أكد "كيفن ماكينا" صحفي بريطاني بجريدة "ذا اوبسيرفر" أن الحملات المصاحبة لاستفتاء استقلال أسكتلندا عن بريطانيا قد أحدثت حراكا داخل أسكتلندا حيث لا يوجد فى العادة ما قد يثير هذا الجدل والمناظرات السياسية التي استمرت في آخر 18 شهرا وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء سواء بنعم أو بلا فقد تغير شيء مهم في أسكتلندا وشارك الناس في السياسة بعد عزوفهم عن الانتخابات لأنهم كانوا يظنون أنهم بلا صوت واليوم يشعر الناس بأن أصواتهم عادت إليهم. ومن جانبها قالت "جنيه بوارير" صحفية فرنسية بمجلة " ماريان" والتى حلت ضيفة داخل ستديو برنامج "Dateline London" على قناة "BBC" البريطانية اليوم الاثنين أن أسكتلندا لا يمكن أن تكون نصف مستقلة أو تكون نصف منضمة للمملكة المتحدة لأنه لا يوجد سيناريو واضح لما بعد الاستقلال وفي كلتا الحالتين سيفوز القوميون الأسكتلنديون لأن أسكتلندا ستحصل على سلطات أكبر في كلتا الحالتين ولكن نتيجة الاستفتاء لن تقتصر فقط على بريطانيا بل ستمتد أيضا إلى أوروبا وسيتأثر بها إقليم كاتالونيا ولذلك فإن الأسكتلنديون عليهم مسئولية تاريخية ليس فقط تجاه بلادهم ولكن أيضا تجاه أوروبا. وأكدت أن استقلال أسكتلندا لن يكون في صالح أوروبا لأن استقلالها سيشجع أقاليم أخرى على الاستقلال وهذا سيؤدي إلى إضعاف قارة أوروبا بأكملها. وفى ذات السياق قال "عبد الباري عطوان" كاتب عربي أن ما يلفت نظره بشأن استفتاء استقلال أسكتلندا عن بريطانيا هو عدم تحرك القادة السياسيين في بريطانيا إلا مؤخرا على الرغم من أن بريطانيا تعتبر واحدة من أكثر الدول تقدما في العالم فلماذا لم تتمكن مراكز الأبحاث من توقع حدوث أمر مثل هذا. وقال "استيف ريتشاردز" صحافي بريطاني بجريدة "ذا اندبندنت" أنه في حالة صوت الأسكتلنديون بالانفصال فسيكون هذا أكبر حدث يهز بريطانيا منذ عام 1945 وسيكون أشبه بالبركان وسينتج عنه الكثير من التغيرات والتصورات حول دور إنجلترا وعلاقة إنجلترا بأسكتلندا ومنطقة انجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية وأشار إلى أحد الجوانب الإيجابية في هذا الاستفتاء وهو إعطاء السياسة روحا مختلفة تجعلها مثيرة للاهتمام وغير مملة كما هي في العادة في بريطانيا ودول أخرى لأن هناك الكثير من الجدل داخل أسكتلندا. وأوضح "ريتشاردز" أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد يفكر في الاستقالة في حالة استقلال أسكلتندا ولكنه يرى أنه لن يقوم بالاستقالة لأنه في حالة انفصال أسكتلندا ستنشأ معضلة الاعتراف برئيس الوزراء على المملكة المتحدة بدون أسكتلندا وهناك تخوف حول مستقبله لأن حزب العمال في اسكتلندا أقوى من حزب المحافظين هناك.