أنا سيدة علي مشارف الثلاثين من عمري.. متزوجة من ابن خالتي ومعي طفل منه.. عقب زواجنا أقمنا في منزل عائلته وكان زوج خالتي رجلاً عظيماً سرعان ما اختطفه الموت من بيننا.. ليرحل ويذهب معه الهدوء والسكينة حيث تحولت خالتي ضدي وبدأت غيرتها تشتد علي ابنها مني لأفاجأ بأنني أعيش مع إنسان آخر مختلف عن الإنسان الذي عرفته في فترة الخطوبة برقته وطيبة قلبه.. لن أتحدث عن غيرته العمياء واصراره علي ارتدائي "النقاب" رغم أنه غير مواظب علي الصلاة "!!".. بل أُحدثك عن غيرة خالتي وسعيها الدءوب لإثارة المشكلات بيننا لكنني كنت أنجح وفي هدوء شديد في احتوائها حتي تمضي بنا الحياة. ستتعجبين لو قلت لكِ ان زوجي صار أكثر شراسة بعد قدوم أول مولود لنا وإن قسوته امتدت لتصيب هذا الطفل البريء فكان يثور كلما رآني أرعي شأناً من شئونه الصغيرة فمازالت صورته أمامي وهو يطرح صغيرنا أرضاً حتي يتوقف عن البكاء "!!" ولا أدري ما إذا كان سبباً في اصابة ابني بعد ذلك بالتشنجات العصبية وهو في الثالثة من عمره.. وبدلاً من أن يرق لحاله كان يرفض أن أتردد به علي الأطباء بحجة أن العلاج لن يأتي معه بجديد!! لقد رفضت الانصياع لكلام زوجي وواصلت علاج ابني حتي بدأت حالته في التحسن وتراجعت اصابته بالتشنجات في الوقت الذي بلغت المشكلات ذروتها بيني وبين "ابن خالتي" مع استمراره في سبي وضربي ما دفعني في النهاية إلي ترك البيت فاصطحبت ابني وأقمت مع أمي.. وراح الأهل يسعون للمصالحة بيني وبينه حتي لا يصل الأمر إلي المحاكم خاصة في ظل امتناعه عن الانفاق علينا لكنه كان يتعمد التخلف عن حضور جلسات الصلح لأبقي كالمعلقة فلا زوجة.. ولا مطلقة!!! ولن تصدقيني سيدتي لو قلت لك انني ورغم كل ما أصابني من ضرر علي يد ابن خالتي و"أبو ابني" إلا انني أشعر بالشفقة نحوه وأتمني أن يجد من ينجح في اقناعه بالذهاب إلي طبيب نفسي لعله يتعافي ويستعيد سلامته النفسية ليس من أجلي فقد قررت عدم العودة له انما من أجل ابني الصغير الذي بحاجة إلي أب هاديء الطباع.. طيب القلب.. ولعل صوتي يصل عبر نافذتك لكل المخلصين من حوله: أقنعوه بالعلاج النفسي حتي يستعيد توازنه من أجل ولده.. بنت الخالة المعذبة القاهرة المحررة: تزوجت من ابن الخالة الهاديء الرقيق ومع الوقت اكتشفت انك أمام إنسان آخر غيور وعنيف.. لا يعرف سوي لغة الضرب والسب لا فرق عنده بينك وبين طفله الصغير.. وبدلاً من أن تحنو عليكِ خالتك فضلت أن تلعب معك دور الحماة ليزعجها أن تستأثري باهتمام ولدها في بيت العائلة فسعت إلي شحنه ضدك لتصل الأمور بكما إلي هذا المنعطف الخطير حين فشلت كل جهود الأهل في تحقيق الصلح بينكما.. من المؤكد أيتها الأم الشابة ان أعراض الغيرة والقسوة المفرطة لم تظهر علي ابن خالتك فجأة بل لابد لها من سوابق ومواقف وإن لم تلتفت إليها والدتك في مرحلة ما قبل الخطوبة والزواج وظنت انها سلمتك لخير من يحفظك ويصونك لكن هيهات. والآن وبعاطفة ابنة الخالة لا الزوجة "المعلقة" مازلت مشغولة بأحوال "أبو طفلك" تتطلعين بروح يملؤها الحب الكبير نحوه بأن يجد من يقنعه بالذهاب إلي طبيب نفسي عسي أن يسترد توازنه وهدوءه من أجل ولده ومسألة اقناعه بذلك.. ولكن رغم عدم تقليلي من أهمية البحث عن طوق نجاة ينقذ ابن خالتك من حالة الاختلال النفسي التي يمر بها.. أري ان ابنك الصغير يستحق الاهتمام الأكبر منك لعلك تنجحين في تعويضه عن جفاء والده وغيابه المتعمد عنه.. فالحنان والعطف لا يُستجديان!! وكم من البيوت تعاني مثل مشكلتك وإن تعددت الأسباب بعد أن غاب عنها العمل بحديث الحبيب المصطفي: كلكم راعي وكلكم مسئول عن رعيته.. والرجل راعي في أهله.. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها.. إلي آخر الحديث.