كان الله في عون جماهير وعشاق النادي الإسماعيلي.. فيروس الفوضي ضربه في مقتل وجعله يعيش علي صفيح ساخن جدا منذ قرابة شهرين.. ولا أحد يدري كيف سيخرج من هذ النفق المظلم سقط فيه بسبب الأزمة المالية والإدارية الطاحنة حتي اختلط الحابل بالنابل نجوم الفريق يريدون الرحيل من النادي والخزينة خاوية ورموز ورجال الأعمال وقيادات الرياضة في المحافظة ترفض تحمل مسئولياتها تجاه النادي ومجلس الإدارة المنتخب استقال.. والمعين هرب رئيسه وبات مستقبل هذا المجلس علي كف عفريت بعد أن تقدم رأفت عبدالعظيم باستقالته مما يعني ان الأزمة مازالت مستمرة. وتلك الصورة القاتمة تذكر أن قلعة الدراويش أحد اضلاع مثلث القمة للكرة المصرية تعيش كارثة.. وحتي يتم التوصل لحلول ولو مؤقتة والوصول بسفينة الاسماعيلي لبر الأمان فإن الدرس الذي يجب أن نخرج به لانقاذ أنديتنا الجماهيرية العريقة من الغرق مثلما يحدث للاسماعيلي هو ضرورة تدخل الدولة فورا ممثلة في المجلس القومي للرياضة باستصدار لوائح استثنائية تتيح للأندية تنمية مواردها واستعادة مستحقاتها المالية المتأخرة لدي التليفزيون والقنوات الفضائية والتي تصل إلي 54 مليونا وتسمح بإنشاء رابطة الأندية المحترفة لادارة مسابقة الدوري بما يضمن لها الحفاظ علي حقوقها المالية مستقبلا بما يؤهلها لامتلاك القدرة علي الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه لاعبيها المحترفين والعاملين بتلك الأندية ويجب أن تبدأ الاندية إلي التحول لشركات استثمار رياضي مساهمة علي غرار شركة نادي المقاصة.. أقول ذلك لأن سياسة "الترقيع" وشراء الخواطر التي تدار بها منظومة الكرة المصرية في ظل بلد تطبق نظام الاحتراف جعلها تعيش في مسلسل صراعات ومشاكل وأزمات ادارية ومالية مستمرة لا نهاية لها وأمامنا نادي الزمالك أحد قطبي الكرة والرياضة في مصر وأفريقيا يعيش هو الآخر بسبب تدهور اوضاع النادي المالية والتي انعكست علي الإدارة فدخل في نفق المظلم وتاه بين سلسلة من مجالس الإدارة المعينة والمنتخبة ولم يعرف الاستقرار والهدوء طريقه إلي جدارنه منذ سنوات طويلة.. فهل هذه رياضة.. وهل هذا احتراف الذي تنهار فيه الاندية وتخسر خلاله كل عناصر اللعبة واللاعب هو الفائز الوحيد لأنه يعرف جيدا انه يعمل لاعبا في ظل نظام الاغتراف.. وليس الاحتراف يتقاضي الملايين وهو لا يساوي سوي عشرات الآلاف ويهرب من ناديه ويفرض شروطه عليه ويقوم بابتزازه ولا أحد يحاسبه ولا لوائح تمنعه وتحمي الأندية ليبقي نظام الاحتراف في مصر هو أفشل نظام احتراف في الكرة ويستحق عن جدارة لقب نظام الاغتراف وهو نظام تنفرد به الكرة المصرية عن سائر أنظمة الاحتراف في العالم لأن اتحاد الكرة بها يعمل تحت شعار شراء الخواطر والمصالح الشخصية والمحسوبية والمجاملات وطظ في أي حاجة تانية". والمطلوب من الإسماعيلي كحل عاجل لمأساته بيع نجومه الثلاث عبدالله السعيد واحد سمير فرج وعمر جمال لانعاش خزينة النادي حتي لا يخسر فيهم الجلد والسقط عندما يحين يحيي موعد رحيلهم ببلاش مثلما حدث وسيحدث مع حسني عبدربه والذي أوشك علي الرحيل..