أقول للأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر الذي احترمه وأقدره إننا كصحفيين نريد أن ننزع عن أنفسنا روح الأثرة التي اتبعتها جماعة الإخوان في الاستحواذ علي كل المناصب. ونربأ بأنفسنا عن روح الانتقام والتشفي خاصة أننا أسرة عرفت بالتماسك والوقوف في وجه أي سلطة تريد أن تطويها تحت جناحها. تاريخ نقابة الصحفيين تاريخ مشرف.. والنقابة ليست هي مجلس الإدارة فقط وإنما النقابة تعني جمعيتها العمومية التي تضم كل الصحفيين علي اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم. لا نريد- يا أستاذ سلماوي- أن نلعب لعبة الكراسي الموسيقية فيما يختص بمناصب رؤساء تحرير الصحف القومية ورؤساء مجالس إدارتها فإذا كان الإخوان قد لعبوا هذه اللعبة المستهجنة فلا يصح أبداً أن نسير علي دربهم وننهج نهجهم.. وليس كل من تولي منصباً قيادياً في هذه الصحف ينتمي إلي جماعة الإخوان.. والدليل أن الغالبية من رؤساء التحرير الحاليين فتحوا صحفهم للرأي والرأي الآخر ووازنوا فيما نشروه بين ما هو مع أو ضد الجماعة وكم من مقالات اتسمت بأسلوب حاد ضد الجماعة وسمحوا بنشرها دون أي حساسية اللهم إلا المقالات التي كانت تحمل في ألفاظها ومضمونها سباً وقذفاً يقع تحت طائلة القانون. وسوف أضرب مثلاً.. فالزميل الأستاذ مؤمن الهباء رئيس تحرير "المساء" يعلم يقيناً أنني ضد جماعة الإخوان في سياساتهم بل وفي سلوكهم ويعلم أنني أهاجمهم يومياً في مقالاتي.. ومع ذلك فلم يكن يقرأ مقالاً لي قبل النشر بل كان حريصاً علي قراءته بعد صدور الجريدة وطرحها في السوق.. وكانت المقالات المعارضة أضعاف المقالات المؤيدة. وللحقيقة أيضاً فإن الزميل الأستاذ جمال أبوبيه رئيس التحرير السابق كان ينهج نفس السياسة والأسلوب.. ولم يناقشني أي منهما في أي مقال كتبته احتراماً للرأي الآخر. من هنا.. أقول إن تصريح الأخ الأستاذ محمد سلماوي بأن المهمة الأولي التي ستكون أمام المجلس في اجتماعه بعد العيد هي اختيار رؤساء التحرير للصحف القومية ورؤساء مجالس إدارتها الجدد بدلاً من الذين تم اختيارهم في ظل حكم الإخوان.. هذا التصريح يحمل في طياته روح التشفي والانتقام التي أغضبتنا من تصرفات الإخوان فيما يخص المناصب القيادية في الدولة التي أرادوا إحكام قبضتهم عليها.. ولا نريد أن نكرر نفس أسلوبهم. الزملاء رؤساء التحرير الحاليون محترمون وأدوا واجبهم بأمانة في الفترة السابقة مراعين أنها صحافة قومية منفتحة علي كل الآراء علي عكس ما كان يحدث في عهد مبارك.. ومازالوا يؤدون واجبهم بأمانة رغم الظروف الصعبة والأجواء غير المواتية التي يعملون فيها. يا أستاذ سلماوي إن كثرة التغيير والتبديل في المناصب القيادية بالصحف القومية يحدث بلبلة ويؤدي إلي اضطراب سياساتها التحريرية.. والموجودون الآن علي رأس هذه الصحف لم يكملوا عاما واحداً.. والتغيير لمجرد التغيير لا يصب في مصلحة هذه الإصدارات لأنها تتعرض لتقلبات تؤثر علي مصداقيتها لدي القراء. يا أستاذ سلماوي.. أولي بالمجلس الأعلي للصحافة الجديد أن يركز تركيزاً عالياً في الفترة القادمة في الطريقة والوسيلة التي تنهض بهذه المؤسسات التي أصبحت علي وشك الانهيار حقيقة وليس مبالغة.. المرتبات لا تتوفر إلا بصعوبة بالغة والحوافز موجودة علي الورق فقط ولا يوجد لها أي اعتمادات.. والعاملون تسيطر عليهم روح الغضب الشديد.. والخشية كل الخشية أن تحدث حالة انفجار في أي وقت. دعني أسألك بصراحة يا أستاذ سلماوي: هل هناك ترتيبات أو وعود لأشخاص بعينهم لإحلالهم محل رؤساء التحرير الحاليين.. كل ما نرجوه أن تتمهلوا بدلاً من التسرع في هز الأوضاع في هذه المؤسسات. ودعني أكرر مرة أخري: ليس المهم في هذه الفترة تغيير القيادات.. وإنما الأهم تعويم هذه المؤسسات التي تغرق بالفعل ولا أقول أوشكت علي الغرق. فلنكن جميعاً علي قدر المسئولية.. ولننزع من نفوسنا روح الانتقام.. وقد سبق أن قلتها لجماعة الإخوان عندما تصرفت بروح انتقامية غير مبررة.. وأرجو ألا يفهم كلامي علي محمل آخر لا أرتضيه لنفسي.