فوضي مرورية في كل شارع وميدان.. والقمامة منتشرة في كل مكان.. ويعد الطريق الدولي الدائري الواقع خلف كارفور والمؤدي إلي محور التعمير وينتهي عند طريق برج العرب شاهد عيان علي حالة الانفلات الأمني الذي عاشته ولازالت تعيشه عروس البحر المتوسط. وهو دليل إدانة واضح علي ارتكاب آلاف المواطنين من أبناء المحافظة أو المحافظات المجاورة مثل المحمودية وكفر الشيخ والبحيرة لجرائم تقع تحت طائلة القانون.. استغل عمال الهدم حالة غياب المسئولين وعدم وجود محافظ للإسكندرية باغتيال طريق عام تكبدت فيه الدولة الملايين من الجنيهات. طريق المحمودية والطريق الدولي الدائري يربط وسط الاسكندرية بدءاً من كوبري محرم بك وحتي مدينة برج العرب تحول إلي مقلب لمخلفات هدم البناء بعد قيام أصحاب العقارات القديمة بهدمها حتي سطح الأرض. وتشييد أبراج شاهقة تحت سمع وبصر الجميع دون رادع وذلك في غياب القانون وحالة الانفلات الأمني والفوضي التي تجتاح المحافظة. لم يجد عمال هدم العقارات مكانا سوي الطريق الدائري لالقاء المخلفات حيث تحولت الجزيرة الوسطي إلي أكوام وتلال مخلفات هدم مما أثر علي الطريق واصبحت السيارات تسير فيه بصعوبة ولازالت تزداد الأكوام علي الجانبين دون رادع.. وأصبح العربجية يلقون مخلفات الهدم في أي مكان يحلو لهم. كما تحولت معظم شوارع وأحياء وسط وشرقي والمنتزه إلي مقالب قمامة ولم تقتصر علي الشوارع الجانبية فقط بل امتدت إلي الشوارع الرئيسية مما أدي إلي تزايد الذباب والناموس بشكل كبير. أكد الأهالي وجود تقاعس من قبل شركة النظافة "فيوليا" ووجود غياب تام للأحياء. رصدت "المساء" حالة الطرق وأحياء وسط وشرقي والمنتزه. يقول محمود ابوالفضل إن الخوف ينتابه أثناء مروره علي الطريق بسيارته خشية مهاجمة أحد البلطجية له مضيفا ان كل من يمر علي الطريق الدولي الدائري معرض للخطر اما بوجود حوادث سيارات بسبب انتشار وزحف المخلفات التي قاربت علي غلق الطريق أو بسبب تهديد هؤلاء الخارجين علي القانون لقائدي السيارات بالأسلحة البيضاء لسرقتهم بالإكراه. أضاف محمود عطية أحد سكان حي وسط انه يستنكر الغياب التام لمسئولي المحافظة وعدم القيام بمهامهم في ظل عدم وجود محافظ للإسكندرية. أشار إلي ان الطرق قاربت علي الغلق بسبب مخلفات هدم البناء وكذلك انتشرت القمامة في كل شوارع وميادين الحي ويتساءل لمن نشكو؟ أضاف خميس عبدالعزيز "عامل" من سكان حي المنتزه ان الشوارع خلت من صناديق القمامة تماما وأغلبها في محلات عصير القصب. مشيرا إلي أنه يقوم بسداد رسوم النظافة بصورة منتظمة ولكن الشركة لا تقوم بعملها علي أكمل وجه. مؤكدا انتشار الناموس والحشرات بالمنطقة والحي الذي يعتبر من أرقي أحياء الإسكندرية. يصرخ فتحي عبدالله من حي شرق قائلاً تحولت المنطقة إلي مقلب قمامة كبير فلا يوجد شارع رئيسي ولا جانبي إلا واحتلته القمامة خاصة مع قلة اعداد العاملين في شركة النظافة. أشار ناجي عبدالحليم عضو سابق في محلي وسط إلي أن ازالة مخلفات البناء خاصة في المناطق التي تم تطويرها مثل قنال المحمودية ناتج عن أن المحافظة لم تخصص أماكن لإلقاء تلك المخلفات فيها بالاضافة إلي أن المحافظة كانت تغرم أي سيارة تقوم بحمل تلك المخلفات مؤكدا أن المحافظة لم تضع حلاً جذرياً لتلك المشكلة سوي وضع تلك السيارات في الحضانة قبل سرقتها واقترح ان يقوم كل عقار باصدار رخصة هدم يستخرج له رخصة لإزالة المخلفات وإيداعها في أي مكان يتم تخصيصه من قبل المحافظة. مؤكدا أن الشركة غير ملتزمة بالشروط والمواصفات المنصوص عليها في العقد. واصل حديثه قائلاً: إن العقد ينص علي نزول عمال الشركة مرتين يوميا صباحا ومساءاً ولكنها تكتف بمرة واحدة صباحا. أضاف ان الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ضرورة تشديد الرقابة علي شركة النظافة وتوقيع عقوبات عليها وعلي المخالفين في إلقاء بقايا الهدم علي الطرق. أكد سعيد محمود من سكان عزبة الباكاتوش بحي شرق وجود تجار قمامة يستأجرون محلات يمتلكونها وتخصيصها مخازن للقمامة بعمارات سكنية ويجمعون فيها الكرتون والزجاجات البلاستيكية من صناديق القمامة ويتم فرزها في تلك المخازن مشيرا إلي أن ذلك يؤذي غالبية سكان المنطقة من انبعاث روائح كريهة وحشرات وناموس وذباب وبراغيث. أشار أحمد السيد من سكان باكوس إلي ان القمامة ومخلفات الهدم منتشرة بكثرة أمام مزلقان السكة الحديد واصبحت مصدراً للحشرات وخطراً علي الأهالي والأطفال بالمنطقة. أضاف أن أهالي المنطقة قاموا بحجز معدات شركة النظافة منذ عامين ولم يسمحوا بخروج السيارات إلا بعد إزالة كل مخلفات البناء والقمامة. أوضح جمال عبدالسلام أمين عام الحزب الناصري بالاسكندرية أن أغلب المواطنين عند قيام الثورة قاموا بعمليات هدم وبناء كثيرة في مختلف الشوارع. مما أدي إلي غلق بعض الطرق الحيوية مثل طريق قنال المحمودية وخلف كارفور وشارع المفتش والمحور. بالإضافة إلي أن المحافظات المجاورة مثل البحيرة وكفر الشيخ تلقي مخلفات البناء التابعة لها علي الطرق الفاصلة بينها وبين الإسكندرية في غياب تام لمسئولي الحي والأجهزة التنفيذية للمحافظة. طالب بتشديد الرقابة علي سيارات النقل التي تلقي بمخلفات الهدم علي الطرق.