عشرة أيام.. وتعلن أسرة الكرة الدولية عن رئيسها الجديد والقديم لأنه سيكون جوزيف بلاتر. رغم الهوجة التي أحدثها منافسه محمد بن همام. رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وحليف بلاتر لسنوات طويلة جداً.. والذي انقلب علي الرئيس السويسري من أجل حلم المنصب الخطير جداً. وهو رئيس الفيفا.. وهو منصب - في رأيي- يفوق في مقامه الرفيع جداً مكانة بعض رؤساء الدول. المنظمات الدولية. السياسية منها والاقتصادية. ويساوي مع رؤساء الدول الكبري جداً. المتحكمين في هذا العالم.. بن همام كان يتطلع إلي هذا المنصب. ليضيف لقطر مكانة دولية جديدة. وبالغ في مواجهته لبلاتر بوصفه بأنه رجل أناني ولا افهم ماذا يقصد بالضبط من هذا الوصف.. وكان بن همام منتشيا جدا بالمساندة المصرية العلنية ولكن جاءته الضربة القاصمة التي أضعفت فرصته كثيراً من مصر ايضا. وبالتحديد من مقر الكاف في مدينة 6 أكتوبر عندما اعلن عيسي حياتو ومعظم اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي. ان الكاف يؤيد بلاتر رئيساًَ للفيفا في الانتخابات التي ستجري يوم أول يونيو في زيورخ.. ليضيع في الرجلين هاني ابوريدة عضو الجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم وعضو تنفيذية الكاف والمنشق للحملة الدعائية الدولية لمحمد بن همام. لأنه كان يعول كثيرا علي التأييد الافريقي للمرشح القطري في مواجهة بلاتر. وكان بن همام نفسه يعول علي ذلك ليضمن أصوات آسيا وافريقيا مع نشل بعض الأصوات من أوروبا والأمريكتين.. ولكن فجأة ضرب الكاف ضربته وأعلن تأييده لبلاتر ليبدأ بن همام الهبوط الاضطراري بعد فقد الجناح الافريقي. ولا استبعد ان يعلن محمد بن همام خلال الأيام القليلة القادمة عن تنازله وانسحابه من المعركة الانتخابية مقابل صفقة سرية مع بلاتر. لذلك أقول ان هاني ابوريدة الذي كان يرافق بن همام في كل تحركاته الخارجية سيكون هو الخاسر الأكبر ومعه مصر لأن بلاتر لا يترك ثأرا له ضد أي من معارضيه او الذين يتحركون مع خصومه ولا استبعد ان يفقد ابو ريدة موقعه في اللجنة التنفيذية الدولية في أقرب فرصة.. وبالطبع ستكون خسارة كبيرة لمصر. في الوقت الذي بدأ التواجد المصري يتزايد في الفيفا وبوجود مصطفي فهمي مسئولا عن لجنة المسابقات الدولية ومؤخرا خالد مرتجي ضمن منسقي الفيفا. وهو نفس الموقع الذي انطلق منه أوريدة. ولكن السؤال: لماذا أعطي الكاف هذا التأييد العلني والمسبق للسويسري جوزيف بلاتر وبعد ساعات قليلة من التأييد المصري لبن همام وساعات قليلة ايضاً من العشاء الذي جمع عيسي حياتو مع بن همام في أحد فنادق القاهرة.. الاجابة علي هذا السؤال تستوجب العودة إلي الوراء سنوات غير قليلة عندما أقدم عيسي حياتو علي ترشيح نفسه علي نفس المنصب منافسا لجوزيف بلاتر ايضا وشن حياتو حملة شعواء ضد بلاتر وظن العالم انه لا عودة العلاقات بين الاثنين. وفي هذه الظروف ايضا كان اعتماد حياتو علي الأصوات الآسيوية إلي جانب الافريقية.. ولكن ذهبت حساباته وأحلامه أدراج الرياح لأن أصوات آسيا بربطة المعلم. وبتنسيق بن همام اتجهت إلي بلاتر. من قبل أن تبدأ العملية الانتخابية. وركب حياتو "التروماي"..ودارت الأيام علي بن همام ليقع في نفس الشرك ويتلقي بدوره الصفعة الافريقية. هناك اصرار علي تهييج المجتمع وحرمانه من الاستقرار والتحول من مجتمع منتج إلي مجتمع انتهازي لا يجيد سوي التربص والكراهية المتبادلة واقناص الحقوق بلا مقابل أو أداء للواجب نحو تنمية المجتمع.. وهو الشيء الذي أدركه المجلس الأعلي للقوات المسلحة وبدأ في التحقيق مع أصحاب هذا التقرير المفبرك.. الحال حرج جداً ويكفي إنذارات العديد من الوزراء لما هو قادم علي البلاد من أوضاع سيئة جداً أتمني ان يظهر لنا وبصفة عاجلة ائتلاف المصريين من أجل الوطن.