.. وكأن مصر في حاجة إلي مزيد من الاحتقان.. وكأن جميع مشكلاتها حلت ولم يبق إلا مشكلة كاميليا وأخواتها حتي يجتاح السلفيون الكنائس والأديرة لاطلاق سراحهن.. ويقوم المسيحيون باختطاف احداهن من الطريق العام لانها تحولت إلي الاسلام وتزوجت بمسلم. .. وكأن مصر قامت من غفوتها ونهضت من رقادها واستردت وعيها وسارت علي طريق الرخاء والسلام.. لتطل عليها الفتنة الطائفية بوجهها الكئيب تنفث سمومها.. وتأتي علي الأخضر واليابس.. وتدمر ما بدأناه من اصلاحات. فهاهي أحداث امبابة المؤسفة "تسرق الكاميرا" مما يدور من اصلاحات سياسية واجتماعية.. وبدء عجلة الانتاج في الدوران لتعويض خسائرنا وعودة مصر لقلب الأحداث العالمية.. فإذا بنا نتراجع خطوات للخلف بسببها. فالشعب يطيح في نفسه قتلا وفي منشآته تدميرا وفي وحدته الوطنية تفتيتا.. ليستفيد من هذا كله عدو يتربص بنا.. يزيد الفتنة اشعالا.. لتحقيق اغراضه ومآربه. لماذا يحدث هذا كله في مثل ذلك الوقت الذي نحتاج فيه إلي دم وعقل وفكر وساعد كل المصريين علي اختلاف انتماءاتهم.. لبناء مصر من جديد.. واعادة الحياة إلي ما كانت عليه.. فإن لم تحقن الدماء بخمد هذه الفتنة في مهدها ستشهد مصر المزيد من العنف والتدمير وتقضي علي نفسها بنفسها. أين وحدتنا الوطنية الضاربة في عمق التاريخ و التي نتغني بها علي مر العصور والأزمان ..اين دماء المسلمين التي اريقت من اجل المسيحيين لتحريرهم من ربقة الرومان.. اين دماء مصر مسلميها ومسحييها -في الحروب المختلفة - التي اختلطت ببعضها وروت شجرة الحرية والعزة والكرامة في سبيل حياة آمنة في ظلها. اين وصية المسيح بالمحبة والسلام: "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة"..؟! واين وصية الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. بأقباط مصر. فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنه أوصي عند وفاته فقال: "الله الله في قبط مصر. فإنكم ستظهرون عليهم. ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله". أيها المسيحيون.. أيها المسلمون.. اديروا ظهوركم للفتن.. ولا تعطوا لعدوكم السلاح الذي سيقتلكم به.. أيها المسلمون.. أيها المسيحيون .. رفقا بمصر وانظروا اليها بعين المصلحة آخر الكلام المهندس ابراهيم الشحبور من الدقهلية: تابعنا علي صفحات ملحق "دفتر احوال" يوم الخميس.. وشكرا لمتابعتكم