أثارت أسعار وعقود احتراف نجوم كرة القدم حفيظة شباب الثورة بعد أن سمعوا عن تلك الأرقام الاستفزازية التي يحصل عليها نجوم الكرة في أندية القمة أو غيرها ومقابل ذلك لا يجد قطاع كبير من الشباب فرص عمل مناسبة تساعدهم علي تلبية متطلبات حياتهم اليومية في ظل الظروف المعيشية الصعبة. تزداد الأسعار بين قطبي كرة القدم في مصر الأهلي والزمالك عن أي ناد آخر وبدأت تزيد أو ترتفع أكثر في نادي الزمالك، حيث يحصل «أحمد حسام» «ميدو» مهاجم الفريق علي ستة ملايين جنيه في الموسم وتزداد كل عام ربع مليون جنيه ،وهو الأمر الذي يرهق خزينة النادي بشكل كبير، ويكثف مجلس إدارة النادي بحثه عن ممول لجزء كبير من الصفقة ولكن دون جدوي. بينما يصل ما يتقاضاه «عمرو زكي» مهاجم الزمالك في الموسم «خمسة» ملايين ونصف المليون جنيه حيث يعتبره قادة القلعة البيضاء المهاجم الأول في مصر، بالإضافة إلي أنه أسهم في دعم خزينة النادي حيث تمت إعارته إلي كل من ويجان اتلتيك وأيضاً «هال سيتي» ويستحق هذا المبلغ. وتأتي أزمة «شيكابالا» لتطل برأسها أمام مجلس إدارة الزمالك، حيث قام المجلس السابق برئاسة «ممدوح عباس» بإبرام عقد للاعب بقيمة ثمانية ملايين جنيه في الموسم وهو رقم لم يتقاضاه أي لاعب في مصر حتي الآن، وكأن الهدف من وراء ذلك إبقاء اللاعب داخل صفوف الفريق بأي طريقة لاسيما أن جماهير الفريق قد انتابها القلق من عدم توقيع اللاعب وجاء المجلس المعين برئاسة المستشار «جلال إبراهيم» ليفاجأ بالأرقام المهولة المطالب بدفعها للنجوم داخل القلعة البيضاء. ويعتمد مجلس إدارة الأهلي علي اسمه وشعبيته الجماهيرية العريضة في الحصول علي اللاعبين حيث يدفع مقابلاً مادياً كبيراً ولكنه يضع في اعتباره ما يمكن أن يحصل عليه اللاعب من قيمة إعلانات بسبب انضمامه للقلعة الحمراء. يقول «عدلي القيعي» مدير لجنة التسويق والاستثمار إن النادي مستدرج إلي دفع أرقام كبيرة للاعبين نتيجة قيام بعض الأندية بعرض أرقام خيالية للفوز بأفضل الصفقات دون مراعاة لما يمكن أن يسبب ذلك الكثير من الضرر لسوق الانتقالات في مصر، خاصة أن ذلك يتعب كثيراً ميزانيات الأندية وقد يؤدي إلي إفلاسها. ويري «القيعي» أن وجود رابطة لأندية الدوري وقت تطبيق دوري المحترفين سيساهم في وجود «سقف» لأسعار اللاعبين، حيث ستتضح ملامح صورة أجور اللاعبين مقابل عقود احترافهم من خلال قيام الأندية بوضع ميزانية خاصة لكرة القدم وستقوم بالإفصاح عنها وعند وجود أسعار كبيرة للاعبين سيظهر ذلك بسهولة ويتم التعامل معها علي الفور وهي خطوة مهمة ستساعد في الحد من الارتفاع الجنوني لأسعار نجوم الكرة لأنه ليس من مصلحة أي ناد أن يشتري لاعبين بأسعار خيالية أو مبالغ فيها لاسيما أن لديهم التزامات أخري متعددة إلي جانب رواتب العاملين به والمدربين وخلافه، وكذلك بقية الألعاب الأخري التي ينفق عليها من خزينته. وعلي جانب آخر رحب المستشار جلال إبراهيم بضرورة وجود سقف لأندية الدوري العام في شراء وإبرام عقود احتراف مع اللاعبين، خاصة أن مجلس الإدارة يواجه أزمة حقيقية في دفع مستحقات اللاعبين ولاتزال الأزمة قائمة حتي الآن. وطالب أيضاً اتحاد الكرة بضرورة سن القوانين التي تحدد «سقفاً» لأسعار اللاعبين في الوقت الذي يجب تدخل الاتحاد في هذا الأمر، مشيراً إلي أن وجود هذا القانون سيدعم الأندية مادياً ويحفظ توازنها وفي نفس الوقت لن تشتعل أزمة الأسعار مرة أخري أو دون وجود مبرر لذلك، ولأنه في الوقت الحالي تعاني أندية الدوري من أزمات مالية كبيرة ومتلاحقة. وأكد المستشار «جلال إبراهيم» أنه ليس من مصلحة الزمالك أن ترتفع أسعار اللاعبين موضحا أن علي اتحاد الكرة أن يحارب جميع الطرق والأساليب التي من الممكن أن تستخدمها الأندية ومن ضمنها الدفع من تحت «الترابيزة» والذي كان ولايزال يحدث داخل أروقة أندية الدوري. ويري المهندس «نصر أبوالحسن» رئيس نادي الإسماعيلي أن أسعار اللاعبين ارتفعت بشكل رهيب ويقوم النادي ببيع أحد نجومه كل فترة من أجل الصرف علي بقية اللاعبين وهو الأمر الذي أثار غضب الجماهير في ظل عدم وجود تمويل من محبي النادي أو فائض يساعد في حل هذه الأزمة التي يواجهها مجلس الإدارة بصفة مستمرة. وأوضح «أبوالحسن» أنه تقدم بمشروع قانون لكل من المجلس القومي للرياضة واتحاد الكرة في وجود أندية الدوري يقضي بأن تحدد ميزانية لكل ناد للتعاقد مع اللاعبين ولا يجب أن يتخطاها وتكون موحدة علي كل أندية الدوري وقد لاقت الفكرة ترحيباً كبيراً من أغلب ممثلي الأندية ويبقي علي اتحاد الكرة تطبيق الفكرة حتي تنخفض أسعار اللاعبين المبالغ فيها وتتفرغ الأندية لبناء الناشئين الذين سيحدون من أسعار اللاعبين بشكل كبير.