شهد ميدان التحرير اقبالا كبيرا من المواطنين جاءوا للمشاركة في الاحتفال بمناسبة نجاح ثورة 25 يناير التي استمرت حتي ساعات متأخرة من الليل وتخلل فقرات غنائية لعدد من المطربين واستخدم المتظاهرون الألعاب النارية ورددوا الأغاني الوطنية التي تم تشغيلها عبر مكبرات الصوت والدي جي. أدي المشاركون - الذين قدروا بثلاثة ملايين - صلاة الجمعة في الميدان وأم الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي المصلين وهنأ القرضاوي الشعب المصري خلال خطبته بنجاح الثورة ودعا الشباب الي الحفاظ علي ثورتهم والحفاظ علي الأخوة التي جمعت بين أبناء مصر جميعاً محذرا اياهم ممن يدعو أنهم من أبناء الثورة وهم ليسوا كذلك. مضيفاً: "أود أن أقبل أيدي الشباب لأنهم رفعوا رؤوسنا بما صنعوا وضربوا للناس المثل العليا". طالب بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي حققوها مسلمين وأقباطاً حيث وقف المسيحي بجانب المسلم يداً واحدة منتصرين عما حاول السابقون علي حد قوله الترويج لما وصفه بالطائفية الملعونة. وجه القرضاوي التحية الي الجيش لدفاعه عن مطالب الثورة. مشددا علي ضرورة اقالة الحكومة الحالية التي شكلها الرئيس السابق حسني مبارك وتشكيل حكومة مدنية جديدة حيث قال "المصريون عندما يرون الحكومة الحالية يتذكرون القناصة والبغال والباطل". كما طالبه بالافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين مثنياً علي اللجنة التي شكلها لتعديل الدستور المصري برئاسة المستشار طارق البشري. وحث القرضاوي المتظاهرين والمعتصمين في أنحاء مصر إلي العودة للعمل وانهاء الاحتجاجات ووجه لهم رسالة قائلا "اصبروا قليلا وعليكم أن تؤمنوا الثورة بالعمل فلا يجوز لنا تأخير الاقتصاد المصري مطالبا المجلس الأعلي للقوات المسلحة بمحاورة المعتصمين وأصحاب المطالب وطمأنتهم فنحن في مرحلة البناء ومن حق المصريين ان يحصلوا علي حقوقهم كاملة. لكن علينا أن نصبر علي إخواننا في الجيش". وتمني القرضاوي ان يتم فتح المعابر بين مصر وفلسطين لانهاء فك الحصار عن الفلسطينيين كما تمني أن يصلي بالمسلمين في المسجد الأقصي. وطالب القرضاوي الحكام العرب جميعا بالاستجابة لمطالب شعوبهم حيث قال لهم: لا تكابروا ولا تقفوا أمام التاريخ فالعالم تغير وحاولوا ان تتفاهموا وتتحاوروا مع شبابكم للعمل البناء. يأتي هذا فيما اصدر شباب الثورة عدداً من البيانات عبرت عن بعض الكيانات السياسية المختلفة التي شكلها شباب الثورة حيث طالب بيان مجموعة صوت الثورة بانهاء حالة الطوارئ حتي لا يسمح للشرطة بمواصلة سياسة الاعتقال العشوائي والحبس دون محاكمة والافراج عن المعتقلين السياسيين والقضاء علي الفساد الموجود في الوزارات واسترداد اموال الشعب المنهوبة من بنوك الدول الاجنبية واصدار دستور جديد يحقق المساواة بين جميع المواطنين وتأميم الشركات اتلتي اغلقها اصحابها في وجه العمال وتغيير قانون العمل الحالي. أشار البيان إلي انه يفضل صمود الشعب تم تحقيق الهدف الاول للثورة وتمت الاطاحة بالديكتاتور ولكن مازال هناك العديد من الأهداف لم تتحقق حتي الآن وعلي الشعب الاستفادة من وحدة وترابط الشعب خلال ايام الثورة. أكد بيان صادر عن ملتقي منظمات حقوق الانسان المستقلة علي ضرورة تشكيل هيئة مدنية تتولي زمام الامور لفترة انتقالية لمدة عام بالتعاون مع القوات المسلحة وتأجيل الانتخابات الرئاسية وان تتولي شخصية مدنية وزارة الداخلية وتشكيل هيئة مستقلة للرقابة علي عمل اجهزة الأمن وحل جهاز مباحث أمن الدولة باعتباره ركيزة الدولة البوليسية ضمن خطة متكاملة لاعادة بناء الجهاز الأمني واطلاق الحريات العامة.