الزواج علاقة حميمة لكنه قد يتعرض لبعث العثرات وعلي الزوجين أن يقدما بعض التنازلات حفاظا علي استقرار الاسرة ومستقبل الابناء أما إذا عجز أي منهما عن التضحية فإن الانفصال يكون النهاية الحتمية لكن الخلافات قد تستمر بسبب العناد وتنتقل إلي ساحة القضاء ليفصل بين الظالم والمظلوم. منذ أن انهي دراسته في المرحلة الاعدادية اشركه والده في مهمة حمل عبء الاسرة وتوفير متطلباتها بجانب دراسته التي رفض أن يتخلي عنها بعدما عاناه بسبب قلة موارد والده المادية ورفض أن تكون حياته بصورة مطابقة لحياته في منزل والديه واصر علي النجاح في الدراسة بجانب عمله الشاق في السوبرماركت الذي يمتلكه أحد اصدقاء والده في الحي الشعبي الذي يقيم به ووفر له عملا كعامل لتوصيل الطلبات للمنازل مقابل أجر مادي بسيط ولكنه كان يكفي لسد حاجة الاسرة خاصة وان شقيقه معاق ويحتاج لرعاية خاصة وكان يتولي رعايته بنفسه لأنه كان أقرب أفراد الاسرة إليه. فرصة عمل بالخارج مرت السنوات تباعا لينهي دراسته في معهد الخدمة الاجتماعية ويتطلع للارتباط بزميلته التي خفق قلبه بحبها طوال فترة الدراسة ولأنها كانت من عائلة بسيطة وظروفها تشابه ظروف حياته كانت تشجعه باستمرار لايجاد فرصة عمل بالخارج كي يتمكنا من تحقيق حلمهما بالزواج وتكوين اسرة والتماس سبل الراحة التي فقداها في ظل ظروف اسرتيهما. بالفعل تقدم لأكثر من جهة لايجاد فرصة للسفر حتي لاحت تلك الفرصة عندما قام احد اصدقائه بالسفر لدي اقاربه ووعده بأنه سيرسل في طلبه وبالفعل بعد عدة أشهر أوفي بوعده واعد العدة للسفر متجاهلا رفض اسرته لبعده عنهم ولكنه اضمر في نفسه انه لن يتخلي عن والده وشقيقه المعاق ووعدهم بتحسين ظروف معيشتهم قبل أن يبدأ حياته الجديدة أو يفكر في الارتباط ووافقت زميلته واصرت علي انتظاره كي يتمكنا من تحقيق حلمهما بالزواج. التزام مرت ثلاث سنوات كان خلالها يرسل لوالده كل راتبه من عمله في احدي الشركات وعندما حانت الفرصة أمام والده ليمتلك الشقة التي يقيمان بها لم يتردد لحظة في عمل توكيل لوالده لسحب أمواله وشراء الشقة لتكون طوق الأمان لشقيقه خاصة وانها فرصة بعد ان اتفق الورثة علي بيع العقار واحس بأنه قام بواجبه تجاه اسرته وبدأ يتطلع للارتباط وبالفعل تقدم لزميلته ووافقت اسرتها علي سفرها معه حتي يتمكنا من تأسيس حياتهما الزوجية.. مرت سنوات الغربة وانجبا طفلا وحيدا وتمكن من شراء شقة متواضعة بجانب منزل اسرته حتي يتولي رعايتهم اثناء الاجازات ومرض والده مرضا شديدا وتوفي فجأة تاركا زوجته وابنه المعاق وهما في أشد الحاجة للرعاية ولأنه شعر بأن الله فتح له بابا للرزق لأنه بار بوالديه أحس أيضا بأن من واجبه التنازل عن حقه في شقة والده لشقيقه المعاق لأنه يحتاجها أكثر منه ولكن زوجته رفضت وبدأت المشاحنات والمشاكل تأخذ طريقها لحياته فهو لا يستطيع التخلي عن زوجته وابنه الوحيد وفي نفس الوقت يشعر بأن لشقيقه حقا عليه ولابد أن يفي بالتزماته نحوه ولكن زوجته أصرت علي موقفها بحجة ان ابنهما أولي بالرعاية من شقيقه وان تلك الشقة قام بشرائها من أمواله الخاصة لوالده فهو أحق بها ولكنه رفض موقفها وحاول مع اسرتها التي اتخذت معه موقفا عدائيا وقاموا بمؤزارة ابنتهم والوقوف معها ضده مما شجعها علي طلب الطلاق خلعا.. أكد الزوج أمام ايمان مصطفي ومنال محمد خبراء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة تمسكه بزوجته وطفله وفي نفس الوقت رفض الخضوع لطلب زوجته في التخلي عن والدته وشقيقه وتم احالة الدعوي لمحكمة الاسرة للفصل فيها.