◄ يتتبع الشخير ويحلل التنفس ويساعد على الاسترخاء والنوم العميق ◄ الباحث الروسي مايكل رادوجا: خلال 5 سنوات سينتشر كالهواتف الذكية ◄ الابتكار يجمع بين التكنولوجيا والوعي البشري في تجربة غير مسبوقة هل تخيّلت يومًا أن يرافقك الذكاء الاصطناعي حتى في سريرك وأثناء نومك؟ هذه الفكرة التي بدت أقرب إلى أفلام الخيال العلمي أصبحت واقعًا مع قناع النوم الذكي ثمرة أبحاث شركة «ريم سبيس» (REMspace) في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، وأطلق عليه مبتكره الباحث الروسي مايكل رادوجا اسم «سومنو إيه آي» (SomnoAI)، والذي تواصلت معه «آخر ساعة» قبل الإعلان الرسمي عن القناع، وكشف لنا تفاصيل خاصة عن هذا الابتكار الذي يمثل ثورة في عالم النوم والأحلام. تقدّم شركة «ريم سبيس» نفسها على موقعها الرسمي باعتبارها «جسرًا بين العلم والوعي»، وهى شركة متخصصة في تقنيات الأعصاب والذكاء الاصطناعي، وتركز على فهم العلاقة بين الحلم والعقل البشرى، ويقول مؤسسها مايكل رادوجا، وهو باحث ورائد أعمال من أصل روسي يقيم في أمريكا، إن هدف الشركة ليس مجرد تحسين النوم، بل «فتح الباب أمام تجربة أكثر وعيًا واتصالًا بالنفس، حيث يمكن للإنسان أن يتفاعل مع أحلامه كما يتفاعل مع شاشة هاتفه». القناع الجديد المقرر طرحه في الأسواق مطلع العام المقبل لا يقتصر على تحسين جودة النوم فقط، بل يتجاوز ذلك إلى التحكم في الحلم نفسه، فيصبح المستخدم قادرًا على تعديل مسار حلمه، أو أن يعيش تجربة «الحلم الواعي» (Lucid Dreaming) التي طالما حيّرت العلماء، تم تدريب «السيستم» على بيانات عصبية فريدة تُعرف باسم sleep-stimulus data أي بيانات المحفّزات أثناء النوم، وهى نوع من المعلومات لم يُستخدم من قبل فى تدريب أى نموذج ذكاء اصطناعي. منذ بداية ثورة الذكاء الاصطناعي انشغل العالم بالنصوص والصور، لكن النوم الذي يعد تجربة إنسانية عميقة ظل بعيدًا عن هذا التطور. ويشير رادوجا إلى سببين رئيسيين وراء ذلك: عدم وجود أدوات تسمح للذكاء الاصطناعي بالتفاعل مع النوم، وغياب قواعد بيانات متخصصة في هذا المجال. هنا بالضبط نجحت «ريم سبيس» في كسر الحاجزين معًا. ◄ اقرأ أيضًا | 40 وظيفة على حافة الاختفاء.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبلك المهني؟ والقناع الجديد مبنى على الجيل الثاني من منتج الشركة السابق المعروف باسم «لوسيد مى برو»، وتم طرحه فى يوليو الماضي، فالنسخة الحديثة تحتوى على عدد من المستشعرات يفوق الإصدار الأول بثلاثة أضعاف، تشمل أجهزة «EEG» لقياس النشاط الكهربائي للمخ إلى جانب مستشعرات حركة العين. ويُحلّل السيستم الموجود فى القناع البيانات الواردة من تسعة مستشعرات في نفس الوقت، ليقدّم استجابة ذكية فورية حسب نشاط الدماغ ومراحل النوم المختلفة. ويقول رادوجا فى حديثه ل«آخرساعة»: «إن هناك 15 باحثًا شاركوه فى هذا الابتكار الجديد ويُعد SomnoAI الذكاء الاصطناعى الأقوى الذى طورناه حتى الآن، حيث إنه لا يراقب نومك فقط، بل يتفاعل معه ويعيد توجيهه فى الوقت الحقيقى، ليجعلك تنام أسرع، وتستيقظ أكثر راحة، وربما أكثر وعيًا». ويتمتع هذا القناع الذكى بمزايا مدهشة عديدة، من بينها المساعدة على الدخول فى النوم سريعًا، وكذلك تعزيز النوم العميق والمستمر، وتعديل تجربة الحلم، وتسهيل الوصول إلى «الحلم الواعى»، وتقديم جلسات تأمل موجهة بتقنية «الارتجاع الحيوى» (Biofeedback) ، ودعم الاسترخاء وتقليل التوتر، ومنبّه لطيف للإيقاظ التدريجى، بالإضافة إلى تحليل الشخير ومراقبة أنماط التنفس أثناء النوم، مع تتبّع دقيق لجميع مراحل النوم. والأمر الأكثر إثارة فى هذا المشروع أنه لا يتوقف عند الحدود التقنية فبحسب موقع الشركة أجرى فريق «ريم سبيس» منذ عام 2023 سلسلة من التجارب أثبتت إمكانية التواصل مع الأشخاص أثناء نومهم، بل وإرسال إشارات متبادلة بين الحالمين والعالم الخارجى، إلى جانب تجارب للتحكم فى سيارات افتراضية داخل الحلم ونقل ألحان موسيقية فى الزمن الحقيقى، وهى تجارب نُشرت نتائجها فى مجلات علمية متخصصة فى علم الأعصاب والوعى. يقول رادوجا الذى أسس الشركة عام 2023 إنه بعد أكثر من 15 عامًا من البحث المستقل فى علم الأحلام: «لا يزال 99% من إمكانات الذكاء الاصطناعى فى مجال النوم غير مستغلة، وإذا تمكّنا من الجمع بين علم النوم والذكاء الاصطناعى، فإننا سنقترب أكثر من فهم كيف يعمل الوعى البشرى أثناء النوم وربما نفتح الباب فى المستقبل لعلاج اضطرابات الأرق والكوابيس المزمنة». وسيُطرح القناع الذكي الجديد فى الربع الأول من عام 2026 وفق نظام مزدوج يجمع بين الشراء والاشتراك، حيث يحتاج المستخدم أولًا إلى شراء قناع «لوسيد مى برو» ب79 دولارًا (نحو 3850 جنيهًا مصريًا)، وهو القناع المادى المزود بالمستشعرات والتقنيات اللازمة لمتابعة نشاط الدماغ أثناء النوم. وبعد ذلك، يمكن تفعيل تقنية الذكاء الاصطناعى «سومنو إيه آى» من خلال اشتراك شهرى يبدأ من 9 دولارات (حوالى 440 جنيهًا مصريًا)، ليتيح للمستخدم الوصول لمجموعة من الخصائص الذكية التى تعمل على تحليل مراحل النوم وتحسين جودته ومعالجة الاضطرابات المختلفة.. وفى تصريحات خاصة ل«آخرساعة»، ألقى رادوجا مزيدًا من الضوء على التقنية الجديدة، موضحًا أن «سومنو إيه آى» يختلف عن أى نظام سابق طوّرته الشركة بفضل الذكاء الاصطناعى الأكثر قوة الذى يعالج بيانات من تسعة مستشعرات، منها جهاز (EEG)، ليصبح أداة دقيقة فى جميع المهام المتعلقة بالنوم. وفيما يتعلق بفكرة دمج الذكاء الاصطناعى مع علم النوم، قال: «إن 99% من إمكانات الذكاء الاصطناعي في صحة النوم لا تزال غير مستكشفة، وربما تكون قادرة على حل معظم مشكلات النوم المعروفة»، متوقعًا أن «تصبح أقنعة مثل «سومنو» شائعة الاستخدام مثل الهواتف الذكية خلال خمس سنوات فقط».