عندما زار القطري محمد بن همام مصر كتبت متوقعا ان ينسحب بن همام من سباق رئاسة الفيفا رغم ان بن همام كان يلعب - حسب تصوره - علي اكثر من 40% من الاصوات في الجمعية العمومية للفيفا وكان توقعي قائما علي ان رئيس الفيفا جوزيف بلاتر لن يترك كرسيه بسهولة للقطري بن همام بعد ان ترك لقطر فرصة الفوز بتنظيم كأس العالم 2022 ولأن بن همام وقع في خطأ ساذج جدا عندما فتح النار مبكراً علي بلاتر وحاشيته واتهمه بالفساد والأنانية وهي اتهامات ساذجة من بن همام لأنه مزروع فيها منذ ما يزيد علي 20 عاما كرئيس للاتحاد الآسيوي وعضو رئيسي في الدائرة الضيقة جداً لمافيا الفيفا منذ أيام هافيلانج ثم حليفه السابق بلاتر قبل أن يختلفا ويسير كل منهما في اتجاه معاكس.. كما أن بلاتر استاذ محترف في تضليل العيون عن الحقيقة بل وتلوينها بما يخدم صورته وهيمنته علي الفيفا وحماية كل من يدين له بالولاء وهو صورة طبق الاصل من البرازيلي والرئيس السابق للفيفا جواو هافيلانج الذي قضي عقودا رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم قبل ان يتركه طواعية لسكرتيره الأمين وكاتم اسراره جوزيف بلاتر وأظن ان بن همام لديه من الفطنة ما يجعله مستوعبا لكل هذه التفاصيل السرية لطريقة انتقال السلطة في الفيفا.. فهي تسلم بالتراضي والاتفاق وان كانت في شكل انتخابات يشارك فيها اعضاء الاتحاد الدولي الذين يزيدون علي 200 اتحاد وطني.. ولكن بن همام تجاهل هذه القواعد "الماسونية" وأصر علي اختراقها لأن بلاتر لم يشأ أن يسلمه الراية ويتنازل له عن كرسيه رغم انهما تحالفا لسنوات.. والأهم لأن بلاتر يريد ان تنتقل رئاسة الفيفا إلي النجم الفرنسي القديم ميشيل بلاتيني الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.. والذي يلقي ايضا دعم اوروبا وانجلترا والولايات المتحدة علي وجه الخصوص.. وأظن ان التسليم والتسلم لمقعد رئيس الفيفا سيتم بين بلاتر وبلاتيني في نهاية الدورة الجديدة عام .2015 لقد خرج بن همام من اللعبة القديمة وأراد أن يكسر هذا التحالف الذي كان حتي الأمس القريب شريكا فيه.. إلا أن مقعد رئيس الفيفا لمع في عينيه خاصة بعد أن نجحت قطر - بكل الطرق - في الفوز بتنظيم كأس العالم 2022 فلماذا لا ينتزع الكرسي أيضا من بلاتر خاصة أنه قد ثبت باليقين أن بلاتر لم يكن مؤيداً للملف القطري.. وعندما وصلت المنافسة لمحطة العناد فتح بلاتر - متعمداً - بالوعات الفساد التي يعرفها جيداً ويشرف عليها بنفسه ليسقط فيها بن همام الذي لم يجد الفرصة للافلات من هذا الفخ القاتل.