نظراً لنشأته الريفية فقد اعتاد منذ نعومة أظفاره علي أن المرأة مكانها الطبيعي بجوار الرجل في مسكن الزوجية وتربية أبنائه وليس لها أي دور آخر غير رعاية أسرتها والمحافظة علي هذه التقاليد والقيم التي نشأ عليها وشاهدها تنفذ عمليا في زواج شقيقاته البنات فبالرغم من حصولهن علي شهادات جامعية فقد تم تزويجهن زواجا تقليديا وتفرغن لرعاية أسرهن وكان يأمل أن تسير حياته مثلما سارت حياة أخواته علي هذا المنوال. كان يخطط للزواج من ابنة خالته التي نشأ معها وعندما حصل علي وظيفة في القاهرة رفض اتمام زواجه حتي يستطيع شراء مسكن يكون عشاً للزوجية ورفض أن يتزوج ثم تقيم زوجته ببلدته بعيدة عنه وهو لا يدري أن القدر قد خطط له حياة ومسلكا آخر بعيدا كل البعد عن المسار الذي هيأ حياته له. بعد حصوله علي الوظيفة تعرف علي زميلته في نفس الشركة وبمجرد ان وقع بصره عليها انتابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ووجد الألفة والراحة النفسية التي لم يشعر بها من قبل مع ابنة خالته وكان يشعر بدقات قلبه ويسمعها عالية ويخشي أن يفتضح امره بين زملائه وتأكد بأنه أحبها منذ اللحظة الاولي وتمني في قرارة نفسه ان تكون زوجة المستقبل وضرب بخططه ومبادئه عرض الحائط عندما أحس منها بتجاوب عاطفي وإنها تبادله نفس المشاعر.. وصمم أن يخوض الحرب مع أهله كي يفوز بها في النهاية لتكون شريكة حياته وكان وصوله لما يريد هدفا صعب المنال تسبب في الكثير من المشكلات بينه وبين اسرته لكنهم في النهاية اضطروا للموافقة حتي لا يفقدوا ابنهم وتم زواجهما وهما يحلقان في سماء الحب بينما أسرته تحاول علي مضض تقبل الواقع. ثلاث سنوات مرت كالحلم أنجب خلالها طفلين وأحس بأن واجب زوجته تربية ابنائه وتفرغها التام لهما ولكنها رفضت بحجة ان لها كيانها المستقل وهو تزوجها وهي تعمل ولا يحق له حرمانها من عملها بالرغم من تأكيده لها بأنه سيخصص لها راتبا شهريا بدون ان تحتاج لعناء العمل فرفضت. بدأت معاملتها تتغير تماما من ناحيته وتنتقده في جميع تصرفاته وتردد دائما علي ما معه بانه مريض وكان يحق له الزواج من فتاة ريفية حتي يستطيع ممارسة رجولته معها ويصدر لها الاوامر وكان ذلك يحز في قرارة نفسه ولا يصدق ما يسمعه فقد تغيرت فتاة احلامه التي حارب أسرته من أجلها وبدأت تطالبه بأموال ونفقات اكثر من طاقته المادية ودائما تشعره بعجزه في توفير حياة الرفاهية لها ولابنائها بل وصل بها الأمر الي انها منعت أسرته من زيارته أو التردد عليه. وحتي تسير سفينة الزواج ولا تتحطم علي صخور الواقع الاليم كان يوافقها ويحاول ارضاءها كلما لوحت له بكلمة الانفصال وكان يتردد في زيارة اسرته وتقبل رفضها اصطحابة اطفاله لزيارة أهله ولكن أسرته لم تتقبل الوضع وسارعت بزيارته حتي يري والده احفاده وفوجيء بعدها بأن زوجته تصر علي الانفصال وانها حررت محضرا له ولأسرته عندما قاموا بزيارته واتهمتهم بأنهم تعدوا عليها بالضرب والاهانة واخذت تساومه حتي تتنازل عن المحضر.. وفرغ صبره ولم يوافقها علي مساومتها الحقيرة وأصر علي عدم الامتثال لأوامرها وليكن ما يكون ليفاجأ بها ترفع دعوي امام محكمة الاسرة تطالب بالطلاق للضرر وتعديه عليها بالضرب وعدم انفاقه علي اسرته وابنائه بما يعد مخالفا للحقيقة. أكدت الزوجة امام محكمة الاسرة برئاسة المستشار محمد أحمد بأن زوجها خدعها ووعدها بحياة وردية ولكنه لم يحقق وعوده بالرفاهية واجهدت نفسها في عملها كما تساعده علي نفقات المعيشة خاصة بعد انجابها الا انه كان دائم التعدي عليها بالضرب ثم استعان بأسرته التي كانت في زيارته وقاموا بضربها بشكل متكرر وشاهدهم بعض الجيران واثبتت ذلك في محضر رسمي وأضافت انه يستحيل العشرة الزوجية بينهما نظرا لاختلاف نشأتهما فهو يريد ان يسجنها ويمنعها من الخروج ويريدها ان تستقيل من عملها. أكد الشهود أنهم لم يشاهدوا واقعة الاعتداء علي الزوجة وان زوجها مسالم ولا يتسبب في أية مشكلات ولكنها دائمة الشكوي منه. قضت محكمة الاسرة برفض دعوي الزوجة وإلزامها المصاريف.