يبدو أن الترشيح للانتخابات الرئاسية أصبح الهدف الأول للملايين وليس لأفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. كل يوم يظهر علي الساحة مرشح محتمل جديد.. يعلن أنه سيرشح نفسه ويظل يعدد صفاته وقدراته الخارقة التي سيزلزل بها الكون ويأتي عن طريقها بما لم يستطعه الأوائل.. حتي وصل عدد هؤلاء المرشحين إلي اكثر من 30 مرشحاً بخلاف من لم يعلن عن ترشيحه تاركاً أنصاره يبشرون به ويقدمونه للساحة.. ولو ظل الحال علي ما هو عليه حتي فتح وغلق باب الترشيح رسمياً فسوف يصل عدد المرشحين إلي مائة وأكثر!!! المرشحون المحتملون إلي الآن فريقان: فريق له شهرة ما وحضور محدود ومع ذلك فان البعض بدأ في إطلاق حملته من الآن. وفريق مغمور لو رشح نفسه في بيته لن يحصل علي صوته.. والكل يلف ويدور في حلقة مفرغة واحدة هي "إسرائيل" واتفاقية كامب ديفيد والغاز المصري دون أن يقدم أحد منهم أي رؤية مستقبلية أو برنامجاً يحل مشاكلنا المستعصية أو طرحاً لسياساته علي كافة الأصعدة والمستويات. ورغم ان الغالبية العظمي من المرشحين المحتملين من هذا النوع المغمور.. فان الصحف معذورة.. فهي مضطرة للنشر عنهم لأن مجرد إعلان أحدهم الترشيح للرئاسة هو في حد ذاته خبر لا يمكن إهماله حتي لو لن ينال سوي صوت واحد. *** لا يختلف أحد علي أن الترشيح حق لكل مواطن.. لكنه حق مشروط بتوافر مواصفات وقدرات خاصة وخبرات متراكمة.. فهل يا تري كل هؤلاء المرشحين المحتملين الذين اعلنوا عن أنفسهم أو لم يعلنوا بعد يتمتعون بهذه الشروط؟ أم أن الحكاية لا تعدو أن تكون للغالبية العظمي منهم مجرد منظرة وفرقعة وشو إعلامي وفقط؟ أم أنها أمر طبيعي يثبت به الكافة انهم اصبحوا فعلاً أحراراً في ممارسة السياسة بعد أن كان الترشيح لهذا المنصب بالذات هو المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي؟!! *** عموماً.. وبعيداً عن كل هؤلاء المرشحين المحتملين ومع تقديري واحترامي الشديد لهم جميعاً بلا استثناء.. فإن لي رأيا قد يخالف الكثيرين استند فيه إلي واقع وضوابط وشروط. رأيي المقتنع به هو أن يرشح د. عصام شرف رئيس الوزراء نفسه للرئاسة. عصام شرف تدرج تدرجاً طبيعياً من استاذ جامعة إلي وزير ثم العودة ثانية للمدرجات ثم رئاسة الحكومة. وعصام شرف هو رئيس الوزراء الوحيد الذي جاء به الملايين من خلال ميدان التحرير حيث حملوه هناك علي الأعناق.. فهو اختيار شباب الثورة وهم نصف شعب مصر.. وليس اختيار الصفوة أو القوي الخارجية أو عدد محدود من الانصار أو المنتفعين. وعصام شرف تعرض للظلم ولذا لا يمكن ان يظلم. ووجد أن الخروج من جنة الوزارة ووجاهتها أفضل من ان يلوث اسمه وشرفه وسمعته ويخالف دينه وضميره ولذا لا يمكن ان يفسد أو يكون فاسداً أبداً. وهو يحب البسطاء ويسعي لارضائهم ولم ينفصل عنهم يوماً في المدرجات وفي الوزارة وفي الشارع ويؤمن بالحوار ورأي الاغلبية ولذا لن يخذله الناس وسيلتفون حوله دائماً. يقيني.. أنه لو طرح اسم عصام شرف فسيفوز باكتساح وعن جدارة واستحقاق. وكما ان الشعب جاء برئيس للحكومة من الميدان.. اتمني ان يطالب برئيس دولة من نفس الميدان.