوائل غنيم وانتهاء بعلاء عبدالفتاح وكل من هو علي شاكلته من "نشتاء .. وناشتات" خرجوا من عزب الصفيح ويعيشون اليوم في ابراج بمصر الجديدة ويستقلون السيارات الفارهة ويرتدون أفخم الثياب وأغلي المجوهرات.. "من أين لكم كل هذا؟؟".. ودور أمريكا الفاضح والمفضوح معهم في ثورة يناير..!! * رابعاً .. تطاول واشنطن علي الأحكام القضائية والتي تغفل تماماً وعن عمد أن القضاء عندما يتصدي لقضية فإنه يحكم فيها بنصوص قانونية وقناعات وأدلة ثبوت إنما يوضح الدور الأمريكي الوقح والشاذ الذي ترفضه جموع شعب مصر. * خامساً .. دائماً نسمع من واشنطن كلمات معينة كلما اتخذنا اجراء لإعادة انضباط الشارع المصري مثل "نشعر بالقلق" أو "بالصدمة" وغير ذلك.. والسؤال : لماذا إذن لم تشعروا بالقلق من الإرهاب والعنف المسلح والممنهج من عملائكم الاخوان ضد مصر ومؤسساتها؟؟.. ولماذا لم تشعروا بالصدمة في أي يوم وانتم ترون جنازات شهداء الجيش والشرطة الذين سقطوا بيد الاخوان الارهابيين أم أصاب أعينكم رمد..؟؟ * سادساً .. ما دخل تنصيب الرئيس بصدور الحكم القضائي؟؟.. القضية كانت محجوزة للحكم قبل إعلان نتيجة الانتخابات.. والرئيس أي رئيس ليس من صلاحياته التدخل في القضاء ومنع اصدار حكم.. فلماذا هذا "الهبل" الذي تتحدثون به ..؟؟!! كان البعض يظن أن المسألة فيها "إن" فقط.. لكن تأكد أن فيها "إن واخواتها" بل وأولاد اختها أيضاً.. فهؤلاء "النشتاء" كانوا اذرع واشنطن في "أوبريت الفوضي الخلاقة" التي شهدتها مصر طوال أكثر من 3 سنوات.. والهدف كان وبمنتهي الصراحة اسقاط مصر وتفكيك جيشها وتقسيمها إلي دويلات..!!! إن الحرب الإعلامية الأمريكية ضد مصر وقضائها والتي تثير قرفي واشمئزازي تدفعني إلي أن أسأل واشنطن : بماذا تصفون اعتقالكم المئات والقاءهم في معتقل جوانتانامو سييء السمعة دون محاكمات؟؟.. وبماذا تسمون تنصتكم علي كل الشعب الأمريكي وعلي زعماء العالم؟؟.. وما هي التسمية العبقرية لفض شرطتكم أي مظاهرة وسحل المتظاهرين في الشوارع وتعبئة المقبوض عليهم في لوريات مثل "أجولة القطن"؟؟.. هل كل هذا يتفق مع المعايير الدولية ويتيح للثائرين التجمع السلمي والتعبير عن الآراء..؟؟!! يا ناس اختشوا علي دمكم.. ما تفعلونه هو الفضيحة في أجلي صورها.. والحقيقة أن الإدارة الأمريكية لا تتحمل مزيداً من الفضائح.. عموما.. نحن لن نلتفت لنباح صادر من هنا أو خارج هنا.. أمامنا دولة لابد أن يعاد بناؤها بعد السنة الخراب التي حكم فيها الاخوان عملاء الأمريكان وأن تجري انتخابات برلمانية ستكون الأروع وأن ننهض باقتصادنا وننطلق.. وكلها أهداف سوف نحققها بإذن الله.. شئتم أم أبيتم. * العيب .. وأهل العيب عندما تقول المخرجة إيناس الدغيدي إن الشباب المصري "الذي يتحرش بالنساء" يعاني من الكبت وأنه ممنوع من العلاقات غير الشرعية نتيجة وجوده في مجتمع إسلامي وبالتالي لم يعد قادراً علي أن يحيا حياته الطبيعية.. فإن هذا الضلال يجب أن تحاسب عليه. شباب الأمس كان يعيش أيضاً في مجتمع إسلامي يا هانم بل وكانت "التضييقات" أكثر من اليوم.. أم انك تطالبين بإعادة "بيوت الدعارة" التي كانت منتشرة قبل الثورة وتقنينها مرة أخري حتي تتوفر للشباب العلاقات غير الشرعية..؟؟!! صحيح .. "اذا العيب خرج من أهل العيب.. مايبقاش عيب".