بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد النصر بالعريش    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين بمُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة Thinqi    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    رئيس قناة السويس: ندرس تنفيذ مشروع للتحول لمركز إقليمي لتوزيع قطع الغيار وتقديم خدمات الإصلاح والصيانة السريعة    حماية العمالة غير المنتظمة.. "العمل": آلاف فرص العمل ل"الشباب السيناوي"    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    بالفيديو والصور- ردم حمام سباحة مخالف والتحفظ على مواد البناء في الإسكندرية    الاتصالات الفلسطينية: عودة خدمات الإنترنت بمناطق وسط وجنوب قطاع غزة    معلق مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال أفريقيا    فانتازي يلا كورة.. جدول مباريات الجولة 35 "المزدوجة"    مصرع شخص في حادث تصادم ببني سويف    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثث 4 أشخاص قتلوا على يد مسجل خطر في أسيوط    25 مليونًا في يوم واحد.. سقوط تجار العُملة في قبضة الداخلية    "المكون الثقافي وتأثيره في السياسات الخارجية المصرية" ندوة بمكتبة الإسكندرية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا    خبير دولي: مصر رفضت مخطط التهجير الخبيث منذ اليوم الأول للعدوان على غزة    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    أسعار البيض والدواجن اليوم الجمعة.. البلدي ب 117 جنيهًا    المندوه: لاعبو الزمالك في كامل تركيزهم قبل مواجهة دريمز    تواجد مصطفى محمد| تشكيل نانت المتوقع أمام مونبلييه في الدوري الفرنسي    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    11 مساء ومد ساعة بالإجازات.. اعرف المواعيد الصيفية لغلق المحلات اليوم    كاتب صحفي: الدولة المصرية غيرت شكل الحياة في سيناء بالكامل    منها «ضمان حياة كريمة تليق بالمواطن».. 7 أهداف للحوار الوطني    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الأمريكي يلتقي مع الرئيس الصيني في بكين    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    شاهد البوسترات الدعائية لفيلم السرب قبل طرحه في السينمات (صور)    في ذكرى ميلادها.. أبرز أعمال هالة فؤاد على شاشة السينما    احتجت على سياسة بايدن.. أسباب استقالة هالة غريط المتحدثة العربية باسم البيت الأبيض    موضوع خطبة الجمعة اليوم: تطبيقات حسن الخلق    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    الصحة: إجراء الفحص الطبي ل مليون و688 ألف شاب وفتاة ضمن مبادرة «فحص المقبلين على الزواج»    تنظيم قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» في بسيون بالغربية    طريقة عمل هريسة الشطة بمكونات بسيطة.. مش هتشتريها تاني    نائب وزير خارجية اليونان يزور تركيا اليوم    حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي يوم الخميس    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    انطلاق انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء الأسنان بالشرقية    خبير: أمطار غزيرة على منابع النيل فى المنطقة الإستوائية    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان في الولايات المتحدة    جامعة الأقصر تحصل على المركز الأول في التميز العلمي بمهرجان الأنشطة الطلابية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصيف .. موسم العقارب والثعابين
نشر في المساء يوم 21 - 06 - 2013

يمثل موسم الصيف كابوساً علي المقيمين بالقري الصحراوية. ليس للارتفاع الشديد في درجات الحرارة فحسب. بل لأن حياتهم تكون في خطر طوال أيام الصيف. حيث تكثر العقارب والثعابين التي تعد لدغتها قاتلة.
وإذا كانوا قديماً يداوونها بآيات القرآن الكريم. والتشريط بالموسي. إلا أنه أصبح حالياً يوجد أمصال لعلاجها.. لكن هل وفرت الصحة الأمصال في المستشفيات والوحدات الصحية.
ضيوف ثقيلة .. بالوادي الجديد
الوادي الجديد سنوسي محمد :
تعتبر العقارب والثعابين ضيوفاً أجناسها متعددة فمنها الزائر والمقيم والثقيل علي قلب أبناء الواحات بالوادي الجديد. حيث تخرج لتبحث عن فريسة وترتكب جريمتها بلدغ الكبير والصغير حتي الرضيع دون تمييز. ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يزداد خطرها. فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث حالة لدغ لشخص من عقرب أو ثعبان.
يقول سعد عثمان مقيم بأبو منقاد إن الواحات قديماً كانت تغزوها جيوش من العقارب والثعابين. في المسكن والملبس حتي في إناء المياه وداخل الخبز. لكن مع حركة التنمية والعمران ودخول المرافق من الكهرباء والصرف الصحي بالمدن والقري قلت اعدادها بشكل ملحوظ. إلا أنها تزداد في القري الصحراوية النائية مثل قري غرب الموهوب بالداخلة وأبو منقار والزيات بمركز موط والمكس القبلي بالخارجة وقري درب الأربعين بمركز باريس. مشيراً إلي أن معظم المقيمين بهذه المناطق يلجأون إلي النوم ليلاً علي الأسرة المصنوعة من الجريد بعد رش المبيدات حولها.
أضاف أيمن عيسي باحث في التراث الواحاتي أن العقارب والثعابين أعداء لحياة الإنسان في التراث الواحاتي وهناك قصص ومعتقدات وطقوس يمارسها أبناء الواحات في العلاج. موضحاً أن الملدوغ يلجأ إلي قتل العقرب علي الفور لوقف سريان السم بالدم وعدم وصوله إلي القلب للاعتقاد بأن السم يسري في الدم طالما أنها لا تزال حية تبحث عن فريسة أخري.
أشار إلي أنه من وسائل العلاج المتعددة الأمصال والرقية الشرعية والعزيمة عند الطرق الرفاعية. ويحرص أبناء الواحات خلال سفرهم لأداء فريضة الحج أو العمرة إلي شرائها وهي عبارة عن مسحوق خاص ومرهم إلي جانب فص العقرب وكلها توقف سريان السم بالدم.
طالب مجدي مرسي من موط بضرورة التعاون بين كافة الجهات المعنية من الصحة والزراعة والنظافة بالوحدات المحلية وعودة حملات مكافحة حشرات الصيف وكذلك العقارب والثعابين المنزلية.
من جانبه أكد د. محمد سعد علي طبيب الوحدة الصحية بغرب الموهوب أن أمصال العقرب والثعبان متوفرة في الوحدة الصحية. وتم مؤخراً تدعيم حصة الأمصال لمواجهة الأزمات في الصيف. مشيراً إلي أن متوسط عدد حالات اللدغ يصل إلي ثلاث حالات يومياً بإجمالي 45 حالة خلال الأسبوعين الأخيرين من هذا الشهر.
الجبال بيئة خصبة .. في شمال سيناء
العريش محمد سليم سلام :
تعتبر محافظة شمال سيناء محافظة مترامية الأطراف. معظم أراضيها صحراوية والبعض الآخر جبلية خاصة بمناطق وسط سيناء مما تعد بيئة خصبة لتوالد وتكاثر العقارب بمختلف أنواعها.
وتوجد بالمحافظة 82 قرية و420 تابعاً معظمها في المناطق الصحراوية وعلي أطراف المدن وتنتشر بالكثير منها العقارب والأفاعي التي تقوم بين الحين والآخر بلدغ المواطنين. حيث لا توجد احصاءات رسمية بمن قتلوا أو أصيبوا جراء لدغات العقارب وإن كان البدو يرون أن حالات الوفيات تعد علي أصابع اليد الواحدة. أما حالات الاصابة فتصل إلي نسبة عالية من السكان تتجاوز العشرين في المائة بالقري البدوية. بينما تصل النسبة إلي الواحد في المائة بالقري والأحياء الساحلية.
وتنتشر في سيناء أنواع عديدة من العقارب أشهرها العقرب الصفراء ذات العقلة المضلعة والتي تميز هذا العقرب بأن عقل الذيل مضلعة والعقلة الثانية من الذيل أكبر من العقل الأخري وسمكها متماثل في الذكر والأنثي ويصل طوله إلي 10 سم أو أكثر. والذيل أطول من الجسم. كما يوجد "الشبث" وهو سام جداً ويوجد بأعالي الجبال وبالصخور وبالمناطق البعيدة وهو ضعف حجم العقرب الصفراء ولونه أسود قاتم ويتميز بسرعة الحركة.
ويعاني بدو سيناء من قلة الأمصال بالوحدات والمراكز الطبية المنتشرة بالقري والتجمعات البدوية. وإن وجدت فإن غالبيتها غير فعالة لعدم حفظها في درجات حرارة مناسبة والفترات الزمنية لتخزينها طويلة بالمخالفة للشروط الطبية والصحية. كما أن سيارات الاسعاف بالمناطق البعيدة معطلة.. ويلجأ البدو إلي تأجير سيارات خاصة لنقل المصاب إلي المستشفيات الساحلية. حيث تستمر فترة العلاج مدة أطول بسبب تأخر وصول المصاب للمستشفي.. في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية الصحة أن الأمصال متوفرة بالمديرية وبالوحدات الصحية. وإن لم توجد في بعض الوحدات فبسبب تقصير المسئولين بتلك الوحدات عن صرف اللازم من المديرية لبعد المسافات أو للعجز الكبير في الأطباء بالوحدات الصحية والتي تصل نسبته إلي 60%.
ويقوم البدو في الغالب باستخدام الطب البدوي لعلاج لدغات ا لعقارب. حيث يتم العلاج بطرق كثيرة تختلف من قرية إلي أخري ومن قبيلة إلي أخري. فنجد أن بعض القري يتم علاج اللدغة بوضع قطعة من الفضة يتم جلبها من برقع العجائز مكانها والربط عليها بقطعة من القماش نحو 12 ساعة أو ليلة كاملة. ثم يتم فك قطعة القماش لنجد أن السموم كلها تم سحبها خارج الجسد والتصقت بتلك القطعة الفضية.. وهناك قري أخري تستخدم الكي في علاج اللدغات بعدپقيام أحد الأفراد بسحب السم من موضع اللدغ عن طريق المص بفمه. أو تشريح موضع اللدغ بإحدي الآلات الحادة أو شفرات الأمواس حتي يخرج السم مع الدم ثم يتم الكي وهذا النوع من العلاج يستخدم في نطاق ضيق. لأن الكي مؤلم جداً للإنسان المصاب.
ومن أغرب أنواع العلاج للدغات العقارب هو قيام البدو ب "حوي" أبنائهم من العقارب. حيث يقوم رجل غالباً ما يكون كبيراً في السن وهو في الأساس "محوي" بوضع قالب من السكر في فمه بحيث يحتوي علي ريقه.. ثم وضعه في فم الطفل الصغير أثناء الرضاعة بشرط ألا يكون هذا الطفل تناول الطعام من قبل. ليصبح الطفل "محويا" ولا يتأثر بلدغ العقارب أبداً. وأيضاً يقوم بعض البدو بما يشبه عملية التطعيم للأطفال الرضع. حيث يتم وضع عقرب صغير في النار حتي يشوي ثم يتم طحنها ووضعها في فم الطفل الرضيع أثناء الرضاعة. بحيث يصبح لديه مناعة أبدية ضد لدغات العقارب. بجانب استخدام نوع من النباتات البرية وزراعته في المنزل بحيث يقوم بطرد العقارب والأفاعي. أو وضع هذا النبات بعد جفافه في "صرة" وتعليقه بالمنزل.
وفي الغالب يقوم البدو باتخاذ اجراءات احترازية ضد العقارب. حيث يتم بناء منازلهم بعيداً عن المناطق الجبلية التي تنتشر بها العقارب. علاوة علي إزالة الفضلات والأحجار والقمامة من حولها إذ أنها تشكل مأوي مناسباً لها.
"الشفط" لسحب السم .. بسوهاج
سوهاج محمد حامد :
يخشي أهالي سوهاج خاصة في القري القريبة من الجبل من تكرار مأساة العام الماضي عندما تعرضت جميع المستشفيات بها والوحدات الصحية بالمحافظة لنقص شديد في مصل العقرب. ومازالت هناك حالة من القلق والخوف بل الخطر من التعرض للدغات العقارب مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة. الأمر الذي يضطر معه البعض إلي الاستعانة بالوسائل البدائية القديمة في حالة تعرض أحد المواطنين للدغة عقرب.
يقول أحمد عبدالله "مزارع بقرية السلاموني": لقد عاصرت منذ سنوات الطرق القديمة التي كان يلجأ إليها كثير من الناس عند تعرض أحد المواطنين للدغة عقرب. مشيراً إلي أن هناك أكثر من طريقة منها العهود التي كان يقوم من خلالها شيخ يحمل العهد ويجب علي من يتعرض للدغة أن يأتي إليه لقراءة العهد علي المصاب. ثم يقوم بتشريط مكان اللدغة وربطها جيداً بعد ذلك. فيما هناك طريقة أخري تتمثل في شفط الدم من مكان اللدغة بعد ربطها بإحكام حتي يتوقف سريان السم داخل الجسم..أضاف أحمد صادق عبدالغني "بالمعاش" من الديابات أن عدد المستشفيات قديماً كان ضئيلاً ولا توجد وحدات صحية بالقرية. وكانت تتم الاستعانة بالطرق البدائية متذكراً أن أحد أقاربه لدغه عقرب ليلاً وعلي الفور لجأ إلي شيخ من القرية أخذ يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم وبدأ في تشريط مكان اللدغة بمقدار 10 سم ليخرج السم. لكن الآن يذهب المصابون إلي المستشفيات المركزية رغم المعاناة التي تواجههم. حيث ان الأمصال الموجودة بالوحدات الصحية القروية غير كافية.
وأوضح علي ماهر الصباغ "بالمعاش" أنه في حالة إصابة أحد أبناء القرية بلدغة عقرب. نقوم علي الفور بربط مكان الألم حتي يتوقف سير السم بالجسم. ثم نقوم بإحضار الشيخ صاحب العهد ليقرأه علي المصاب. ثم يتم تشريط مكان اللدغة بالموس والشفط من موضع السم. وعقب ذلك يوضع الليمون علي هذا المكان. مؤكداً أنهم كانوا يتبعون تلك الطريقة لسنوات طويلة.
أما عبدالله أبو رحاب من أخميم فقال: كانت هناك طريقة نلجأ إليها عند إصابة شخص بلدغة عقرب وذلك بتقطيع فص من الثوم من المنتصف وفركه بمكان اللدغة. ثم ينام المصاب وبعدها يزول الألم.
وأضاف أن هناك من الأهالي خاصة بالقري من يلجأ إلي إحضار إناء مملوء بالماء وبه ملح يتم وضع مكان اللدغة به مع قراءة سور الإخلاص والمعوذتين.
وقال حسنين عبدالحفيظ "مهندس" إن كثيراً من الوحدات الصحية بالقري خاوية علي عروشها وخالية من أمصال لدغة العقرب بالرغم من أن هذه الوحدات هي الملاذ الوحيد لانقاذ المواطنين الذين يتعرضون للدغات العقارب. خاصة وأن المستشفيات المركزية التي قد تتواجد بها هذه الأمصال بعيدة عن القري بعشرات الكيلو مترات. والمواطن لا يجد وسيلة مواصلات للانتقال إليها بعد منتصف الليل..ويطالب ياسر محمد أحمد "مدرس" بقرية الفراسية. بإمداد الوحدات الصحية بالأمصال الخاصة بلدغات العقارب. خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه ظهور العقارب والثعابين..ويشير رمضان كامل رسلان "مدير المعهد الأزهري بنجع الزرابي" إلي أن المستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية بسوهاج عانت في العام الماضي من نقص شديد في المصل المضاد للدغ العقرب ولجأ الأهالي إلي البحث عنه في الصيدليات الخاصة حرصاً علي حياة ذويهم..وقال أحمد الشريف "موظف" إن أهالي القري بسوهاج معرضون بصفة مستمرة للدغ العقرب والثعبان. نظراً لإقامتهم وسط الزراعات والجبال المتاخمة. بالإضافة إلي تربية المواشي والأغنام بالمنازل مما يجعلها بيئة خصبة للحشرات السامة. وطالب بضرورة تزويد الوحدات الصحية القروية بالمصل الخاص بالعقارب لحماية المواطنين في لدغ العقرب وانقاذهم من الموت..وأضاف عبدالخالق أحمد من قرية الحواويش أن حفيده تعرض للدغة عقرب فتوجه به والده إلي الوحدة الصحية بالقرية. ففوجئ بعدم توافر المصل فأسرع إلي المستشفي التي وجد فيها المصل وتم انقاذ حياته. مطالباً بتوفير المصل بالوحدات الصحية.
وقال الشيخ علي محمود عبدالله من نجع الدير بمركز دار السلام: أسكن في منطقة جبلية تنتشر بها العقارب بكثافة. والإنسان منا معرض للدغاتها في كل لحظة والعام الماضي شهد قصة إصابة طفلة صغيرة بالنجع بلدغة عقرب وأسرع بها أهله إلي المستشفي المركزي. لكنهم لم يجدوا المصل وترددوا علي عدة مستشفيات حتي وجدوا أمبولاً في مستشفي أخميم وتم انقاذ الطفلة بأعجوبة. مشيراً إلي أنه لابد من توفير هذه الأمصال الضرورية لسكان هذه القري.
وأوضح د. مصطفي فتوح مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة أن المصل متوافر بالمستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية لحماية المواطنين من لدغات العقرب. مشيراً إلي أن المستشفيات تأخذ نصيب الأسد من المصل نظراً للضغط عليها بنسبة تصل إلي 70% وخاصة مستشفي سوهاج العام. كما أنه تتم مراعاة الوحدات الصحية بالقري القريبة من الجبل والبعيدة بمسافة كبيرة عن المستشفي وذلك بتزويدها بالأمصال وكذلك المراكز القريبة من الجبل مثل مركز دار السلام وساقلتة والبلينا.
أضاف أن أهالي القري الذين يسكنون الزراعات والمناطق الجبلية هم أكثر عرضة للإصابة بلدغات العقارب والثعابين. وأن عدد الأمصال التي تصل إلي المديرية شهرياً تتراوح بين 250 و300 مصل. يتم استهلاك حوالي 150 إلي 200 مصل أي أن هناك توفيراً في المصل هذا العام عن سابقه الذي عانينا فيه أشد المعاناة وكنا نطلبه من المحافظات الأخري.من جانبه شدد المحافظ الدكتور يحيي عبدالعظيم علي مسئولي مديرية الصحة بضرورة توفير الأمصال اللازمة للدغات العقارب في كافة الوحدات الصحية والمستشفيات العامة والمركزية خاصة في فصل الصيف لمواجهة حالات الطوارئ علي الفور.
وصفات بدوية للتداوي .. بجنوب سيناء
جنوب سيناء خالد البليدي :
في فصل الصيف وشمسه القاتلة تتغير الطبيعة الصحراوية بوديان وتجمعات أبناء البادية قاطني الصحراء القاحلة في جنوب سيناء. وبقدوم الصيف تخرج الأفاعي والعقارب القاتلة من جحورها لتشكل خطراً حقيقياً يهدد أبناء البدو الذين يحتاطون لها حيطة كاملة مستغلين ما حولهم من نتاج الطبيعة ليضعوا منه أوصالاً ومضادات علي الطريقة البدوية التقليدية الذين توارثوها عبر مئات السنين.
يقول الشيخ عودة عتيق إن هناك طرقاً كثيراً لمواجهة لدغ العقارب والثعابين منها الكي بالنار باستخدام مسمار بطول 8 سم يوضع في النار حتي يصبح كالجمر ويقوم أحد العارفين بكي المصاب في منتصف رأسه برأس المسمار. ليوقف تدفق السم وهي طريقة مازالت شائعة بين قاطني الصحراء.
يضيف عيد سليم الأطرش أن بادية جنوب سيناء تنتشر بها العقارب السامة بلونيها الأسود والأصفر وهي قاتلات. والبدوي حرص منذ زمن بعيد علي أن يحوي طفله عند إتمامه شهراً ونصفاً لوقايته من شر لدغة عقرب تفتك به. ونظراً للطبيعة البدوية وترك الأسر لأطفالهم في فراش علي الأرض. ابتكر الأسلاف طريقة تحمي الأطفال وهي احضار عقرب صغير ووضعه في النار حتي يتم إحراقه ثم يأخذون بعضاً من رماده بعد طحنه ويوضع علي ثدي الأم ليلتقطه الطفل مع الرضاعة.
وأشار إلي أن هذه الطريقة أمنت أجيالاً كثيرة ولدت وعاشت في الصحراء من لدغات العقارب المميتة حتي نهاية حياتهم. مطالباً بإقامة وحدات صحية في الوديان والتجمعات التي تقطنها أعداد كثيرة من السكان مثل وادي السعال وبير صغير.
وأكد فريج عودة من قاطني وادي السعال بسانت كاترين أنه رغم طول المسافة بين المنطقة ومدينتي دهب وسانت كاترين والتي يقع الوادي في منتصفها. إلا أن تجاهل تقديم الخدمة الصحية لسكان الصحراء يجعل الكثيرين يتساءلون عن السبب. مشيراً إلي أن السابقين تركوا إرشادات لدرء تلك المخاطر من خلال مخلوقات الله في هذه الطبيعة القاسية. حيث يكثر حيوان "الورل" والذي يستخدم جلده في معالجة لدغ العقارب والثعابين وهي طريقة بدوية.
أضاف أن تلك الطريقة تتلخص في نقع جلد "الورل" في زيت زيتون لفترة كافية ويتم وضع قطعة صغيرة من الجلد المنقوع علي مكان الإصابة وسحب السم من الدم.
وطالب الشيخ أحمد فرج الجبالي بتوفير سيارة إسعاف مجهزة لكل وادي وتجمع كبير لانقاذ حياة الكثيرين من التسمم بلدغ العقارب والأفاعي. وناشد رجال الأعمال بضرورة المساهمة ولو بالقليل من مالهم لتوفير وبناء أماكن تستغل كوحدات صحية صغيرة.
الأمصال متوافرة بالبحيرة
البحيرة كارم قنطوش :
البحيرة. واحدة من المحافظات المترامية الأطراف التي تضم مساحات شاسعة من الأراضي. منها ما هو أخضر. ومنها ما هو صحراوي حتي الآن لا تجد فيه سوي نباتات شيطانية. عديمة الفائدة. هكذا يطلقون عليها لأنها تخرج من باطن الأرض بدون أي بذور. وهذه المساحات موجودة في وادي النطرون ومساحات قليلة من مديرية التحرير.
هذه المساحات التي لم تمتد لها أيادي الاستصلاح. وأصبحت مسرحاً خصباً لتكاثر العقارب وغيرها من الزواحف الضارة. التي تلحق الأذي بين البشر. ويكفي أن نقول إن لسعة واحدة من "العقرب" قد تؤدي للوفاة. إذا لم يتم اسعاف المصاب وحصوله علي المصل المضاد لسم "العقرب".
يقول د. يسري نصيف استشاري الباطنة والقلب بمستشفي دمنهور التعليمي أن أعراض لدغة "العقرب" ارتفاع في درجة الحرارة وضغط الدم ونزول الدموع وقئ ويكون الصغار وكبار السن هما الأكثر تأثراً بسم "العقرب". الصغار لصغر وزنهم حيث يكون تركيز السم في جسمهم أكثر. والكبار لضعف المناعة لديهم. ويشير إلي حدوث آلام مبرحة تؤثر علي الجهاز العصبي للجسم وتسبب اضطرابات في التنفس وهبوط في القلب وتشتد هذه الآلام بعدپساعة من "لدغة" ولابد من اسعاف المصاب وحصول علي المصل المضاد للسم.
أما د. عبدالناصر حميدة مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة أن مصل سم "العقرب" متوفر بجميع المستشفيات المركزية بالمحافظة. ويقوم الأطباء بحقنة لأي مصاب يحتاج إليه. مشيراً إلي توفيره بالمستشفيات بعيداً عن الوحدات الصحية يعود إلي أن المصاب قد يتعرض لمضاعفات ويحتاج إلي عناية مركزة وهذه الخدمات لا تتوافر بالوحدات الصحية.
أما سمير خليل ابراهيم "فلاح" فيقول: العقارب لا يقتصر تواجدها في الأماكن الصحراوية النائية ولكننا كثيراً مانراها في "الشقوق" بالأراضي الزراعية. وطالب بضرورة توعية الفلاحين بأخطار سم "العقرب" خاصة وأن هناك العديد من الاصابات لا يذهب أصحابها للمستشفيات ليتناولوا المصل.
تهاجم الفريسة أثناء السير .. بالمنيا
المنيا مهاب المناهري :
تنتشر العقارب بصورة واضحة في القري المتآخمة للظهير الصحراوي والجبال وتختبئ بين الرمال والصخور وتلدغ فريستها وإن كانت لدغتها لا تؤدي إلي الموت في معظم الحالات. لكنها تكون أكثر أضراراً لمرضي الحساسية وعلي الرغم من ذلك يلجأ ساكن تلك المناطق إلي العلاج بالطرق البدائية نظراً لعدم وجود الوحدات الصحية بتلك القري والنجوع.
يقول أبو بكر محمد الشهير ب "بكر": لسعة الزواحف "العقارب والثعابين" تؤدي إلي حدوث جروح مكان الاصابة ودخول السم في مجري الدم مما قد تتسبب في حالة الوفاة في فترة زمنية قصيرة. إذا لم يتم علاجه بالمصل أو الطرق البدائية من استخدام عصير الثوم والبصل ويتم وضعه علي الجرح وهي طريقة بدائية يستخدمها سكان المناطق الجبلية نظراً لبعد الوحدات الصحية عنهم.
أضاف الحاج أشرف فتحي أن أعراض لسعة العقرب تتمثل في ألم موضعي واحمرار بالوجه وتقلصات وقد تؤدي في بعض الحالات إلي وقف عملية التنفس والشلل وزيادة الافرازات من الفم ودموع غزيرة من العين وإسهال وارتفاع في ضغط الدم ونبض سريع بالقلب ودوخة.
وأشار علي فاروق من قرية الأمل بشوشة إلي أننا نقوم بالسير حفاة علي الأرض الرملية أثناء العمل. فالعقارب تكمن تحت الأحجار وبين الرمال وأثناء السير نفاجأ بمهاجمتها لنا بدون أن نراها ونلجأ إلي العلاج البدائي لعدم وجود وحدة صحية بالقرية ونستخدم الماء والصابون لتطهير مكان اللدغة بجانب وضع عصير الثوم والبصل علي مكان الإصابة.
وقال علي شحاتة "عامل" بمزرعة بالطريق الصحراوي بقرية 7 العقرب الأصفر يلدغ في الأطراف السفلي وتكون لدغته أخطر وقد تسبب شللاً وتؤدي إلي موت الأطفال لضعف جهاز المناعة لديهم.
من جانبه أكد الدكتور محمد أبو الدهب وكيل وزارة الصحة أن جميع الأمصال موجودة بالوحدات الصحية. وأن هدف مديرية الصحة الأساسي هو رعاية المواطن صحياً وتوفير العلاج له.
الرفاعي لصيد الأفاعي .. بأسوان
أسوان عادل عوض :
لعله من أهم المشاكل التي تواجه المواطن الأسواني مع حلول فصل الصيف. انتشار العقارب السامة والزواحف كالثعابين والحشرات الضارة بكثافة. خاصة في المناطق العشوائية وغيرها بالقري الواقعة في المناطق الجبلية التي يعتمد سكانها علي العلاج البدائي أو بالرقية الشرعية بآيات القرآن الكريم لافتقادهم الخدمة الطبية الجيدة والأمصال المضادة للدغات.
يقول الشيخ قناوي دمرداش "70 عاماً" أحد المعالجين بالقرآن. انه مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجة حرارة الجو بأسوان لتصل إلي 47 درجة مئوية. تنتشر الزواحف والحشرات السامة حتي في المنازل والمناطق الراقية بالمحافظة. ونحن نقوم بالعلاج من خلال الطرق البدائية لمداواة لدغات العقارب والحيات بالمجان دون تقاضي أي أموال. خاصة بعد نقص الأمصال المضادة للسم بعد الثورة وكنا نعمل ليل نهار. ونحمد الله أننا وفقنا في سحب السم من حالات كثيرة بالرقية الشرعية والطرق البدائية من خلال مداواة مكان اللدغة "الفصد". وفي بعض المواقف نقوم بسحب السم بالفم مع الحرص الشديد حتي لاينتقل السم إلي المعالج.
أضاف صبحي أنديه "سائق": لجأنا للشيخ الرفاعي لتحصين المنزل من الحشرات والزواحف الضارة لانتشارها بكثافة في مدينتي العلاقي وأبو سمبل التي تقع في منطقة جبلية. مشيراً إلي أن هذا الشيخ ينتمي للطرق الصوفية الرفاعية ومعروف عنه أنه يحمل العهد الذي يحميه من الزواحف الضارة والثعابين والعقارب. كما أنه يقوم بتلقين العهد لبعض الأشخاص الذين يثق فيهم. ليكونوا محصنين ضد اللدغات والإصابة من الحشرات الضارة. فضلاً عن أنه يقوم باصطياد العقارب والثعابين ويضعها في إناء كبير خاص.
وتقول رجاء عبدالحي "بالمعاش": أتذكر أنه حينما كان يلدغ أحد بعقرب أو ثعبان. كنا نشرب زيتاً علي الفور. لأنه يكون جداراً حاجزاً علي القلب حتي لا يصل إليه السم. وأضافت: كان الأب يقوم في الحالپبتشريط مكان اللدغة ب "موس حلاقة". ثم يتم عصره حتي يخرج السم من مكان الجرح. لكن الآن تغير الحالپفأمصال العقارب والثعابين متوفرة بالمستشفيات والوحدات الصحية والمراكز الطبية. ورغم ذلك نقوم إلي الآن بوضع الورقة السليمانية المكتوب فيها الآيات الخاصة بطرد الثعابين والعقارب والزواحف علي أبواب المنازل.
أوضح أحد مشايخ الرفاعية أن طريقتهم تهتم بمعالجة المصابين بها للدغات واصطياد العقارب والثعابين التي تقطن داخل الجحور بالمنازل وتزداد نشاطها مع دخول الصيف. حيث تنشط في الحر الشديد. مشيراً إلي أنه غير مسموح للشيخ الرفاعي أن يقتل ثعباناً أو عقرباً. لوجود عهد بينه وبين هذه الزواحف. وأن من يخون العهد يصاب بلدغات مثل الشخص العادي.
أضاف أن الشيخ الرفاعي ينبه علي الأشخاص الذين رأي أنهم مناسبون لتلقينهم العهد بعدم قتل أي من الزواحف وأن يكونوا في خدمة المواطنين في أي وقت وتحت أي ظرف.
من جانبه أكد د. مجدي حجازي وكيل وزارة الصحة أنه لا يوجد عجز في الأمصال. خاصة أن المديرية تسلمت حوالي 4500 مصل عقرب. كما أن التطعيمات تكفي لثلاثة شهور قادمة.
"الحاوي" يعالج اللسع .. بقنا
قنا عبدالرحمن أبو الحمد :
مازال "الحاوي" يمارس دوراً مهماً في قري محافظة قنا. حيث يبادر المواطنون باللجوء إليه لعلاج لدغات العقارب والثعابين بطريقته البدائية التي لا تترك أثراً للسموم داخل جسم المصاب. وأكد مواطنو قنا أنه لولا الحاوي لفقد المئات حياتهم في ظل نقص مصل العقرب داخل الوحدات والمستشفيات الصحية.
يقول عادل حميد من مركز فرشوط إن لدغات العقارب والثعابين زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة خلال فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تجبر العقارب والثعابين علي الخروج من الجحور. فيتعرض أغلب أبناء القري الواقعة بالقرب من المناطق الجبلية إلي اللدغات خاصة في قرية الدهسة. ولا تتوافر الأمصال بالمستشفيات والوحدات الصحية. الأمر الذي يتسبب في وفاة المصاب لتأخر علاجه.
يضيف سراج محمد أحمد من مركز نقادة: إن أغلب المواطنين يعتمدون علي "الحاوي" لعلاج لدغات العقرب بسبب نقص الأمصال بالوحدات الصحية والمستشفي المركزي. كما أننا لا ننتظر علي المصاب حتي يتم نقله للمستشفي لخطورة الإصابة. وأشار إلي أن "الحاوي" ليست مهنة دائمة وإنما عمل خيري يقوم به أحد أهالي القرية منذ قديم الأزل لعلاج اللدغات دون أن يحصل علي مقابل. فبعد حدوث الإصابة التي غالباً ماتكون في الأيدي والأرجل يتم وضع رباط أعلي المنطقة المصابة حتي لا يتسرب السم إلي باقي أنحاء الجسد. ثم يقوم الحاوي بوضع يده علي المنطقة المصابة ويبدأ في تلاوة سورة الفاتحة علي المنطقة المصابة علي أن تكون التلاوة "وتر" كأن تكون مرة أو ثلاث مرات أو خمس مرات وهكذا وبعد أن يتجمع السم في المنطقة المصابة يبدأ في التشريح باستخدام "موس حلاقة" إلي أن تتم تصفية الدم الملوث بالسم وبعد ذلك يتم وضع بصلة بعد قطعها لتدليك المنطقة حتي ينتهي الدم الذي يأخذ اللون الأسود بعد تسممه وبعدها يتم وضع بصلة عقب تسويتها علي النار وتربط علي الجرح حتي اليوم التالي دون الحاجة لأطباء أو أمصال.
وقال محمد علي إن أهالي قرية الترامسة بمركز قنا يعانون من نقص الأمصال داخل الوحدة الصحية خاصة مع انتشار اللدغات لقرب القرية من المنطقة الجبلية. وفي العام الماضي توفيت الطفلة هند حسن "6 سنوات" بعد اصابتها بلدغة عقرب ولم نجد المصل اللازم في الوحدة ووجهنا الطبيب لنقلها لمستشفي قنا العام إلا أنها فارقت الحياة قبل الوصول للمستشفي بسبب الإهمال الشديد من جانب الدولة بحق الصعيد.
أما محمود سيد من قرية الجمالية بمركز قوص. فأكد علي عدم وجود المصل بالوحدة الصحية بالقرية ورغم تكرار حالات الإصابة باللدغات إلا أن الأمصال لا تتوافر بشكل دائم فيضطر الأهالي لنقل المصابين إلي أقرب وحدة أو مستشفي في رحلة معاناة تنتهي بوفاة المريض نتيجة تأخر حصوله علي المصل.
ويضيف عبدالجابر حمدان ومحمود جاد الكريم أن الوحدة الصحية بقرية المفرجية بقوص تعاني من نقص حاد في أمصال العقارب والثعابين. ورغم أننا ناشدنا المسئولين بالإدارة الصحية ومديرية الصحة إلا أن الأمصال التي يتم توفيرها لا تكفي بسبب زيادة اللدغات في فصل الصيف.
من جانبه نفي الدكتور ممدوح أبو القاسم وكيل وزارة الصحة بقنا وجود نقص في أمصال العقارب والثعابين مستوي الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية. مؤكداً أنه تم حصر الأرصدة داخل الوحدات والمستشفيات والتأكد من توافرها وفي حالة حدوث نقص مفاجئ يتم الصرف فوراً من إدارة الصيدلة بالمديرية التي تتولي توزيع الأمصال علي المستشفيات.
لدغتها والقبر .. بالأقصر
الأقصر عمر شوقي :
أكد حسن فخري من نجع الزرقا بالبعيرات بالأقصر. أن النجع يوجد به العديد من الحشرات الضارة والمميتة وعلي رأسها العقارب التي تنتشر بكثرة داخل البيوت الطينية والخرابات المهجورة وبالقرب من الحقول والزراعات وتخرج بأعداد كبيرة في الصيف مما يؤدي إلي اصابة الأطفال والكبار بلدغاتها السامة والمميتة في مواقع وبيئات غير متوقعة بما في ذلك دخولها إلي المنازل والمواقع التي تغمرها السيول رغم أنها لم تكن أماكن معتادة لتواجد الثعابين والعقارب.
أضاف أن العقارب والحياة أنواع. فمنها ما هو مميت ويؤدي إلي الوفاة فوراً ومنها ما هو سام وضار ولدغته صعبة جداً لا يمكن تحملها. تصيب الإنسان بالعرق والحمي الشديدة وقد تؤدي إلي وفاته في بعض الأحيان في حالة إهمالها وعدم علاجها بأسرع وقت.
وأوضح محمد صلاح عبدالكريم من نجع العرب شمال الأقصر أن العقارب والحشرات الضارة كالشمروخة وهي العقرب الصغير. وأم أربعة وأربعين. والطريشة والحيات. والعقرب الجبلي وموطنه الصحراء وغالباً ما يكون لونه أسود أو أصفر يشبه الرمال وهذه تعد أخطر أنواع العقارب. لأن لدغاتها والقبر كما يقولون. مشيراً إلي أن الأدوية الطبية الحديثة والأمصال واللقاحات المستخدمة في المستشفيات والصيدليات وكذلك التوعية بالإسعافات الأولية تقي من أمراض وإصابات العقارب.
وقال أحمد البدري من نجع أبو سعيد بالقرنة إن العقارب والحشرات الضارة لا تتواجد بالمدن والحضر وإنما تنتشر بكثرة داخل القري والنجوع خاصة القريبة من الصحراء. حيث تختبئ في الأماكن التي ليس بها حركة.
أوضح أنه كان يتم القضاء علي مثل هذه الحشرات قديماً عن طريق الرفاعي أو الحاوي الذي يتعرف علي مكان الحية والثعبان والعقرب ويقوم بالتخلص منها عن طريق التمتمة ببعض القراءات والأفعال الخاصة بمهنته. ويشير إلي أنه في حالة اصابة أحد الأشخاص بلدغة عقرب أو حية فإنه كان قديماً يتم تجريح مكان اللدغة لشفط السم عن طريق الفم أو اخراج كمية كبيرة من الدم من مكان اللدغة وهذه كانت طرقاً خاطئة. حيث كان يصاب المداوي بالسم جراء شفطه من المصاب.
أضاف أحمد الطيب من قرية البعيرات بالقرنة. أن العقارب ليس لها عيون وتخرج في الظلام وتمشي عن طريق أجهزة الإحساس الداخلية ولهذا تفاجئ الإنسان وتصطدم بجسمه لتصيبه في أحد أجزائه. مشدداً علي نظافة المساكن والبيوت دورياً واستعمال أدوات تنظيف معقمة ورش مواد سامة للتخلص من الحشرات الضارة بها إلي جانب تعليق بعض الآيات القرآنية والتعاويذ لحماية المنزل من تلك الحشرات.
وقال ثروت صلاح "صيدلي" إن شفط سموم العقرب من مكان اللدغة يتسبب في زيادة احتمال امتصاص السم وحدوث التلوث الذي قد يؤدي إلي تعرض الجزء المصاب للغرغرينا إلي جانب أن جرح المكان الملدوغ ومحاولة شفط السم أمر غير ممكن اطلاقاً. لأن السم يحقن تحت الجلد أو في العضل. ولا يمكن بوضع أي مادة مثل التمر أو العجين أو البلاستيك أو البنزين خروج السم من هذه الأنسجة.
أضاف أن من أهم الإسعافات الأولية طمأنة الملدوغ وتهدئته. كما يجب وضع المصاب في السيارة علي أحد جانبيه. وذلك لتزامن التسمم باللدغات مع حدوث قئ. وشدد علي أهمية رفع الجزء الملدوغ أثناء النقل وأن يكون المسعف ملماً بالطريقة الصحيحة لربط العضو المصاب.
من جانبه أكد د. محمد ربيع وكيل وزارة الصحة بالأقصر أن الأمصال واللقاحات الخاصة بلدغات العقارب والثعابين متوفرة بالوحدات الصحية. مشيراً إلي أن اللقاحات تغطي معظم مناطق المحافظة لضمان علاج المصابين باللدغات خاصة في القري والمناطق النائية.
"صفائح مياه" لصيدها .. بالبحر الأحمر
البحر الأحمر عبدالناصر علي :
أكد اللواء سعد أمين سكرتير عام محافظة البحر الأحمر أنه بالرغم من أن المحافظة صحراوية. إلا أن مدنها الساحلية لا تنتشر بها العقارب والحشرات الضارة. وتوجد بعض المناطق الجنوبية في حضن الجبل مثل قرية أم الحويطات وبعض القري في الشلاتين والقويح بها مناجم لاستخراج الفوسفات والمنجنيز وكذلك مخازن المتفجرات والبارود المستخدمة في استخراج بعض المعادن وفيها تتوالد العقارب وتتكاثر. لذلك تم إمداد الوحدات الصحية بهذه المناطق بمصل العقرب لعلاج المصابين من اللدغ.
أوضح أحمد الأبنودي "صاحب واحة صحراوية" أن البيئة الصحراوية وخصوصاً المناطق الجبلية تنتشر فيها العقارب وتكون مصدر خطر علي الإنسان لذلك يجب إسعافه فور تعرضه للدغ. مشيراً إلي وجود طريقتين يقوم بها البدو وهي الشفط أي مص السم عن طريق الفم بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم علي مكان اللدغ أو كي الموضع بالنار وتناول لبن الماعز أو الجمال بعد اللدغ.
ويضيف أحمد الشحات "بمناجم أم الحويطات" أنه كثيراً ما يتعرض أهالي المنطقة للدغ العقرب وغالباً يكون المريض بعيداً عن الوحدة الصحية. لذلك يتم التعامل بالطريقة البدوية مؤقتاً بعدها يتم اللجوء لطبيب الوحدة لتناول المصل كنوع من الوقاية وغالباً ما يكون العلاج بالكي والشفط أقرب للصواب.
وأكد علي شحاتة "وكيل مدرسة" أن جميع المدرسين في بداية عملهم يتسلمون وظائفهم بأم الحويطات والقريح والشلاتين ويقومون بوضع أسرتهم في أماكن مرتفعة ثم يتم وضع أرجل الأسرة في صفائح مملوءة بالمياه لتكون بمثابة مصيدة للعقارب قبل وصولها إلي فريستها.
من جانبه أكد الدكتور أيمن خضاري وكيل وزارة الصحة أن مدة خدمته كانت في القصير والمناطق الجنوبية وكثيراً ما وردت عليه حالات لدغ العقرب وتم علاجها بالأمصال وهي متوفرة في جميع الوحدات الصحية بالبحر الأحمر. خصوصاً في مناطق الجنوب. سفاجا والقصير ومرسي علم والشلاتين وحلايب. وأيضاً بالوحدات الريفية في أبرق وأبو رماد وجميع بالسهول والوديان الجبلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.