أصبح وجود الغاز الطبيعي داخل كل منزل من ضروريات الحياة اليومية للمواطنين لاستخداماته المختلفة ومع قلة وعي بعض المواطنين بمخاطره تحول الغاز لشبح قاتل يؤدي إلي وفاة العديد من أفراد الأسرة نتيجة التسمم الناتج عن تسرب الغاز أو احتراق الأكسجين وعدم وجود تهوية يفقد الإنسان علي اثره الحياة في وقت قد لا يتعدي 5 دقائق. أكد الأطباء علي زيادة حوادث التسمم خصوصاً في فصل الشتاء وعلي ضرورة عمل الإسعافات الأولية السريعة للمصابين. يشير الخبراء إلي أهمية حملات التوعية للمواطنين للاستخدام الآمن وضرورة عمل الصيانة الدورية والمستمرة. يقول د. محمود محمد عمرو مؤسس ومدير المركز القومي للسموم وأستاذ الأمراض المهنية والصدرية بقصر العيني. هناك حالات وفاة كثيرة تحدث نتيجة الاستخدام الخاطئ في طريقة التعامل مع الغاز الطبيعي "الأنابيب" عند الاستحمام بسبب عدم وجود تهوية جيدة واستهلاك بخار الماء لكافة الأكسجين الموجود بالحمام لتتحول النيران المنبعثة من السخان إلي غاز أول وثاني أكسيد الكربون والايثان وكلها غازات مخدرة مثلها مثل أي نوع من المخدرات ونتيجة الاستنشاق تقع الغيبوبة المميتة داخل الحمام أو السقوط المفاجئ الذي يؤدي لحدوث نزيف بالمخ. يضيف د. محمود عمرو أنه لابد من عمل توعية وتثقيف للمواطنين في كيفية التصرف مع انبعاث الغاز وحتمية وجود فتحات التهوية بالمطابخ والحمامات وذلك بعد كثرة حوادث الاختناق مع ضرورة مراقبة الاطفال وكبار السن لأن مقاومتهم ضعيفة للغازات المنبعثة وبخار الماء والتي قد لا تتجاوز دقيقة واحدة. يشير إلي أن العوامل الأكثر تأثيراً وحساسية من الآخرين لتلك الغازات خصوصاً في مرحلة تكوين الجنين حيث يكون هناك تأثير مباشر علي رئة الجنين وتضعف قدرتها علي النمو وعند الولادة يكون حجمها أقل من الطفل الطبيعي بفترة نمو تتراوح من شهر إلي شهرين بمعني آخر أنه لو تمت الولادة في الشهر السابع يكون حجم الرئتين بنفس حجم طفل في الشهر السابع بسبب تعطلها عن النمو. يؤكد أنه لابد من توعية سكان العمارات ذات الجراج الأرضي وخصوصاً الأدوار الأولي منها وذلك لانبعاث عوادم السيارات السامة ودخولها إلي مساكنهم من خلال المنور..! يشير إلي أن الغاز وتسربه من خلال المطابخ أو داخل الحمامات يكون تأثيره خطيراً حيث يمنع الاكسجين عن الإنسان وهو نفس التأثير والأعراض بسبب نقصه مع عدم وجود تهوية ولابد أن تدرك ربات البيوت أنهن يتعاملن مع "وحش" داخل المنزل لذلك فإن فتحات التهوية هي المخرج الشرعي الوحيد له. يشير د. منيب صلاح طبيب بالمركز القومي للسموم إلي أن فصل الشتاء يرتبط بزيادة حالات الاختناق التي تمر علينا بمركز السموم نظراً لكثرة استخدام السخانات داخل الحمامات والتي تعمل بالغاز نتيجة تسربه أو زيادة ثاني أكسيد الكربون ونقص الاكسجين بسبب سوء التهوية أو تسرب الغاز وينتج عنه ضعف في نبضات القلب وفقدان للوعي ويؤدي نقص الاكسجين إلي ضمور وتليف في خلايا المخ وتورم أيضا. يضيف د. منيب أن الإسعافات الأولية مهمة لأن عامل الوقت ضروري بنقله لمكان به تهوية جيدة ثم التوجه لأقرب مركز للسموم للكشف عليه بشكل دقيق وأنصح المواطنين باستخدام السخان الكهربائي بدلا عن الغاز فهو أقل خطورة وأكثر أماناً. تؤكد د. نشوي رضوان استشاري علاج السموم أن الاختناق داخل الحمام بسبب حرق الأكسجين قد يؤدي للوفاة بعد فترة لا تتعدي 5 دقائق. تضيف: لابد من التوعية المستمرة لكافة أفراد الأسرة خصوصاً الصغار منهم بخطورة عدم التهوية بالحمام أو ترك أي وسيلة للتدفئة أثناء النوم سواء كانت دفاية كهربائية أو مواقد الكيروسين والغاز في المنازل لما له من خطورة علي الأسرة أثناء النوم. توصي د. نشوي بضرورة العلاج النفسي لمن تعرضوا لهذه التجربة القاسية بعد علاجهم. تضيف من د. نشوي المهدي ود. هدي شحاته استشاري السموم بالمركز القومي. أن كثرة بخار الماء المنبعث بالحمام لحظة الاستحمام وخصوصاً في فصل الشتاء قد يؤدي لعدم التنفس بشكل طبيعي خصوصاً من يعانون أمراض القلب ويؤدي لاضطراب في الوعي ثم السقوط ولابد من وضع الاطفال ومن يعانون من أمراض مزمنة تحت المراقبة والتنبيه عليهم بعدم الاستحام أثناء عدم وجود أحد من أفراد الأسرة بالمنزل لأننا جميعاً نتعامل مع "الصامت القاتل". يؤكد اللواء جمال أبوذكري مدير أمن السويس سابقاً: لابد للمواطنين من مراعاة اشتراطات الأمن الصناعي وشركات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل حتي نتلافي أسباب تسرب الغاز في أماكن استخدامه في المنزل وذلك تجنبا لحوادث مأساوية كثيرة تقع للمواطنين بسبب عدم التزامهم بالشروط والمواصفات التي تجنبهم ذلك. يضيف اللواء جمال أبوذكري أن مع خطة الحكومة بضرورة توصيل الغاز لأكبر عدد من منازل المواطنين سيزيد معها حوادث الغاز الكارثية ولذلك لابد من عمل حملة توعية في وسائل الإعلام المختلفة توضح للمواطنين كيفية التعامل مع الحالات الطارئة لتسرب الغاز وكيفية معالجتها في وقت قصير. يشير إلي ضرورة تفقد وصلات الغاز بالمنزل وعمل الصيانة الدورية لها وتغيير التالف منها علي الفور وأيضا مرور العمالة المدربة والماهرة من قبل شركات توصيل الغاز لتفقد المحابس والمتابعة المستمرة لها.