شهدت الكرة الانجليزية خلال الشهر الماضي حادثتين قد تبدوان للكثرين انهما ليس علي علاقة بالكرة المصرية , ولكن بشيء من التفكير والتأمل سنجد ان هناك ارتباطا وثيقا بين ما حدث في انجلترا وما يحدث في الكرة المصرية , الا ان الفارق بين المسئولين الانجليز ونظرائهم المصريين , انهم في انجلترا يعترفون بالامر الواقع ويواجهونه , علي عكس ما يحدث في مصر , حيث نهوي , بل نحترف وضع رؤوسنا في الرمال . فقد فوجئت الاوساط الانجليزية بشكل عام والكروية بشكل خاص بالمفاجأة التي فجرها الاتحاد الانجليزي لكرة القدم , حيث فتح الاتحاد باب التحقيقات بشأن قضية العمولات خلال عمليات انتقالات اللاعبين , فقد اتهم " هاري ريدناب " المدير الفني لفريق بورتسموث بتقاضي عمولات وهو اتهام طال عدد من المدربين , ووصلت الحالات في الدوري الانجليزي بمختلف درجاته الي 25 حالة , لدرجة دفعت البوليس الانجليزي ... نعم " سكوتلاند يارد " للتدخل في القضية بأعتبارها قضية جنائية والقي القبض علي " ريدناب " لمدة يومين , وتم الافراج عنه بعد ان القي المدرب الانجليزي بالاتهام علي وكلاء اللاعبين .. ومازالت القضية هناك مستمرة !! ماذا لو قررنا في مصر مواجهة انفسنا وفتح هذا الملف الخطير ,, بالتأكيد سنجد مئات الحالات , والغريب ان اغلب المسئولين عن الكرة المصرية يعلمون مثل هذه المخالفات الاخلاقية , ولكنهم يأثرون السلامة والصمت بداعي عدم وجود شكاوي أو ادلة , ولا يخفي علي احد الواقعة التي فجرها هشام حنفي لاعب الاتحاد السكندري ضد مدربه الاسبوع الماضي وهي واقعة مثبتة بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك , الا ان الوسط الكروي سواء في نادي الاتحاد أو اتحاد كرة القدم أو المجلس القومي للرياضة قابلوا الامر بعدم المبالاه والصمت المريب , رغم ان ما اطلقه حنفي هو اتهام خطير يجب علي اصحاب الضمائر ان يتوقفوا عنده . الواقعة التي فجرها هشام حنفي ليست الواقعة الوحيدة أو الفريدة , بل ان هناك مدربين معروفين بالاسم في الاندية المصرية تطولهم اتهامات من هذه النوعية خاصة في موسمي الانتقالات – الصيفية والشتوية – ولا احد يتحدث , بل ان بعض مسئولي الاندية يعرفون ذلك ولا يحركون ساكنا , وهذا الصمت المريب من مسئولي الاندية والاتحاد تجاه هذا الفساد الاخلاقي والمادي يؤكد انه " مال سايب " وهو ما يجرنا للواقعة الثانية في الكرة الانجليزية . فقد خرج " جيري ساتكليف" وزير الرياضة الانجليزي الشهر الماضي بهجوم شديد وضاري علي الاندية الانجليزية المحترفة بسبب رواتب اللاعبين المحترفين وضرب مثالا ب " جون تيري " قائد فريق تشيلسي والمنتتخب الانجليزي الذي يتقاضي 130 الف جنية استرليني اسبوعيا , في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط دخل الفرد الانجليزي 2500 جنية شهريا , ثم كرر ساتكليف انتقاداته للاندية بسبب اسعار تذاكر المباريات التي زادت هذا الموسم بنسبة تتراوح مابين 11 – 13 % . بعد انتقادات الوزير الانجليزي ثارت ازمة في الاوساط الكروية الانجليزية , وتباينت ردود الافعال , فقد الذي رحبت فيه الجماهير الانجليزية بتلك الانتقادات , في الوقت الذي رفضت فيه الاندية انتقادات الوزير وردت عليه بهجوم مضاد وطالبته بعدم الالتفات للاندية علي اعتبار ان تلك الاندية تحقق مكاسب مالية كبيرة من وراء هؤلاء النجوم , وعليه الاهتمام بحل مشاكل الشعب الانجليزي مع حكومته , ثم تدخلت هيئات غير حكومية مثل اتحاد مشجعي نادي مانشستر يونايتد - الذي ينتمي اليه الوزير الانجليزي – وطالبت علي لسان نائب رئيسها " شون بونز" الحكومة بالمضي قدما في تناول هذا الامر الذي اثاره ساتكليف , ووضع ضوابط للتحكم في الارتفاع الكبير الذي تشهده الكرة الانجليزية في السنوات الاخيرة . تخيلوا .. في انجلترا الرأسمالية يطالبون بتدخل الحكومة للتحكم في اسعار الكرة الانجليزية , رغم ان هذه الاندية محترفة وليست ملكا للدولة , علي عكس ما يحدث في الكرة المصرية التي تشهد في السنوات الاخيرة حالة شديدة من الانفلات المادي والاخلاقي برغم ان الاندية حسب القانون مازالت ملك الدولة , مما يؤكد امها فعلا فوضي! , وهو ما يجب ان يدفع حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة لأعادة النظر في الكيان القانوني للاندية المصرية خاصة الكروية الشعبية منها , وهذا موضوع اخر !!