عاشت حياة قاسية مع أم متسلطة زادت من فرض سيطرتها عليها عندما توفي الأب وكانت المتحكمة في كل شيء حتي في عواطفها ومشاعرها. الأمر الذي جعلها تنفر من الزواج وتصر علي البقاء وحيدة بالرغم من كثرة من تقدموا إليها ولكنها فضلت السفر بالخليج عندما لاحت لها الفرصة حتي تهرب من القواعد والقوانين التي تحسب عليها تصرفاتها التي وضعتها أمها بحجة تربيتها تربية سليمة. ولأنها دون خبرة ولم تختبر معترك الحياة فقد وقعت في المحظور واختارت الشخص الخطأ عندما لاحت لها فرصة الزواج بعد أن تخطت سن الأربعين عاماً وبعد ثلاثة أعوام فقط لم تهنأ فيها بحقوقها الزوجية سوي عام واحد أسرعت لطلب الخلع بعد أن هجرها زوجها عامين وعاد إلي مصر ولأحضان أسرته. أكدت "الطبيبة" أمام شيرين عصام خبيرة بمكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة أنها اختارت الطريق الخطأ ودون علم والدتها عندما أصرت علي السفر للعمل في احد المستشفيات كي تهرب من الحياة التي كرهتها وهي تأمل أن تنال الراحة النفسية من الضغوط التي تعرضت لها. حيث لم توافق والدتها علي سفرها إلا بعد أن تعهدت لها بإرسال راتبها لكي تساعدها في تربية أشقائها. بالفعل التزمت بالإنفاق لمدة 5 سنوات كاملة ولم تكن تفكر في الزواج إلا عندما ظهر في حياتها فجأة مصاباً في حادث سيارة تعرفت عليه وتوطدت علاقاتهما كثيراً. حيث كان يعمل محاسباً في احدي شركات الأدوية وأخذ يشكو لها من جحيم حياته مع زوجته وأبنائه وأنه فضل الغربة علي العيش معهم وتلاقت أفكارهما. فكلاهما هارب من حياة لا يرغب فيها ويريد الأفضل ولذلك عندما طلبها للزواج لم تفكر في أسرته أو أسرتها ولكنها أصرت علي اختلاس السعادة التي تلاشت من حياتها ولم تحس بها. وجدت أنه لابد من إخبار والدتها بزواجها. حيث لم توافق وهددتها بالقطيعة وتوهمت بأن والدتها ترفض من أجل الأموال التي ترسلها لها وخشيتها أن تنقطع عنها ولم يخطر بخيالها مشاعر الأم التي تخشي علي ابنتها من رجل له حياة أسرية. وبالرغم من ذلك يريد الزواج من أخري لكي يستمتع بحياته في الغربة ونصحتها أمها ولكنها لم تستمع فقد كانت الأحلام الوردية تداعب مخيلتها وتصور لها حياة سعيدة مستقرة. بالفعل عاشت تلك الحياة الناعمة عاماً واحداً فقط مع زوجها الذي أغدق عليها بحنانه وحبه وعواطفه ولم تبخل عليه أيضا بشيء فقد أحست بالحب بعد طول انتظار ولا تريد أن تفقده ولكنه بدأ في التغير وعندما واجهته أكد أن أبناءه في حاجة إليه وأنه لابد أن يزورهم. أحست بأنه يخبئ أمراً ولكنها كذبت نفسها ووافقت علي ضرورة زيارته لأسرته ومنذ ذلك الحين لم تره مرة أخري. فبعد ثلاثة أشهر توجهت للشركة التي يعمل بها لتجده قد استقال منها وعمل في جهة غير معلومة لأحد وعبثاً حاولت التوصل إليه دون جدوي. وطلبت اجازة وأسرعت تبحث عنه ولكنها فشلت وأخذت تنتظره عامين كاملين دون جدوي إلي أن بعث لها بأحد أصدقائه يبلغها بأنه علي عهده معها ويحبها ولكنه لا يستطيع أن يكشف أمر زواجهما لأسرته لكي لا يفقد أبناءه. هنا تأكدت أنها بالنسبة إليه كانت مجرد لحظة انتظار في بلاد الغربة وأن حبه لها لم يكن سوي وهم تخيلته حقيقة. وحفاظاً علي الجزء الباقي من كبريائها كأنثي أصرت علي رفع دعوي خلع علي أمل أن تتناسي تلك المرحلة من حياتها.