العالم يحبس أنفاسه الآن وكل العيون والأفئدة مركزة علي سوريا.. هناك "متفائلون" يحلمون بعدم ضربها. وهناك "واقعيون" يرون أنها ستضرب حتماً بين لحظة وأخري.. فقد "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان" ولدينا أسباب وشواهد علي هذا المصير المحتوم. أول سبب هو المخطط الأمريكي الذي تحشد واشنطن في تنفيذه "عرائس الماريونيت" الأوروبية والإقليمية كغطاء دولي هو أشبه بورقة التوت الشفافة التي لا تداري سوءاتهم.. ويستهدف هذا المخطط تفتيت الدول العربية واحدة تلو الأخري لضمان أمن إسرائيل من ناحية والسيطرة علي ثروات هذه الدول خاصة النفطية من ناحية أخري. ثاني الأسباب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآن مثل "الأسد الجريح" وفي موقف حرج ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرامة مفقودة ونفوذ يضيع أمام عينيه ومستقبل سياسي يتبدد بعد أن تسبب عقب ثورة 30 يونيه في فضح ووأد المشروع الأمريكي في المنطقة الذي توارثه الرؤساء الأمريكان علي مدار عقود نتيجة مساندته "العمياء" للإخوان.. ثم معالجاته "العوراء" و"الحمقاء" لفشلهم وقلة حيلتهم. أما الشواهد فهي تفضح نفسها.. بدأت في إطار المخطط بالعراق في بلطجة أمريكية لا مثيل لها ونجح المخطط في أهدافه بالقضاء علي الجيش العراقي القوي وتقسيم أرض الرافدين حيث أصبح الشمال العراقي "دولة كردية" مستقلة فعلياً وإن كانت ضمن الكونفدرالية شكلاً. تلي ذلك السودان عمقنا الاستراتيجي التي أصبحت حتي الآن دولتين شمالية وجنوبية.. والمخطط للشمال أن ينقسم إلي 3 دول: سنية شرقاً ودارفور غرباً ونوبية شمالاً. الخطوة الثالثة كانت ثورات الربيع العربي التي اختطفتها أمريكا وساندت الإخوان لركوبها وحكم بلادها مقابل تفتيتها إلي دويلات ونزع سيناء لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين يحل قضيتهم أو بمعني أصح ينفسها نسفاً.. وبالفعل سقط اليمن في يد الإخوان وهو علي وشك أن يصبح دولتين كما كان زمان. وسقطت تونس. ومن بعدها ليبيا التي تم تقسيمها بشكل غير رسمي إلي دولة شرقية "بنغازي" وأخري غربية "طرابلس" وسيلحق بهما الجنوب ليكون الدولة الثالثة.. ثم كانت مصر إلا أن ثورة يونيه أحبطت المخطط الأمريكي الصهيوني التركي قبل أيام من فصل سيناء.. والآن الدور علي سوريا وبنفس مؤامرة العراق. صحيح إن صدام حسين كان ديكتاتوراً غاشماً وقاتلاً ومستبداً إلا أن طريقة أزاحته بزعم وجود "نووي" لديه لم يكن من أجل عيون أطفال العراق أو الأكراد أو الشيعة ولكن تنفيذاً للمخطط الذي أشرنا إليه. وصحيح أيضاً أن بشار الأسد ديكتاتور غاشم وقاتل ومستبد إلا أن ضربه اليوم أو غداً بحجة إطلاقه "الكيماوي" علي شعبه لن يكون من أجل عيون الشعب السوري بل تنفيذاً لذات المخطط.. وطبعاً فإن المفتشين "العملاء" سيدينون بشار حتي ولو كان بريئاً من هذه التهمة وستضرب سوريا بالصواريخ من البحر والمقاتلات من القواعد التركية ومطاردات إسرائيل والبوارج البريطانية والألمانية.. بل ستشارك قطر في "الزفة" كما فعلت في ليبيا. من المؤكد أن أمريكا وأذيالها لن ينسوا لمصر ودول الخليج موقفها منها.. ولذا.. علينا أن ننتبه ونستعد من الآن عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.. والأهم شعبياً.. ولا نترك الأمور للصدفة أو رد الفعل.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كيد الكائدين وتآمر المتآمرين.. آمين