سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء المناعة والسموم: الموت مصير المصابين بلدغات الثعابين د. عبدالهادى مصباح: على وزارة الصحة التعاقد على الأمصال مبكراً لأن الفترة الزمنية اللازمة لصناعتها طويلة
حذر خبراء المناعة والسموم من احتمالات زيادة معدل الوفيات لدى المرضى، وخاصة المصابين بلدغات الثعابين فى المحافظات الصحراوية، مع استمرار نقص الأمصال فى المستشفيات والوحدات الصحية بالقرى النائية. وقال الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ المناعة، إن على وزارة الصحة التعاقد على الأمصال مبكراً، لأن الفترة الزمنية اللازمة لصناعتها تتراوح ما بين 3 و6 أشهر، مشيرا إلى أن المشكلة المتكررة هى عدم وجود ميزانيات فى الوقت المحدد لطلب الأمصال، وأنه سواء اعتمدنا على «هيئة المصل واللقاح» أو على الاستيراد من الخارج، ففى النهاية هناك مدة زمنية تستغرقها عملية صناعة المصل. وأضاف «مصباح» أن «نقص مصل الثلاثى، كمثال، يعنى عدم حصول الأطفال على جرعات تقيهم من الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكى، ولو لم تؤخذ هذه الجرعات فى مواعيدها فستكون احتمالية إصابتهم بهذه الأمراض كبيرة، فتأخر التطعيم يعنى أن مناعة الطفل ضد المرض تصبح ضعيفة، لأن الأجسام المضادة فى الجسم لا بد أن تكون موجودة بمعدل ثابت، وأن تكون قوية بحيث تتصدى للمرض، ونقص الجرعة أو تأخرها عن موعدها يعطى فرصة لتقليل الأجسام المضادة فى الجسم، وبالتالى تكون احتمالات الإصابة بالمرض مرتفعة». ومن جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن النجار، مستشار وزارة الصحة للسموم، إن نقص أمصال اللدغات مثلاً قد تودى بحياة المرضى، محذرا من تأخر حصول المصاب على المصل، لأن القلب والرئة يتأثران بشدة، بشكل يمثل خطرا على الحياة. وأشار النجار إلى أن مضاعفات تأخر تناول الأمصال فى حالة لدغات العقرب، على سبيل المثال، تقسم إلى 4 درجات من التأثر، درجة منها مجرد ألم فى موضع اللدغة، ثم يزيد الألم مصحوبا بدوار ونوع من «كرشة النفس»، ومن ثم تتقدم الأمور إلى حدوث «كرشة نفس» حادة، فيصبح احتمال حدوث هبوط حاد فى القلب سريعا جدا، وما لم يحصل المصاب على المصل فى الحالات المتقدمة فإنه يتوفى مباشرة. وعن لدغات الثعابين وتأثيرها، قال النجار «تختلف الثعابين حسب نوعها، فهناك أنواع مصحوبة بتكسر فى كرات الدم، أو نزف قد يؤدى إلى حدوث شلل فى مكان اللدغة، سواء شللاً نصفياً أو كلياً، والفترة الواجب الحصول فيها على المصل تتراوح من 6 إلى 12 ساعة كحد أقصى، مع العلم بأن هناك حالات لا تنتظر كل هذا الوقت، بل تحتاج إلى المصل فى أسرع وقت ممكن، وإلا كانت الوفاة هى النتيجة الحتمية». ومن جهته، لفت الدكتور محمود عمرو، مستشار المركز القومى للسموم بطب قصر العينى، إلى أن قضية نقص الأمصال ليست جديدة، ولكن المشكلة هى حدوث النقص فى ذروة الصيف التى تظهر فيها العقارب والثعابين بشكل كبير، وبالتالى فالخطر أكبر، ووفيات المصابين تصبح واردة، وهى مشكلة تهدد حياة الكثيرين خاصة فى المحافظات الصحراوية.