أثارت "المساء" الأسبوع الماضي قضية صحية خطيرة تتعلق باختفاء أمصال سم العقرب والثعبان في الوحدات الصحية بالقري والمراكز والمستشفيات المركزية بالمحافظات النائية.. وللأسف التزمت وزارة الصحة الصمت ولم ترد علي المخالفات التي كشفتها "المساء" في هذا الشأن مما يؤكد ان وزير الصحة في غيبوبة عن مشكلات الشعب المصري ولا يوجد من يحاسبه.. رئيس مجلس الوزراء يريد أن يتكتم علي مخالفات حكومته حتي لا يظهرها بالمظهر السييء أمام الرأي العام. في الحقيقة ان قضية اختفاء الأمصال العلاجية في الوحدات الصحية والمستشفيات العامة والمركزية ليس أمرا هينا بل هو أمر خطير يحتاج إلي وقفة ومحاسبة الوزير وأعوانه الذين تركوا المستشفيات خاوية علي عروشها من الأدوية الأساسية خاصة أمصال سم العقرب والثعبان هذه الأمصال تمثل أهمية خاصة بالنسبة لسكان القري والريف. كل يوم يتعرض مواطن أو أكثر في كل قرية للدغة الثعبان أو العقرب ولم يجدوا من ينقذهم ومنهم من يموت أثناء البحث عن المصل المعالج للسم ومنهم من يتعرض للخرافات والعلاج عن طريق حلاق القرية الذي يقوم بتشريح مكان لدغة العقرب حتي يفرغ الدم الملوث بالسم. هذه الطريقة البدائية في العلاج لجأ إليها سكان القري والريف بعد فقدانهم الأمل في وزارة الصحة التي لم تستطع توفير الأمصال في الوحدات الصحية أو حتي المستشفيات المركزية بالمدن. لقد هز مشاعري الشاب الذي لقي مصرعه بإحدي قري أسيوط بعد أن لدغه عقرب وفشلت أسرته في ايجاد المصل له بالوحدة الصحية التابعة لمحل سكنه واختفاء المصل أيضاً من المستشفي المركزي مما يدل علي ان حياة المواطن في الريف لا تساوي مصلا من حكومة محلب. هذه المأساة يتعرض لها أبناء القري والنجوع في معظم المحافظات النائية ولم يجدوا مسئولا يحقق هذه المخالفات الخطيرة. اتصل بي المواطن زكريا فؤاد من قرية الغايات مركز البلينا سوهاج مؤكدا انه تعرض للدغ العقرب منذ 10 أيام وأسرعوا به إلي الوحدة الصحية بالقرية والتي كلفتها الدولة ملايين الجنيهات في التطوير فلم يجدوا مصل العقرب وتوجهوا به إلي مستشفي البلينا المركزي وهناك كانت الطامة الكبري ان المصل غير متوفر بإذن الوزير لأنه يخشي من استغلال العاملين للمصل وبيعه لحسابهم الخاص. استمر المواطن في التنقل بين الوحدة الصحية والمستشفي المركزي قرابة الساعتين ووصل الأمر بالمريض إلي التسليم بالأمر الواقع ومواجهة الموت. حاول شقيق المريض شراء المصل من الصيدليات الخاصة فأكدوا له ان الوزارة تمنع بيعه في الصيدليات الخاصة.. اضطر إلي التوجه به إلي مستشفي سوهاج الجامعي التي تبعد عن القرية ما يقرب من 80 كيلو وكان المريض قد خارت قواه وأشرف علي الموت وفي المستشفي الجامعي صاح الطبيب قائلاً: لماذا تركتم المريض حتي هذه الساعة دون اعطائه المصل؟ فأبلغوه بالسيناريو الذي حدث معهم فقام بإحضار المصل واعطائه للمصاب وبعد دقائق استرد المصاب أنفاسه وعاد إلي الحياة من جديد بعد أن فقدت أسرته الأمل. ونتساءل لماذا هذه الأعمال في حق المريض المصري ومن يستطع أن يحاسب وزير الصحة؟! وهل صحة المواطن المصري رخيصة إلي هذا الحد عند المسئولين؟! أرجوكم إذا كان هناك شفافية لدي هذه الحكومة فلابد من فتح تحقيق موسع من رئيس الوزراء مع وزير الصحة في اختفاء أمصال سم العقرب والثعبان وكذلك قضية الفساد في اختيار البعثة الطبية لحج هذا العام.