* جاءني مرتبكاً متردداً.. كان معه صديقه الذي يماثله في العمر.. علي استحياء بدأ الحديث.. أقسم لك أنني أحببتها ومازلت ولكن هل تتغير طبيعة الحب؟ لقد جمعتني بها أشياء كثيرة القرابة التي بينناپفهي ابنة خالتي.. والحب الذي ربطنا منذ الطفولة وكبر معنا إلي أن صار حقيقة يتحدث بها الأهل وفجأة.. أفيق علي حقيقة تؤلمني وتكاد تعصفپبقلبي من كثرة التفكير.. هذه الحقيقة هي أنني أحبها مثل أختي!! فأنا شاب أبلغ من العمر 20 عاماً أحببت ابنة خالتي منذپأربع سنواتپأهلناپيعرفونپحقيقة مشاعرنا ويشجعونهاپوفي خلالپهذه الفترة حصلت علي دبلوم ووصلت للمرحلة الثانية بمعهد عال كان يعترض هذه العلاقة الجميلة كثير من الخلافات والاختلافات كنا نتجاوزها ونعبرها.. لقد كانت أسعد أيامي تلك التي نقضيها عندهم لأنها مقيمة في بلدة أخري غير القاهرة.. المشكلة أنني فجأة ودون مقدمات.. وجدت مشاعري تتغير تجاهها كان هذا الشعور يعذبني ودائماً أحاول أن أجد العذر الذي يبرر هذا الانصراف الذي ينتابني ويبعدني عنها.. حكيت لوالدي فوجدته يقول مجرد أوهام ولن نجد لك عروساً أفضل منها.. لدرجة أنه يريد خطبتهاپلي هذه الأيام.. ونحن ذاهبون لزيارتها بعدپفترة في اجازة نصف العام.. كان من المفروض أن يسعدني هذا الخبر غير أنني خشيت عليها مني.. بالفعل مشاعري تغيرت نحوها ولكنني لاأستطيع أن اغضبها ولا أن أوجه لها أي طعنة في مشاعرها فهي رقيقة بريئة وقريبتي.. لذلك لجأت إليك صدقيني ليس هناك أي علاقة حب أخري ولا أي فتاة غيرها في حياتي.. أرجوك هل هناك أي مبرر لما أنا فيه وهل أوافق علي الخطبة التي يعرضها علي أبي في هذا الشهر وقد يحدث مشاكل تضطرنا لفسخها بعد ذلك أم ماذا؟ "بدون توقيع" ** أريدپأن أوجه رسالة لكل الآباء أن يتركوا حرية الاختيار لأبنائهم.. فالمسألة متكررة مع الأسف.. ولدي أكثر من مشكلة لها نفس الملامح وأقول لهذا الشاب أنت علي صواب لقد بدأت العلاقة بينك وبين ابنة خالتك في سن المراهقة.. كان عمرك 16 عاماً وهي 15 عاماً.. والآن تقدم بكما السن حوالي ثلاث سنوات وطبيعي أن تتبدل المشاعر لقدپأحببتها بمشاعرك الخضراء وأنتما تتفتحان وقد يكون لعمق حبك لأسرتها نفسها تأثير عليك.. حبك لخالتك وأشياء كثيرة تتداخل وحبپابنة الخالة والعم والعمة من الأشياء شهيرة وسرعان ما يفيق الطرفان علي حقيقة أنهما كانا واهمين تصنيف نوع هذا الحب لأنه لا يعد وحب الأخت لأخيها والعكس أو حب التعودپوالعشرة وهنا أقول لك أن نضج مشاعرك شيء طبيعي ولا عيب فيك فهي الأخري ستنضجپمشاعرهاپوقد تكون تغيرت بالفعل ولكن هناك ضغوط عليهاپمثلك لأنك قريبها ولن يجدوا مثلك لابنتهم ولذلك فالاستمرار في هذه العلاقة ليسپمن قبيل الصواب.. ولا تعلم أن الصراحة هي أقصر الطرق وأيسرها.. حتي وإن كانت مرة أحياناً.. وعليك أن تصارح والدك بكل ما يدور داخلك تجاه ابنة الخالة. وهنا ارتاح الشاب الذي جاءني ليتأكد من موافقتي علي ما يجيش بداخلهپوشكرني وانصرف. وأقول للأهلپأنه من الرائع أن نكون اصدقاء لأولادنا ونبحر بهم بعيداً عن المشاكل وندعهم في مشوار حياتهم لنجنبهم بتجاربنا وخبراتنا صعاب هذه المرحلة وأن يكون رأينا للمشورة فقط وفي حالة الخطأ في التصرف أو التفكير نقومهم.. علينا أيضاً أن نتركهم ليعيشواپحياتهم وتجاربهم فقد سبق لنا وعشنا هذه الحياة وتلك التجارب وليس من العدل أن نحيا معهم لمجرد فرض الرأي والخبرة التي قد لا تتناسب مع ظروفهم ومثالاً علي ذلك مشكلة هذا الشاب والذي عرف أن ابنة خالته مجرد أخت يحبها ويقدرها ولكنه لايستطيع أن يكمل معها مشوار حياته. هذا الشاب يجب أن تحترم مشاعره فهو لم يكن لاهياً مع ابنة خالته ولكنه الحب البرئ الذي جمعهما والنضج العقلي هو الذي يغير مسار هذه العلاقة ومازالا صغيرين.. وقد تتغير الفتاة نفسها ونعلم بحكمة السنين طبيعة هذه المرحلة وبدلاً من مساعدتها.. نحاول توريطهما.. إن الزواج يحتاج لأشياء كثيرة غير الحب.. لتدعمه وتدعم ركائزه.. فلماذا لا نساعدهم علي وضوح الرؤية بدلاً من خداعهم بكلمات عفا عليها الزمن مثل لن نجد لك أفضل منها. الدنيا بخير وما أكثر أولادپوبنات الناس الطيبين. أيها الأب أترك لابنك الاختيار فمازال أمامه مشوار طويل من التجارب وقد لاپتكون معه فيه.. إن أفسدت عليه نقطة البداية واستعمال العقل فهو مازال يدرس وإن كان وحيداً ولن يؤدي الخدمة العسكرية فأمامه الحياة بمعاركها الطويلة فاصبر عليه وثق أنه يمتلك عقلاً سليماً وصحبة عاقلة وهذا ما لمسته بنفسي وأعتقد أن الفتاة وأهلها سيكونون متفاهمين والله الموفق.