حالة من الحسرة والذهول يعانيها من كانوا يقطنون العقار المنهار رقم 31 بشارع عبدالوهاب القاضي بمدينة نصر وقد تفرق شملهم فلجأ بعضهم إلي الإقامة بفندق الواحة القريب من العقار بينما وقف البعض الآخر امام العقار بلا مأوي يتحسر علي مسكنه وعفشه وممتلكاته. تفقدت عدسة "المساء" العقار المنهار وأحوال أهاليه والاجراءات التي تتخذها المحافظة للسيطرة علي الموقف. فايزة عبد الله من سكان الطابق الأول تقول: شعرنا أمس الأول بسقوط أجزاء من العقار فخرجت من شقتي علي الفور بملابسي فقط دون أن استطيع اخراج العفش أو النقود والأوراق المهمة ولكن اليوم ساعدني جيراني بالمنطقة علي خلع الباب الحديدي لشرفة الشقة وقمنا باخراج الأجهزة والأوراق لأن شقتي لم يصبها الهدد فهي في الجزء الأيمن من العقار. وبالرغم من عدم انهيار الجزء الأيمن من العمارة إلا ان جميع السكان غادروه خوفا من سقوطه ولذلك نتواجد حاليا امام العقار بلا مأوي وقد جمعنا ما استطعنا اخراجه من عفش الشقق. نورا محمد مدني من سكان الطابق الخامس بالجزء غير المنهار من العقار تقول: كنت اسكن في شقة بالدور الخامس قبل انهيار العقار وكانت لابنتي شقة مجاورة في نفس العقار. وهي عروسة جديدة وعفش شقتها مازال جديدا لكننا مع الأسف لم نستطع اخراجه من الشقة وكذلك لم نستطع اخراج عفشي من العقار حيث لم نكد نسمع صوت انهيار الجزء الأيسر منه حتي نزلنا علي السلالم مذعورين ثم قفزنا من شرفة الطابق الأول خوفا من انهيار العقار بأكمله. وقد استضافنا المحافظ في فندق الواحة القريب من العقار لنقيم فيه عدة ايام حتي يتم السيطرة علي الموقف. وعرض علينا استلام شقق في المرج لكن هذه الشقق لا تناسبنا. يقول المهندس ابراهيم البلتاجي من سكان العقار: قامت محافظة القاهرة بانتداب أساتذة من كلية الهندسة جامعة عين شمس ومهندسين مدنيين حيث عاينوا العقار وفحصوه ثم امروا بامكان تنكيسه وازالة الجزء المنهار من العقار واكدوا ضرورة ان تتم عملية ازالة الأنقاض بحرص تام حتي لا تؤثر علي سلامة الجزء القائم من العقار. وقد تضررت أنا وأسرتي حينما انهار العقار امس الأول حيث فقدت معظم متعلقاتي ولم أتمكن من الحصول علي العفش. سميرة حلمي تصرخ: لقد هرب صاحب العقار أحمد ماهر وتركنا في الشارع بعد تسببه في سقوط العقار. فقد كان يعلم منذ سنتين ان العقار مهدد بالسقوط والانهيار ولكنه اخفي علينا هذه المعلومة وحينما علم السكان ان العقار علي وشك السقوط بسبب وجود شروخ في عمودين من أعمدة العقار قرروا الحصول علي ترخيص من الحي والبدء في ترميمه ولكن صاحب العقار ساهم في تعطيل السكان عن ترميم العقار. بيد أنه زرع حديقة فوق سطح العقار وظل يسقيها بكميات رهيبة من المياه التي تسربت ورشحت علي اسقف الطابق العلوي للعمارة مساهمة في سقوطه وسقوط الطوابق التي تليه ثم انهيار الجزء الأيسر من العقار بأكمله. يقول جبر حلمي المتضرر من سقوط العقار: يجب معاقبة صاحب العقار لأنه هو المسئول عن سقوطه ولم يسع في إصلاحه أو ترميمه. بالاضافة إلي انه غادر شقته بالعقار منذ أربعة أشهر خوفا من انهيار العقار عليه. وهذا خير دليل علي علمه بقرب موعد سقوط العقار. ومن المتضح انه سوف يستفيد من انهيار العقار لأن سكان الشقق يدفعون له الأجرة بنظام الايجار القديم ولكن بعد انهيار العقار سوف يستغل الفرصة ويبيع الأرض بمبالغ كبيرة. شاهدت عدسة "المساء" اللواء أحمد تيمور نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية يشرف علي تنكيس وازالة الجزء المنهار من العقار وتحدثت اليه فقال: نجري الآن عملية ازالة وتنكيس الجزء الأيسر المنهار من العقار بناءً علي تعليمات وقرارات اللجنة التي تكونت من دكاترة كليات الهندسة حيث اكدوا ضرورة ازالة الجزء المنهار بما لا يخل بسلامة الجزء غير المنهار من العقار. وبالنسبة لهذا الجزء الذي مازال قائما سوف تقوم اللجنة بفحصه فور انهاء عملية ازالة الجزء الأيسر لتقرر ما إذا كان الجزء الأيمن يمكن ترميمه وتسكينه أم يجب هدمه وتنكيسه. وقد قمنا باستضافة السكان المتضررين في فندق الواحة وعرضنا عليهم شققاً في حي المرج وحي السلام ومدينة السادس من أكتوبر ولكنهم لم يوافقوا علي السكن فيها وطالبوا بشقق في مدينة نصر الجديدة. ولكن المحافظة ليس لديها مساكن خالية في هذه المناطق.