أرفع راسك فوق فأنت مصري... هذا هو الهتاف الذي علت به الأصوات اليوم في ميدان التحرير للاحتفال بنجاح الثورة في جمعة الوفاء والاحتفال بالنصر... وشهد الميدان زحاماً لم يشهده من قبل... كما شهدت جمعة اليوم أول خطبة للشيخ القرضاوي في مصر منذ أكثر من 45 عاماً ... تصوير: أميرة عبد المنعم التوافد علي ميدان التحرير كان من ليلة أمس لدرجة منع سير السيارات في الميدان من منتصف الليل.. ومع مرور الساعات بدأ المشاركون في الاحتفال بالتوافد علي الميدان والجميع يهتف بالنصر.. حتي وصل الشيخ القرضاوي وسط حضور حاشد لدرجة أن الخروج من محطة مترو السادات كان بصعوبة شديدة.. كما أن الشوارع الجانبية في الميدان كانت مزدحمة علي آخرها .. فكان التحرك ببطء شديد.. كما كانت هناك حالات اغماء كثيرة من شدة التدافع...لدرجة أن هناك من كان يقف فوق اشارات المرور... " أيها المسلمون أيها الأقباط آيها المصريون جميعا " .. هذا ما بدأ به القرضاوي خطبته والتي كانت تحتوي علي رسائل وجهها إلي الشباب والشعب والحكومة بالحفاظ علي الوحدة الوطنية التي خلقتها الثورة والحفاظ علي الثورة نفسها، كما دعا الأقباط للاشتراك في سجدة الشكر، وطالب الجيش بحل الحكومه الحالية لأن من شكلها هو حسني مبارك والافراج عن المعتقلين السياسيين، وأكد علي أن الجيش المصري حمي الثورة وسيحقق مطالب الثورة ..كما وجه رساله للمعتصمين من كل الفئات وطالبهم بالصبر لأننا في مرحلة بناء، وآخر رسالة كانت موجهه للحكام العرب بعدم التكبر والتحاور مع الشباب، وكان دعاء القرضاوي بآن تتحرر كل الشعوب العربية من الظلم وأن يصلي في القدس بعد أن يتم تحريرها..وبعد الصلاة والتي أفتي القرضاوي فيها بأنه بسبب الزحام الشديد يجوز الصلاة علي كتف من يقف أمام أي مصلي.. هتف الجميع " القرضاوي شيخ الأزهر " . وبعد الصلاة بدأت الأغاني الوطنية وسط هتاف الجميع( ارفع راسك فوق أنت مصري) و(الشعب يريد اسقاط الفساد).. و تواجد المطرب حمزة نمره وغني مع الحاضرون النشيد الوطني..وكان هناك من يوزع بيان جماهير ثورة 25 يناير والتي كانت تؤكد أن الثورة مستمرة حتي الاستجابة الكامله لمطالب الشعب وهي: ?- إلغاء حالة الطواريء والافراج الفوري عن المعتقلين وعلي رأسهم الشيخ عمر عبد الرحمن والشيخ مصطفي حمزه ونحو 120 معتقلاً من شمال سيناء.? - تشكيل لجنة للتحقيق في جرائم وزارة الداخلية ومحاكمة الجناة? - حل حكومة الفريق أحمد شفيق وعدم تولي عمر سليمان لأي منصب? - تشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد حتي الانتخابات? - حرية تكوين الاحزاب علي أسس مدنية وبدون شروط .? - اصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية واجراء الانتخابات تحت مسؤلية هيئة مستقلة بعيدا عن وزارة الداخلية وتحت اشراف قضائي? . - إلغاد كافة المحاكمات الاستثنائية والمحاكمات العسكرية للمدنيين ? - سرعة اجراء الانتخابات وإقامة نظام ديموقراطي وتسليم السلطة إلي مدنيين وعودة الجيش إلي الثكنات? وقام عدد من الشخصيات العامة بإلقاء كلمة.. حيث طالبت ياسمين الخيام المصريين بالتماسك وقدمت التحية لشباب الثورة، أما وائل الابراشي فأكد أن ميدان التحرير هو سفينة نوح ومن يخرج من الميدان يتعرض للهلاك والفناء ، وأضاف قائلا أننا سنظل نأتي إلي الميدان حتي تتحقق جميع المطالب . وقال جورج اسحاق- المنسق السابق لحركة كفاية-: هذا يوم المصريين ولن يفرقنا أحد فنحن شعب واحد والذي صنع هذه الثورة هم دماء شهدائنا، أما النائب جمال زهران فقال: التغيير سيتحقق ولابد من محاكمة كل الفاسدين من بقايا الحزب الوطني، كما ذكر محمد البلتاجي- أحد المتحدثين باسم شباب ثورة 25 يناير- أن الاعتصامات لن تتوقف وأن الثورة مستمرة حتي تتحقق المطالب الباقية، وقال: نحن قادرون علي الاحتشاد بالملايين وقت الضرورة والقوات المسلحة يجب أن نستمع إليها وأن الرسالة وصلت للعالم كله... أكثر ما لفت الأنظار في هذا اليوم هو منع وائل غنيم من التواجد علي المنصة.. حيث رفض المنسق العام للمظاهرات بآن يتواجد وائل ليلقي كلمة مما أغضبه بشده وقام باخفاء وجهه بالعلم حتي لا يعرفه أحد وانصرف من وسط الناس ورفض التعليق وخرج من الميدان من ناحية باب اللوق ، ولم يعلق أحد من الحاضرين ولم يطالبه أحد بأن يتواجد معهم.. وتوالت الاحتفالات والهتافات بين الموجودين وآعلن شباب الثورة أن الجمعة القادمة سوف تشهد مليونية جديدة إذا لم تتحقق المطالب بدون أن يحددوا اسم الجمعة القادمة كما هو المعتاد منذ بداية الثورة ...
