عادت من جديد مشكلة ترعة المحمودية تطل بوجهها القبيح لتغرق الإسكندرية شرقاً وغرباً بأطنان القمامة ومخلفات البناء ويتحول طريقها لوكر لتعاطي المخدرات وصالات الافراح والمقاهي.. وبالرغم مما تم إثارته علي مدار السنوات الماضية من مشكلة ترعة المحمودية التي أنفق عليها ملايين الجنيهات لتطويرها كبديل مروري بمحازاة الكورنيش وشارع أبوقير.. إلا أن أكوام القمامة والمخلفات اغتالت الاحلام. في البداية يقول "حمادة منصور" عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة كرموز: لقد تم اغتيال ترعة المحمودية وتحولت بفعل الاهمال إلي مصرف للحشرات والقمامة وأتلال من مخلفات البناء ولا يوجد أي رقابة من الجهاز التنفيذي علي عملية تحويل مجري مائي وطريق مروري أنفق عليه الملايين إلي مقلب للقمامة يغتال أحلام أبناء كرموز فلا رقابة من الجهاز التنفيذي والاحياء ولا الشرطة وفي النهاية أصبحت الترعة كارثة علي الإسكندرية. أما محمد الكوراني عضو المجلس المحلي السابق ورئيس جمعية الإمام علي بن أبي طالب فيقول: لقد أصبحت ترعة المحمودية بمثابة كارثة بيئية علي الإسكندرية ليس فقط لأكوام القمامة ولكن للمخلفات الطبية التي يتم التخلص منها ليلا علي جانبي الطريق وسبق وأن كشفت المحافظة ذلك دون أن تكتشف مرتكتب هذه الكارثة بالاضافة إلي مخلفات المصانع التي أصبحت تلقي بها بلا حسيب أو رقيب فلا عمال نظافة ولا وجود لشركة النهضة في طول الترعة التي أصبحت ليلا بمثابة وكر لجميع أنواع المخالفات. تقول "سعاد مدحت" موظفة: كان لدينا أمل في أن تتحول ترعة المحمودية بجانبيها إلي طريق مروري جديد وكانت الفكرة جيدة في بدايتها إلا أنه بعد الثورة تحولت الترعة إلي مقلب لمخلفات البناء ثم زحف إليها أصحاب المقاهي العشوائية وأصبحت المخدرات تباع في وضح النهار ثم بدأ الميكانيكية في استغلال جانبي الطريق لإصلاح السيارات واستولوا علي الطريق عنوة. تضيف "ليلي اسماعيل" مدرسة: للأسف أن ترعة المحمودية تحولت لوكر للنباشين من جميع انحاء الإسكندرية وأصبح الأهالي انفسهم يلقون بقمامتهم بالترعة بعد أن أعتادوا علي القمامة والفئران والحشرات المختلفة حتي المستشفيات الموجودة بالمنطقة تلقي بمخلفاتها داخل الترعة.. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الغرض من الترعة الآن وهل يستخدمها فعلا للشرب من مياهها الراكدة. يضيف "أحمد عطاالله" موظف: لا أحياء ولا محافظة ولا مرافق هذا باختصار حال طريق ترعة المحمودية فمخلفات القمامة والبناء أطنان والأحياء تعلم جيداً من يلقي القمامة من مخلفات البناء والمخلفات الطبية التي تنقل لنا الأمراض خاصة وأن القمامة ومخلفات البناء تلقي في عز النهار والجميع يعلم أنه لا تحرك في الاحياء بل هم يراقبون الوضع من مكاتبهم وكأن الأمر لا يعنيهم. أما الدكتور "طارق القيعي" رئيس المجلس المحلي للمحافظة السابق وعميد كلية الزراعة السابق فيقول: لقد انتهي الغرض الذي انشئت من أجله ترعة المحمودية فكانت في الماضي وسيلة النقل الوحيدة من الميناء للإسكندرية وباقي محافظات الوجه البحري وانتهي الأمر. كما أنها لا تستخدم كمصدر لمياه الشرب وأصبحت لا تصلح بالفعل لهذا الغرض.. ولقد طالبنا كمجلس محلي أكثر من دورة علي التوالي بتحويلها إلي طريق سريع مواز للكورنيش وشارع أبوقير بعد ردمها وأن تصبح طريقاً مرورياً نظراً لسعة مساحتها بعد ضم جانبي الطريق لها وهو سيكون حلا جذريا للمشكلة المرورية بالإسكندرية.