كشفت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الرجل يفضل الزواج من المرأة ضعيفة الشخصية وقليلة الذكاء حتي يتمكن من السيطرة عليها وإظهار نفسه في صورة "سي السيد" بينما يهرب الرجل من الزواج من المرأة الذكية قوية الشخصية حتي لا تكون هي المسيطرة علي المنزل أو البيت والمتحكمة في كل شيء وتعكر عليه حياته. لكن يا تري هل هذا هو السبب في تزايد نسب العنوسة بين البنات وارتفاع حالات الطلاق؟ تقول الدكتورة سامية خضر - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن الرجل في العصر الحالي هو نفسه الرجل في العصور الماضية يفضل الزواج من المرأة الجميلة ضعيفة الشخصية حتي لا تناقشه في قرارته وتكتفي بتنفيذها فقط فالرجل بطبيعته يحب أن يكون هو المسيطر والمتحكم في المرأة وأمور البيت بصفة عامة لذلك ارتفعت نسبة العنوسة في السنوات الماضية بعد أن أصبحت فتاة هذه الأيام مختلفة عن فتاة الزمن الماضي وأصبح لها شخصية وتتمتع بقدر كبير من الذكاء بالإضافة إلي حصولها علي مستويات عالية من التعليم كما أصبحت تتعامل مع الرجل بندية وترفض أن يكون الرجل "سي السيد" في البيت يأمر فيطاع بل تناقشه في كل قراراته وفي أحيان كثيرة ترفض هذه القرارات وتصر علي تنفيذ طلباتها!! أضافت د. سامية أن الذي ساعد علي ذلك أن كثير من الفتيات المعاصرات أصبحن يجدن التعامل مع الوسائل التقنية الحديثة مثل الكمبيوتر والإنترنت وغيرها وبالتالي أصبحن علي درجة عالية من البحث والمعرفة. وتتفق معها في الرأي الدكتورة نادية حليم - استاذة علم الاجتماع ورئيس مركز بحوث المرأة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية - مؤكدة علي أن الشاب الواعي هو الذي يبحث عن المرأة الذكية قوية الشخصية حتي تكون قادرة علي تربية أولاده بصورة جيدة. أضافت أن الرجل الذي يبحث عن المرأة الأقل ذكاء وضعيفة الشخصية هو رجل مريض نفسياً لأنه يسعي إلي السيطرة ولا يهمه غير نفسه ولا يشعر بالتطور الذي حدث بالمجتمع وفي العالم كله. وتنصح د. نادية كل فتاة بعدم التخلي عن شخصيتها القوية حتي وإن كانت علي وشك العنوسة وأن تكون واثقة من نفسها بحيث لا تفتح مجالاً للمشاكل الزوجية الناتجة من الغيرة والشك وأن تكون ذكية في تصرفاتها مستقلة برأيها وفكرها فلا تسمح لأحد بالتدخل في حياتها بشكل سلبي فتمنع بذلك التدخلات الهدامة. وتري الدكتورة نهلة أمين - استشاري علم النفس ورئيس جمعية سبيل الرشاد: أن الزواج الذي يلجأ إلي الاقتران بالزوجة الأقل ذكاء يجب أن يكون هو المسيطر القوي الذي يتحكم في المرأة ويخضعها لكل مطالبه مشيرة إلي أن هناك نسبة قليلة من الرجال تعتبر الزوجة الذكية القوية بشخصيتها عاملاً مساعداً لهم في التقدم إلي الأمام في العمل والحياة الاجتماعية وتربية الأبناء فهي مكملة لهم وليست متحدية لرجولتهم. تؤكد علي ضرورة أن يقبل الرجل المرأة كما هي وأن التفاهم وتقارب وجهات النظر هو ما يجعل الحياة أكثر سلامة بغض النظر عن ضعف أو قوة الشخصية مشيرة إلي أن البيئة لها دور كبير في ذلك فالرجل الذي ينشأ في بيئة مستواها الثقافي والاجتماعي محدود يتأثر بهذه البيئة ويفضل السير علي درب أجداده الذين كانوا يتحكمون في المرأة أما الرجل الذي ينشأ في بيئة مثقفة ذات مستوي اجتماعي مرتفع فإنه يحترم المرأة ويقدرها ويفضل أن تكون ذكية وقوية الشخصية. تؤكد د. نهلة أنه إذا كانت المرأة ضعيفة الشخصية وقليلة الذكاء فإن الأبناء هم الذين سيدفعون الثمن في النهاية. يؤكد الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم - أستاذ الطب النفسي: أن الزوج الذي يلجأ إلي الزوجة الأقل ذكاءاً هو رجل يبحث عن السيطرة ويفضل المرأة الجميلة فقط حتي لو كانت غبية مشيراً إلي أن الكثير من فتيات هذه الأيام يبحثن عن القوة والحماية حتي ولو كانت علي مستوي عال من التعليم فهي تفضل أن تعيش في "كنف" رجل يوفر لها الحماية مهما كان ثرائها وجمالها ومركزها الاجتماعي. أشار إلي أن هذا التطور خاطئ ولن يوفر لها الحماية لأنه بمرور الوقت سيبدأ الرجل في ضرب زوجته عندما تخالف أي قرار يصدره وكما أن الاطفال يصبحون أكثر انطواء وبلا شخصية!! تضيف الدكتورة مروة عبداللطيف - استشاري علم النفس والحماية الأسرية: أن هناك العديد من السيدات واللاتي يترددن علي العيادة وبنسبة تصل إلي حوالي 30% من السيدات يعانين بشكل كبير للغاية من ضعف الشخصية والتي بلغت ذروتها تحت وصاية الرجل.. فهو المسيطر علي جميع مشاكلها وحياتها حتي مع أهلها قد يمنعها عن زيارتهم أو يحرمها من مصروف خاص كعقاب لها.. حتي في حالة ضربه لها لا تستطيع أن تتحدث مع أهلها عن مشاكلها.. بالرغم من أن هؤلاء السيدات علي جانب كبير من الثراء.. وأن مثل هذه الحالات حتي لا تستطيع الخلع أو الطلاق.. ولكن في مثل هذه الحالات أطلب الجلوس مع الزوج كي أعرف حقيقة هذه الأمور ولابد من معالجة الزوج ايضا نفسياً. أشارت إلي أن هناك كثير من الأزواج تربوا علي عقيدة واحدة وهي السمع والطاعة دون مناقشة وأن أمهاتهم كانت تتعرض للضرب من قبل أبائهم فتصبح عقدة متوارثة في علم النفس.. وهي تعتبر نوع من "الانتقام النفسي".. ولا يتضح ذلك أثناء الخطوبة.. ولكن بعد فترة من الزواج.. لأن هذه العقد كامنة في ذاتهم.. ولابد من ممارستها. أضافت أن هؤلاء الأزواج يعتبروا أسوياء ولكن لابد من معالجة هذه العقد النفسية بالطب النفسي.. حتي لا تصبح سمة للشخصية وتنتقل للآخرين من الأبناء. والتقينا مع عدد من السيدات اللاتي يترددن علي العيادات النفسية بسبب ضعف الشخصية وما يترتب عليه من أزمات! تقول نادية. ش. م - حاصلة علي بكالوريوس تجارة: تزوجت منذ أكثر من 10 أعوام وزوجي رجل أعمال في مجال الملابس الجاهزة.. وأنجبت خلال هذه الفترة طفلاً واحداً وهو في الصف الخامس الابتدائي.. ولكن بعد فترة ترجع لأكثر من 4 سنوات أصبح زوجي إنسان غريب أي إنسان آخر.. لا يفضل مناقشتي في أي شيء وفي أمور ابني.. ودائماً يثير البلبلة داخل نفوسنا سواء لي أو لطفلي بدون أي أسباب وأصبح مسيطراً بشكل كبير.. لم أكن أتوقع أن تصبح هذه الحياة مع إنسان مثقف وميسور الحال. وتقول مها. ع. أ - ربة منزل: تزوجت منذ 20 عاماً.. وأنجبت أولاداً وزوجي مهندس ديكور.. ولكن كنت أعلم قبل زواجي به أن والده رجل لا يفضل المناقشة مع زوجته التي هي حماتي.. وكانت تردد دائماً ياريت ابني يكون مثل أبيه وبالفعل غرست داخله هذه السمات الشريرة.. ولكنني تحملت من أجل أبنائي حتي تزوجوا الآن وتركوني.. ولم أعد أحتمل هذه الحياة فهو يحدد إقامتي داخل البيت عدم زيارة أهلي سواء إخواتي أو أقاربي.. وزيارة أبنائي إلا بعد موافقته وهكذا!! أضافت كنت في بداية حياتي أتحمل هذه النوعية من الحياة.. ولكن الآن لجأت للطبيبة النفسية لكي أخرج من هذه الأزمة وأتردد عليها أثناء حصولي علي موافقته لزيارة والدتي وانتهز هذه الفرصة وأذهب للطبيبة لحل هذه المشكلة. تقول سها. ع. م - مدرسة لغة عربية بإحدي المدارس الخاصة: حصلت علي الخلع بعد زواج دام 12 عاماً.. حيث كان زوجي يعتقد أنني ضعيفة الشخصية لكي يسيطر علي جميع تفاصيل حياتي وهو موظف بمركز مرموق ولكنني استطاعت في بداية حياتي أن أتنازل عن أشياء عديدة ومنها تحكمه وسيطرته في حياتي لا خروج ولا ذهاب لأهلي إلا بإذنه لا أتكلم مع صديقاتي أو جيراني إلا بإذنه.. وهكذا استمرت الحياة طيلة ال 12 عاماً.. ولكنني أخيراً قررت الانفصال.