شهدت المؤسسات الصحفية القومية بعض التغيرات في السياسة التحريرية مع بدء عمل رؤساء التحرير الجدد ، و جاء على رأس تلك الجرائد جريدة الأهرام بعد أن تم منع بعض كتاب مقالات الرأي من نشر مقالاتهم على صفحات الجريدة ، و منهم ثروت الخرباوى (القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين) ، و الذي إعتاد القراء على مقالاته المهاجمة لقيادات جماعة الإخوان ، و المنتقدة ليساستهم في إدارة شئون البلاد ، و كذلك وقف باب "المائة يوم من وعود الرئيس" ، بعد صدور قرار من عبدالناصر سلامة (رئيس التحرير) بذلك دون إبداء أي أسباب لقراره. إلغاء مقال ثروت الخرباوى دفع الصحفيين العاملين داخل الجريدة لإتهام رئيس التحرير بمحاولة مجاملة جماعة الإخوان المسلمين التي رشحته لتولي منصبة ، خاصة و أنها هي المسيطرة على مجلس الشورى الذي جاء به لكرسي رئاسة التحرير ، مشيرين إلى أن منع المقال من النشر يعد بداية لسياسة تكميم الأفواه ، و منع إنتقاد أخطاء السلطة السياسية على صفحات الجريدة ، و إستمرارا لتبعية الجرائد القومية لمؤسسة الرئاسة و الحكومة. و أثار قرار رئيس تحرير الأهرام بإلغاء باب "مائة يوم من الوعود الرئاسية" الذي بدأ العد التنازلي للقضايا الخمس "الوقود والخبز والأمن والمرور والقمامة" التي وعد الرئيس محمد مرسي بحلها خلال المائة يوم الأولى لتوليه المسئولية ، إستياء الصحفيين العاملين داخل الجريدة ، و ذلك بعدد تردد أنباء عن أن قرار الإلغاء يعود لموقف رئيس التحرير الشخصي من الزملاء المشرفين على الباب، وخاصة من شارك في الوقفة الاحتجاجية أمام مكتبه بالدور الرابع، وفي أقاويل أخرى بناء على طلب من حزب "الحرية والعدالة". و أكد الصحفيون المعتصمون داخل مبنى الأهرام على أنهم مستمرون في إجرائتهم القضائية ضد رئيس التحرير الجديد ، من خلال رفع قضية أمام القضاء الإداري بعدم أحقيته في تولي منصب رئيس التحرير بسبب عدم إنطباق أحد معايير مجلس الشورى عليه ، و هو قضائة عشرة سنوات متصلة داخل المؤسسة ، مشيرين إلى أن رئيس التحرير الجديد يسعى حاليا لإعادة بعض الصحفيين التابعين لأسامة سرايا رئيس التحرير السابق ، و المحسوبين على النظام السابق ، خاصة في ظل تنافس كل من الزميل أحمد موسى و الزميل عبدالعظيم درويش على منصب مدير التحرير العام ، و الذي يرى البعض أنهم من الشخصيات المحسوبة على الأجهزة الأمنية ، مؤكدين على أن نجاح ذلك المخطط يؤكد إستمرار نفس سياسة و منهج النظام السابق في إدارة المؤسسات الصحفية القومية. في السياق ذاتة ناشد "اتحاد شباب صحفيي الأهرام" كل من خرج في ثورة 25 يناير الوقوف معهم ضد فرض رموز من النظام السابق على إدارة السياسة التحريرية للجريدة حتى لا تعود "الأهرام" للوراء مرة أخرى ، في ظل توارد أنباء عن تغييرات يتم خلالها تصعيد عدد من القيادات الصحفية المحسوبة على النظام السابق ، من بينهم الزملاء أحمد موسى، وعمرو عبد السميع، وعبد المحسن سلامة، وعبد العظيم الباسل، وعبد العظيم درويش، ومصطفى النجار، وجمال زايدة، وسعيد حلوى، ونجلاء ذكرى. من جانبه أكد ممدوح الولي (نقيب الصحفيين) على أنه يدعم بشكل كامل حرية الرأي و التعبير ، و يرفض ما تردد عن منع الكاتب ثروت الخرباوي من نشر مقالة بجريدة الأهرام ، و لكنه في الوقت ذاتة يرفض الحكم على تجربة رئيس تحرير تولى مهام منصبة منذ أيام معدودة ، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يكون المقال قد تم تأجيله و ليس إلغائة ، و وصف المهاجمين لرؤساء تحرير الصحف القومية الجدد ب"متصيدين الأخطاء" ، لأن من يحكم على تجربة من 48 ساعة ، لا يمكن أن يكون حكمة موضوعى. و طالب نقيب الصحفيين في تصريحات خاصة ل"الصباح" بإعطاء فرصة لرؤساء التحرير حتى يتمكنوا من مزاولة عملهم بعيدا عن الضغوط من جانب الصحفيين ، لان أي رئيس تحرير لا يستطيع أن يدير مؤسستة بتلك الطريقة ، التي لا تصلح لإدارة الجمعيات التعاونية.