حذرت السفارة الأمريكية بالقاهرة رعاياها الموجودين في مصر بعدم السفر إلي مدن منطقة الدلتا أو مدن القناة إلا بموافقة ضابط أمن السفارة. طبعاً جاءت هذه التحذيرات بعد أن شهدت البلاد موجة من العنف غير المبرر وسقوط قتلي ومصابين.. والفوضي العارمة في كل الانحاء خاصة بعد اعتصامات واضرابات تم تنظيمها لضباط وأفراد الشرطة لتوفير الحماية لهم وقصر عملهم علي الأمن الجنائي دون السياسي.. ونتيجة لكل هذا فإن هناك اضطراباً شاملاً للسياحة وللسفر بصفة عامة.. وركوداً في حركة البيع والشراء علي كافة المستويات وفي كل الاتجاهات.. بصراحة لم نستطع حتي الآن احتواء أي أزمة من الأزمات التي تمر بها البلاد.. لا الأمن استقر وعادت الأمور إلي وضعها الطبيعي ولا الاختناقات المتكررة والمستفحلة في الوقود قد تم حلها بل ازدادت تعقيداً.. ولا الانفلات في الأسعار توقف بل استفحل واستشري.. أما أزمات المرور وتكدس السيارات في الشوارع.. فإنه يزداد ارتباكاً ويبدو أننا عجزنا عن القيام بأي حل.. وبهذه المناسبة اتذكر انني كتبت منذ أكثر من عشر سنوات أنبه إلي أن أزمة المرور ستزداد حدة مع مرور الوقت وشبهت هذا الأمر بما حدث في نيجيريا عندما بلغت سرعة السيارات خمسة كيلو مترات في الساعة.. وكذلك تكدس شوارع بانكوك بالسيارات.. وتساءلت يومها عن ضرورة ايجاد حل لهذه المشكلة المتوقعة.. ومن الطريف أنني عندما ذكرت اقتراحاً بأن يسمح بمرور السيارات ذات الرقم الفردي في يوم والزوجي في يوم آخر أن قال أحد المسئولين رداً علي ذلك بأن هناك من سيكون لديه رقمان أحدهما فردي والآخر زوجي!! المهم.. نتيجة لكل ذلك هل يمكن أن نتوقع حدوث انفراجة في عالم السياحة إلي بلادنا.. مهما فعل هشام زعزوع وزير السياحة من جهد وسفرياته التي لا معني لها لحضور المعارض السياحية العالمية بحجة الترويج والتنشيط في وقت لن يستمع إليه أحد لأنه لن يستطيع أن يغير من حقائق الوضع في مصر.. وبصراحة اقول انه أي كلام يردده البعض من أهمية الاشتراك في هذه المعارض للتأكيد أن مصر مازالت موجودة.. فهذا كلام فارغ يردده أصحاب المصالح الخاصة.. خصوصاً أن جلب السياح لا يأتي أبداً من خلال الجهاز الحكومي بل يأتون من خلال الجهد الذي يبذل في التسويق مع الاغراءات التي يقدمها صاحب الفندق أو المنتجع أو شركة السياحة.. وعلي العموم سافرت إلي شرم الشيخ في رحلة خاصة بعد أن أجلتها عدة مرات خوفاً من حدوث ما يعكر الصفو خاصة مانسمعه ونقرؤه عن حوادث غريبة.. أقربها ماكان بالأمس عندما تم خطف سائحين والحمد لله تم الافراج عنهما بعد ساعات من أيدي الخاطفين. شرم الشيخ مازالت بالطبع تعاني من قلة عدد السياح علي الرغم من وجود عدد محدود للغاية من الفنادق قد لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة فنادق بها نسبة الاشغال تصل إلي نحو 50% أو أكثر. وتساءلت: كيف يأتي هؤلاء السياح في ظل هذه الظروف قال لي هشام محمود وهو أحد خبراء الفنادق في جنوبسيناء إن هذه الطائرات التي تراها تهبط في مطار شرم الشيخ.. هي طائرات خاصة ببعض شركات السياحة العالمية التي لديها طائراتها الخاصة واتوبيساتها الخاصة.. وبعضها لها بعض فنادق في مصر.. والبعض الآخر يتعاقد مع فنادق أخري تعاقداً دائماً. وهؤلاء من مصلحتهم احضار السياح بأي عدد وبأي سعر حتي يستطيع الوفاء بالتزاماته المالية.. خاصة أنها شركات كبيرة. ولأن ضيوف شرم الشيخ من السياح هم في غالبيتهم من السياح الروس. فإن اتفاقهم خارج الفنادق ضعيف للغاية والمحلات التجارية والتي زادت بشكل ملحوظ أصبحت خاوية من الزبائن معظم الوقت.. ومن أين يأتي "الزباين" إذا كانوا مفلسين أو حالتهم المالية محدودة!! بصراحة أتمني أن يوجه وزير السياحة جهوده إلي تنمية وتطوير مدن المنتجعات مثل شرم الشيخ والغردقة.. أتمني أن يبحث عن وسيلة لانقاذ أصحاب المحلات التجارية من شبح الافلاس كما يقولون.. وايجاد وسائل لتشجيع السياحة الداخلية وبالتأكيد السياح المصريين أكثر فائدة من السياح المفلسين!!