من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد وفي هذه الأيام حيث تكثر حوادث القتل نستطيع أن نقول: من لم يمت بيد الإرهاب مات بيد الإهمال.. تنفجر سيارة مفخخة أمام مبني المخابرات بالإسماعيلية فيصاب 6 من رجال أمن المبني.. ومن قبل عدة أسابيع انفجرت سيارة مفخخة في مبني المخابرات بالعريش فأوقع قتلي وجرحي.. ولم نتعلم!! وفي طريق العريش يصاب 3 جنوب في هجوم إرهابي أثناء نقلهم بحافلات علي الطريق. وهي جريمة تتكرر كل عدة أيام. ولم نتوصل إلي طريقة تقضي علي هذه الأعمال الإجرامية وإن كانت الضربات التي وجهتها قوات الجيش والشرطة إلي منابع الإرهاب في شمال سيناء قد أوهنت من قدراته كثيراً. ونحن علي رجاء أن تختفي هذه الأعمال الإرهابية تماماً ويعود الأمن إلي المنطقة. لكن الإرهاب ليس هو المشكلة الوحيدة التي تؤرقنا.. فهناك الإهمال واللامبالاة وعدم تقدير المسئولية والتصرفات الرعناء التي لا يقل مردودها في مجال الأمن عن مردود الإرهاب. كم من حوادث طرق بشعة وقعت علي طرق المناطق السياحية خاصة في نطاق محافظة البحر الأحمر ومحافظة جنوبسيناء. وكان الضحايا بالعشرات من السائحين.. وبالأمس فقط لقي 5 سائحين مصرعهم وأصيب 25 آخرون انقلب بهم أتوبيس سياحي في شرم الشيخ. هنا نتساءل: ما هو أثر هذا الحادث وامثاله علي القطاع السياحي في مصر؟ لاشك أن رد فعله في الدول المصدرة للسياح سيكون سيئاً.. و لسان حال المسئولين عن السياحة في هذه الدول يقول: ألا تكفي العمليات الإرهابية التي تشيع الخوف في مصر وإمكان وصولها إلي السائحين الأجانب.. فنفاجأ أيضاً بتلك الحوادث البشعة التي غالباً ما يكون سببها السرعة الجنونية.. أو وجود خلل في الأتوبيسات السياحية. أو في الطرق التي تسلكها السيارات أو نتيجة لأخطاء سائقين آخرين خاصة سائقي النقل الثقيل. الأمن بمفهومه الشامل في حاجة إلي استراتيجية جديدة علي مستوي مصر كلها. أولاً: لابد أن يحذر جنودنا من غدر الإرهابيين الذين يقتلونهم غدراً وخسة ثم يهربون تحت جنح الظلام أو في وسط الزحام.. خاصة أن أعداء هؤلاء الجنود لا يستطيعون مواجهتهم في حرب علنية وجهاً لوجه. ثانياً: لابد من الاستفادة من الأسلوب الذي يلجأ إليه الإرهابيون والطريقة التي يختبئون بها عن الأعين حتي يمكن تلافيها ومنع تكرارها. ثالثاً: لابد من إجراءات رادعة للسائقين المتسببين في هذه الحوادث وقيام إدارة الطرق السريعة بالكشف عن مواطن الخلل فيها وعلاجها. رابعاً: لقد سبق أن طالبت في مقال سابق بضرورة ضبط الدراجات البخارية التي تمرح بشوارعنا بحرية تامة.. خاصة تلك التي لا تحمل أية لوحات مرورية.. ونتيجة لعدم حسم هذه الظاهرة كان لابد أن يقع مثل تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها عدد من القتلي والجرحي الليلة الماضية أمام كنيسة بالوراق حيث اطلق إرهابيان النيران علي حفل زفاف بالكنيسة ثم فرا هاربين علي دراجة بخارية.