من أصعب المشاكل التي تواجه الأندية المصرية الظاهرة الغريبة وهي الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين المصريين لدرجة أن أسعار اللاعبين وصلت إلي أرقام فلكية لم نعرفها منذ أن عرفت مصر لعبة كرة القدم مما جعل الأندية تشكو من أزمات مالية حادة وعدم وجود سيولة وهذا يجعل عدم وجود معايير في تقييم أسعار اللاعبين ونجد النجوم في الأندية الكبيرة أصحاب الشعبية والجماهيرية يفرضون شروطهم المالية للحصول علي أكبر عائد مادي. والنجوم الحاليون يعتبرون الملايين التي يحصلون عليها حقهم ورزق أولادهم.. وللأسف مجالس الإدارات ورجال الأعمال يدفعون تلك الملايين رغم الخسائر التي ترتكبها تلك الأندية بما فيها الأندية الكبيرة مثل الأهلي والزمالك فلو نظرنا إلي نادي الزمالك الذي يواجه أزمات مالية حادة لدرجة أن مجلس الإدارة المعين برئاسة نادي الزمالك طالب الأعضاء ومحبي النادي بأن يتبرعوا لحل الأزمة المالية.. فنجد أن عقود نجومه مرتفعة جدا.. في حين نجد النجم شيكابالا تم التجديد له في ظل مجلس الإدارة السابق مقابل 8 ملايين جنيه حتي لا يحترف في الخارج.. مماجعل زميله محمود فتح الله يماطل في التجديد مع النادي إلا بعد الموافقة علي شروطه المالية وهي 4 ملايين جنيه. ولو نظرنا إلي النادي الأهلي فإن سياسته لا تختلف كثيرا عن نادي الزمالك.. فنجد مسئولي القلعة الحمراء حاولوا بذل مجهود كبير لإقناع اللاعب عماد متعب مهاجم النادي الأهلي علي استكمال إحترافه مع نادي ستاندرليج البلجيكي ثم العودة إلي الأهلي ليحصل علي 5†ملايين جنيه في الموسم الواحد. والواضح أن لغة الأرقام الفلكية أصبحت هي المسيطرة علي تعاملات الأندية ولم تعد الحكاية مقصورة علي الأهلي والزمالك رغم أن بعض الأندية تتكالب علي الاحتفاظ بالنجوم الكبار وخطف نجوم الأندية الأخري مما شجع اللاعبين علي التلاعب بالمسئولين بالأندية وابتزازهم بعروض احتراف بعضها وهمية وأخري حقيقية بهدف ابتزاز المسئولين بالأندية وللأسف السماسرة يلعبون دورا مؤثرا في هذه اللعبة بهدف الحصول علي الملايين ويتبعون سياسة المماطلة والمراوغة علي جميع المسئولين بالأندية. فمثلا نجد بعض رجال الأعمال الذين يديرون الأندية يعملون علي إفساد صفقات الأندية خاصة الكبيرة مثل الأهلي والزمالك وعلي رأسهم كامل أبوعلي حيث يحاول إغراء نجوم تلك الأندية مثلما فعل مع محمد شوقي لاعب الأهلي.. وحسني عبدربه الذي طلب الملايين بسبب تدخل الأهلي والمصري ودودي الجباس ورغم ذلك فالعروض المالية التي عرضها عليهم لم تفلح لأنهم تلقوا عروضا أخري وبعضهم رأي الاستمرار في أنديتهم أصحاب الشهرة. لذلك طالب بعض رؤساء الأندية أن يكون هناك ميثاق شرف بين المسئولين بالأندية بعدم دفع الملايين من الجنيهات الخيالية للاعبي الكرة خاصة وإنها استفزت الشباب المصري. والغريب أن الأندية الصغيرة أصبحت تنافس الأندية الكبيرة في التعاقد مع النجوم الكبار مثل نادي المقاصة الذي يدفع الملايين .. من أين هذه المبالغ الضخمة. وللأسف إن بعض اللاعبين الذين يحصلون علي الملايين من أنديتهم في الموسم الحالي لا يستحقونها لأن مستواهم هبط بشكل واضح أمثال أبوتريكة وعمرو زكي. ووائل جمعة وجمال حمزة ولاعبين آخرين. وللأسف فإن الحاصلين علي الملايين من الجنيهات هم اللاعبون الكبار الخارجون عن نطاق الخدمة وتراجع مستواهم بشكل كبير ورغم ذلك فهم متمسكون بالاستمرار في الملاعب وأصبح لايهمهم الاشتراك في المباريات بقدر اهتمامهم بالاحتفاظ بالملايين التي يحصلون عليها بل إن بعضهم يجلسون علي دكة البدلاء ولا يشاركون في المباريات طوال الموسم إلا عدد قليل جدا ورغم ذلك تتمسك الأندية بهؤلاء اللاعبين. وكما تعاقد الأهلي مع اللاعب الموريتاني في دومينيك واسيلفا مهاجم الصفاقسي التونسي حيث حصل النادي التونسي علي 600 ألف دولار نظير منح الاستغناء عن اللاعب في حين يحصل دومينيك علي مبلغ 200 ألف دولار سنويا إلي مايقرب مليون ومائة ألف جنيه في الموسم ومدة عقده أربع مواسم ونصف. ونفس الشيء بالنسبة لحارس مرمي نادي الزمالك عبدالواحد السيد الذي كان يحصل علي مليون ونصف المليون جنيه طلب عبدالواحد 3 ملايين جنيه في العام. ولذلك لابد من المسئولين بالأندية إعادة حساباتها لأن ما يحدث يعتبر إهدار مال عام وإن ثورة ا لشعب ستكون لها ردود أفعال إيجابية داخل مجالس إدارة الأندية وضرورة فضح المخالفات المالية والإدارية .. وخا صة أن رائحة الفساد قد زادت عن الحدود وكشف أصحاب المصالح الشخصية.