ينتظر العالم الغربي بأسره نتائج الاستفتاء في اسكتلندا. الاستفتاء بين الاستمرار في الوحدة مع المملكة المتحدة "بريطانيا" أو الاستقلال عنها وهناك أصوات عديدة تطالب بالانفصال عن بريطانيا بعد وحدة دامت أكثر من ثلاثة قرون وحروب استمرت لعقود طويلة بين الطرفين ورغم نمو اتجاهات الاستقلال في اسكتلندا منذ عقود طويلة وتغذية هذه المشاعر القومية من خلال الأعمال الأدبية والثقافية. فإن هناك اتجاها آخر يري أن استقلال اسكتلندا سوف يؤدي إلي ضياعها من علي الخريطة أو ذوبانها في محيط ثقافي أوروبي أبعد ما يكون عن الحياة البريطانية والسلوك البريطاني الذي صبغ اسكتلندا بالروح الإنجليزية سواء من حيث الشكل الاجتماعي في المأكل والملبس أو حتي في التعامل الاقتصادي بالجنيه الاسترليني الذي جاهدت بريطانيا في الحفاظ عليه رغم انضمامها للاتحاد الأوروبي. ويحاول دعاة الانفصال عن بريطانيا التأكيد علي الهوية الاسكتلندية المتمثلة في لبس التنورة واستخدام موسيقي القرب المعروفة. إلا أن التنورة وغيرها من أشكال الحياة التقليدية الاسكتلندية قد لا توفر مقومات لقيام دولة مستقلة ويذكر تاريخياً أن الحروب بين انجلترا واسكتلندا استمرت قرابة ما يزيد علي ثلاثين عاماً. إلا أن مؤيدي الوحدة يؤكدون أن الشعوب في أوروبا قد تناست منذ زمن العداوة والبغضاء وأن دول أوروبا التي حاربت بعضها البعض قد اجتمعت في اتحاد ووحدة نقدية بعد أن طوت صفحات التاريخ الدامي. كما يذكر أن هناك سياسيين بارزين احتلوا المشهد السياسي في بريطانيا رغم أصولهم الاسكتلندية. إلا أن ذلك كله لم يمنع دعاة الانفصال من الترويج لحلمهم القديم في أن تكون لهم دولة مستقلة. وخلال العقود الثلاثة الماضية ظهرت أعمال فنية وأدبية وسينمائية تنبش في التاريخ القديم بين انجلترا واسكتلندا ومنها فيلم "القلب الشجاع" والذي حاز علي جائزة أوسكار عام 1995 وقام بإخراجه وتمثيل دور البطولة فيه ميل جيبسون الفيلم يتحدث عن ويليام والاس وهو شخصية حقيقية في القرن الثالث عشر قادت المقاومة الاسكتلندية ضد الانجليز إبان حكم إدوارد الأول ملك انجلترا الذي أذاق الاسكتلنديين أنواعاً بسبب القوانين القاسية التي أصدرها. أوروبا تنتظر نتائج الاستفتاء الذي أدي إلي انقسام الشارع الاسكتلندي بين مؤيد ومعارض لفكرة الاستقلال وأياً كانت النتائج وعواقبها فالشعب بالفعل كما تقول التقارير الصحفية قد انقسم إلي شعبين أصبحا الآن في أشد الحاجة لقلب شجاع لتضميد الجراح.