الاتفاق الذي أعلن عنه بين حسن حمدي رئيس النادي الأهلي ونظيره ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك حول أهمية وضع سقف أعلي لعقود لاعبي الكرة بقطبي اللعبة لمواجهة الأزمة المالية الطاحنة التي تواجهها الرياضة والبلاد منذ قيام ثورة يناير المجيدة وتوقف نشاط الكرة لمدة عام في أعقاب مجزرة استاد بورسعيد.. يعد هذا الاتفاق بمثابة خطوة مهمة ومصيرية وفاصلة في مستقبل الكرة المصرية لإنقاذ الأندية ومسيرة اللعبة من الانهيار.. في ظل حالة التراجع الاقتصادي الذي تعاني منه مصر المحروسة وإذا كان هذا هو الجانب الأهم في قضية عقود لاعبي الكرة التي فاقت الخيال في أرقامها بالمقارنة بمستوي معيشة الفرد و الدخول للمواطن.. فإننا داخل الأسرة الكروية طالما طالبنا منذ سنوات بضرورة وضع ميثاق شرف بين الأندية للتصدي لهذا الارتفاع الجنوني في عقود اللاعبين حتي أصبحت عقود بعض نجوم الناديين تتراوح ما بين 5 إلي 8 ملايين في الموسم الواحد بينما المنطق يتفق علي أن هذه العقود لا تتناسب أيضا علي أرض الواقع مع إمكانيات هؤلاء اللاعبين.. فالكل يتفق علي أن أقصي عقد لأكبر نجم لا يجب أن يزيد علي مليون جنيه في الموسم الواحد والباقي من ربع مليون حتي 750 ألف جنيه.. خاصة أن إيرادات الدوري والأندية لا تتناسب أيضًا مع تلك العقود الخيالية والملايين التي يحصل عليها لاعبو الكرة بينما لدينا علماء يتقاضون "ملاليم" رغم ما بذلوه من جهد مضني علي مدار سنوات عمرهم لتحصيل العلم في كافة التخصصات للنهوض بمجتمعهم وتطويره في مجالات الحياة المختلفة ولدينا شباب يصل عددهم بالملايين يعانون من البطالة.. وهذه الأوضاع المقلوبة في المجتمع تؤكد غياب العدالة الاجتماعية.. لذلك نحن ننتظر من قطبي الكرة ومعهما الجبلاية ضرورة وضع لائحة نقاط لعقود اللاعبين وتقسيمهم لفئات ما بين لاعب دولي وآخر في اللفريق الأول وفئة ثالثة للناشئ الصاعد للفريق الأول علي ألا يزيد عقد اللاعب الدولي في الفئة الأولي في تلك اللائحة الموحدة عن المليون جنيه في الموسم الواحد.. تزيد بمعدل 10% عن كل موسم يلعبه مع ناديه ولو نجح اتحاد الكرة مع عباس وحمدي في وضع تلك اللائحة الموحدة لعقود اللاعبين وسقف أعلي لهم كل حسب فئته ومستواه الفني والبدني فإن التاريخ لن ينسي هذا الإنجاز.. لأننا نعلم جميعا أن نظام الاحتراف في مصر تحول إلي نظام اغتراف اللاعب هو الوحيد المستفيد بينما باقي عناصر اللعبة خاسرون.. لأننا نطبق نظاما احترافياً فاسداً تتلاعب به حفنة من السماسرة والمدربين الفاسدين الذين سعوا لرفع عقود اللاعبين من أجل عمولاتهم حتي تحولت الكرة المصرية لمنظومة فساد كبري وكابوس مخيف يهدد مستقبل الأندية واللعبة الشعبية الأولي بالانهيار .