الإعلامي عماد الدين أديب خصص حلقة كاملة من برنامجه "بهدوووء" للإجابة عن سؤال في الحب: هل تبادر المرأة بالكشف عن مشاعرها للرجل؟.. أم عليها أن تنتظر حتي يبدأ هو بهذه المصارحة؟؟ السؤال قديم قدم العلاقة بين الرجل والمرأة.. منذ بدأ الخليقة عندما غوت حواء آدم وخرجا معاً من الجنة. والإجابة مرتبطة بالزمان والمكان الذي يولد فيه الحب وتمارس العلاقة العاطفية.. فلكل زمان أحكامه وقواعده العامة. ولكل مكان نسق القيم المرتبطة بتقاليده واحكامه الشرعية والاجتماعية وأعرافه السائدة التي اتفق عامة الناس عليها. شكل العلاقة والطريقة لممارستها تختلف من مكان لمكان ومن ثقافة لأخري. ايضا تمثل وضعية المرأة في المجتمع الذي تعيش فيه عاملاً مؤثراً. فهذه الوضعية اما تمنحها الثقة بالذات أو تحرمها من الإحساس بالندية مع الرجل.. المرأة في مجتمعاتنا الشرقية لو بادرت بالاعتراف بالحب لكان ذلك انتقاصاً من قدرها. عوامل أخري تفرض نفسها علي أسلوب ممارسة العلاقة بين الرجل والمرأة. منها الطبقة الاجتماعية ومستوي التعليم والمرحلة السنية لطرفي العلاقة.. ومن العوامل الحاسمة. درجة حرارة الحالة العاطفية ومدي تأججها. فقد لا تصبر المرأة علي الانتظار حتي يصارحها الرجل. وتندفع للبوح عن مشاعرها. بناء الحلقة ودفة الحوار الممتد التي أمسك بها معد البرنامج ومقدمه راعي هذه الظروف المختلفة واستعان باثنين من الخبراء في المشاعر الإنسانية. وحرص أن يكونا من الجنسين. الدكتورة رشا سمير الأديبة والقصاصة والدكتور محمد مهدي أستاذ الطب النفسي. الدكتور محمد مهدي قدم أمثلة من زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وذكر نماذج لنساء امتلكن شجاعة المصارحة باتزان واحترام دون أن ينتقص ذلك من قدرهن وقال إن المرأة لديها لغة تستخدمها لايصال مشاعرها لا تعتمد بالضرورة علي البوح اللفظي. فقد تكون "النظرة" كاشفة أكثر من الكلام. وأشار إلي المحاذير التي تكبح مسألة المصارحة بالحب وهي: أولاً: "الرفض" حين تكون المشاعر من طرف واحد. ثم "الاستغلال" من قبل الرجل الذي يجد في ضعف المرأة فرصة لاصطيادها. وثالثاً: إساءة الظن بها والنظر إليها كإنسانة سهلة. وتري الدكتورة رشا أن المرأة بطبيعتها حذرة. ولا تهب للرجل حبها إلا بعد دراسة صامتة. وتعتقد أن المصارحة قد تنتقص من قدرها في المجتمعات الشرقية بينما المجتمعات الغربية لا تعرف هذا الفصل بين التفكير الذكوري والتفكير الأنثوي في أمور الحب. من الصعب أن تبادر المرأة بالاعتراف بحبها في المجتمعات الشرقية وأن كلمة "حب" أسهل كثيراً بالنسبة للرجل بينما تعني للمرأة أشياء كثيرة. ومع اختلاف الأزمنة وسرعة التطور في وسائل التواصل أصبح للغة الحب قواميس خاصة بمصطلحات جديدة. وفي الشرق حياء المرأة جزء من جمالها هكذا تؤكد الدكتورة رشا. والحب بالنسبة للرجل لا يعني بالضرورة الرغبة في الزواج بينما الحب عند المرأة هو الطريق الطبيعي الذي ينتهي بهذا الرباط المقدس. والمرأة السوية لا تقيم علاقة مع رجل لا تحبه بينما الحب عند الرجل مرادف للجنس. وذلك لأن احتياجه للجنس يسبق مشاعر الحب. وتختلف النظرة للمرأة المطلقة. وللفتاة العانس التي فاتها سن الزواج. وبالنسبة للأولي فإن النظرة إليها محفوفة بمخاطر المعتقدات الخاطئة في المجتمع الشرقي. وبالنسبة للثانية فالمغامرة والمبادرة بالبوح ربما تكون أسهل خصوصاً وأن لديها خبرة بالحياة ومخاوف أقل من موقف الأسرة. ويعتقد الدكتور مهدي أن المطلقة لديها مهارات أعلي وتستطيع أن تستخدم طرقاً لا تجعلها مضطرة للمصارحة بشكل مباشر ويري أن المرأة "أستاذة في العلاقات" بينما الرجل مشغول أكثر "بالإنجاز" أي بالتحقق من خلال النجاح المهني. ** ورأيي الشخصي المتواضع أن لكل علاقة عاطفية المناخ الخاص بها اجتماعياً ونفسياً ومادياً وايدولوجيا وثقافياً و"لوجستياً" إن صح التعبير في هذا السياق.. وأن هذا المناخ بمثابة "الحضانة" التي تحيي وتحتضن العلاقة الوليدة بمعني أن تمدها بالاكسجين أو تقطع عنها أسباب الحياة.. وبعد ذلك لا يهم من يبدأ بالمصارحة ومن يكاشف الآخر بحبه أولاً.