وزيرة التضامن تشهد احتفالية تخرج طالبات كلية رمسيس للبنات    تأخر وصول الرحلات الأوروبية بسبب عطل سيبراني وتعليمات هامة للمسافرين    84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في غزة منذ فجر اليوم    أوروبا المخترقة.. مطار بروكسل يعلن إلغاء نصف الرحلات بسبب هجوم سيبرانى    عاجل- ضابطة أمريكية سابقة: واشنطن «خانت قطر» وما يحدث في غزة إبادة جماعية مكتملة الأركان    مودريتش يقود ميلان أمام أودينيزي في الدوري الإيطالي    فياريال يصعد للمركز الثالث بالدوري الإسباني بعد فوز مثير أمام أوساسونا    ناشئات اليد يهزمن أنجولا فى نصف نهائى بطولة أفريقيا    خريف 2025, الأرصاد تكشف عن المناطق المهددة ب السيول    سرقة الإسورة الذهبية.. الأعلى للآثار يكشف مفاجأة: معمل الترميم كان بلا كاميرات    هذا هو موعد عرض فيلم هيبتا 2 المناظرة الأخيرة    طليقة أحمد مكى ل"كلمة اخيرة": "هيفضل عندى أغلى من الياقوت.. وشوفت منه كل خير"    فؤاد عبد الواحد وأميمة طالب في حفل مشترك بالسعودية    سامسونج تطلق الدورة السابعة من برنامج «الابتكار» لتأهيل الشباب المصري رقمياً    كارول سماحة تفجر مفاجأة عن وفاة زوجها وليد مصطفى    «نور مكسور».. بداية مشوقة للحكاية الأخيرة من مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»    «تنسيقي محافظة الأقصر» يبحث استعدادات تنفيذ التجربة «صقر 162» لمجابهة الأزمات والكوارث    سوريا.. قسد تستهدف بقذائف الهاون محيط قرية شرق حلب    زمالك 2009 يهزم المقاولون العرب بهدف نظيف في بطولة الجمهورية    رئيس النواب الأمريكي يحذر من كارثة ستواجه بلاده مطلع أكتوبر المقبل    أنغام تطرح أحدث أغانيها بعنوان سيبتلى قلبى بتوقيع تامر حسين وعزيز الشافعى    اللواء إبراهيم هلال ل"الساعة 6": حل القضية الفلسطينية يحتاج قرارات مُلزمة    "فستان قصير وجريء".. مي عمر بإطلالة جريئة    مواقيت الصلاة اليوم السبت 20سبتمبر2025 في المنيا    عالم أزهري يوضح سبب ذكر سيدنا إبراهيم في التشهد    على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض هواوي كونكت 2025.. وزير الصحة يلتقي مسئولي «ميدبوت» للتعاون في تطوير التكنولوجيا الطبية والجراحة الروبوتية ( صور )    وزير الري يتفقد الموقف التنفيذي ل"مشروع تنمية جنوب الوادي" في أسوان    وزير فلسطيني سابق: إسرائيل لم تعد تتمتع بدعم حقيقي سوى من ترامب    بمشاركة رامي ربيعة.. «هاتريك» لابا كودجو يقود العين لاكتساح خورفكان بالدوري الإماراتي    نقابة "العلوم الصحية" تنظم حلقة نقاشية مع الخريجين والطلاب    تجديد حبس البلوجر محمد عبد العاطي 45 يوما لنشره فيديوهات خادشة للحياء    محمود محيي الدين: يجب أن يسير تطوير البنية التحتية التقليدية والرقمية جنبًا إلى جنب    غياب عربي عن القائمة.. تعرف على أكثر الدول طلبًا لتذاكر كأس العالم 2026    «الصحة» تبحث التعاون مع مستشفى رينجي الصينية بمجالات التكنولوجيا الطبية    بطلق ناري في الظهر.. الأمن يكثف جهوده لكشف لغز مقتل خمسيني بطما    أكاديمية الشرطة تنظم دورة لإعداد المدربين في فحص الوثائق    9 كليات بنسبة 100%.. تنسيق شهادة قطر مسار علمي 2025    لتحسين البنية التحتية.. محافظ القليوبية يتابع الانتهاء من أعمال رصف الطرق بمدن المحافظة    المجلس التنفيذي لمحافظة أسوان يوافق على تخصيص أراض لإقامة مشروعات خدمية وشبابية وتعليمية    الدوري الإنجليزي.. محمد قدوس يقود تشكيل توتنهام ضد برايتون    مؤتمر فليك: سنحضر حفل الكرة الذهبية من باب الاحترام.. ويامال سيتوج بها يوما ما    "بحضور لبيب والإدارة".. 24 صور ترصد افتتاح حديقة نادي الزمالك الجديدة    محافظ الأقصر يكرم عمال النظافة: "أنتم أبطال زيارة ملك إسبانيا" (صور)    «الكازار» تعتزم إطلاق مشروعات جديدة بمجال الطاقة المتجددة في مصر    تحت شعار «عهد علينا حب الوطن».. بدء العام الدراسي الجديد بالمعاهد الأزهرية    موعد صلاة العصر.. ودعاء عند ختم الصلاة    بالصور.. تكريم 15 حافظًا للقرآن الكريم بالبعيرات في الأقصر    سؤال برلماني لوزير التعليم بشأن تطبيق نظام البكالوريا.. ويؤكد: أولادنا ليسوا فئران تجارب    فيديو قديم يُثير الجدل بالشرقية.. الأمن يكشف كذب ادعاء مشاجرة بين سيدتين    وزير الصحة: توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية    المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل تستهدف 12 مليون مواطن    طريقة عمل العيش الشامي في البيت، توفير وصحة وطعم مميز    كتائب القسام تنشر صورة وداعية للمحتجزين الإسرائيليين    القومي للمرأة ينظم لقاء حول "دور المرأة في حفظ السلام وتعزيز ثقافة التسامح"    كسوف الشمس 2025 في السماء.. تفاصيل موعد البداية والنهاية ووقت الذروة (الساعة)    «الداخلية»: ضبط 3 متهمين بالنصب على صاحب محل بانتحال صفة بالقاهرة    مدير مدرسة بكفر الشيخ يوزع أقلام رصاص وعصائر على تلاميذ الصف الأول الابتدائي    دعاء كسوف الشمس اليوم مكتوب كامل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الحياة.. جنون.. سن اليأس!!
نشر في المسائية يوم 07 - 11 - 2010


سيد الهادي
الشرف والطهارة.. والنقاء.. مترادفات لمعني لايتبدل ولايتغير.. لجوهر ثمين لايقبل المس أو اللمس.. ويخدشه الهمس.. ومن اكبر الأخطاء.. أن نظن أن صون الجسد فقط.. وحمايته من الدنس والوقوع في وحل الخطيئة.. دليل العفاف والطهر.. فالشرف جوهر لايتجزأ.. وسقوط المرأة.. يبدأ من اللحظة التي تسمح فيها لرجل غريب ان يتجرأ ويسمعها كلمات الغزل.. وتسكت. وهي التي اقص عليكم حكايتها هذه المرة.. لم تسكت فقط.. ولكنها طربت للغزل وانتشت.. وتجاوبت ولكنها تقسم بأغلظ الايمانات.. انها مازالت طاهرة نقية.. لم تفعل سوي الحديث فقط.. ولكن.. علي إستحياء.. وفي لحظة صدق مع النفس تقول.. وكل ما أخشاه وأحذر منه ان يجرني الكلام إلي تحقيق الأفعال.
صاحبة الحكاية في حقيقة الأمر علي أعتاب الخمسين من عمرها.. وإن كانت مثل أي امرأة.. تصر انها دون الخامسة والثلاثين.. زوجة.. وأم لولدين وبنت.. ورغم ذلك.. لا يبدو عليها السن ولا اثار تقدم العمر.. كأنها لم تعرف الزواج بعد.. جميلة ومشرقة.. لها طلة تأسر قلوب الرجال.. تحلق بهم في عالم الخيال.. كل يريدها لنفسه.. في حديثها طلاقة, ورقة وعذوبة.. علي قدر كبير من المعرفة بتعاليم الدين وحدود الحلال والحرام.. وحظ لابأس به من العلم والثقافة أهلها لشغل مركز مرموق في إحدي الدوائر الحكومية.
ومع روايتها لأحداث حكايتها.. أصابتني بنوع من الحيرة والقلق.. علي وجهها ألمح حمرة الحياء والخجل.. وفي حديثها صراحة تصل إلي حد البجاحة احيانا.. نوع من الحياء لايتفق ابداً مع الكلام الذي تنطق به.. ومن بين كلمات حديثها.. لمحت أكواما من الحطب تجمعها.. وتوقد فيها النار.. وعندما أرادت ان تخمدها عجزت.. وتملكها الذعر.. وخشيت أن تطولها النار وتحترق.
ولكن.. الذي لم تدركه صاحبة الحكاية.. انها فعلا سقطت.. وإن كان ثوبها فقط هو الذي احترق.. حتي الآن!!. وليس عندي سبب واحد.. يمكن ان استند اليه أو اسوقه عذرا يجعل المرأة الحرة الشريفة.. تتنازل عن كرامتها من أجل ان تثبت لنفسها انها مازالت امرأة.. أو تروي ظمأ نفسها من معسول كلمات الحب.. حتي لو قدر لها ان تحرم من سماعها من زوجها.. وإن كانت هذه خطيئة كبيرة للأزواج في حق زوجاتهم.
في البداية.. جمعتني بها الظروف.. وعلي استحياء لا اعرف ان كانت تتصنعه أو انه صفةأصيلة عندها.. خدشت أذني وحيائي بحديثها.. بكلمات أخرجتها من بين شفتيها برصانة.. جعلتني ألمس ذلك الخيط الرقيق.. الذي هو أدق من أن تراه العيون.. بين التعقل والجنون.. تدعي انها مظلومة.. وأن زوجها يدفعها للخيانة.. دائم الشك والغيرة.. لا حديث له معها الا الطعن في طهرها وبراءتها.. كلماته جعلت لكل معاني الإخلاص والوفاء والصدق مفاهيم اخري مختلفة.. وهذا الذي ربما جعلها تبحث عن الحقيقة بعيدا عن ارض زوجها.. حتي.
ولكن.. لنبدأ الحكاية من البداية. والبداية.. كما تقول.. بدأت عندما كان عمرها دون العشرين.. وكانت مازالت حديثة العهد بالعمل.. فقد عملت بعد حصولها علي دبلوم التجارة الثانوية.. وانتسبت إلي الجامعة لتفوقها.. ولكن لظروف خاصة اتجهت للعمل اثناء دراستها.. فوالدها رحمه الله.. كان رجلا رقيق الحال.. لايتمكن من الإنفاق علي خمسة من الاخوة هي اصغرهن.. وكلهم في مراحل التعليم الجامعية.. ولأنها الوحيدة التي تحمل مؤهلا يسمح لها بالعمل.. عملت.. وفي العمل.. التقت به.. بالرجل الذي اصبح بعد ذلك زوجها. كان في الخامسة والثلاثين ويكبرها بما يزيد عن 17 سنة.. متزوج ولدين من زوجته ولد وبنت.. ولكنه كان كما افضي اليها يفتقد الحب في بيته.. فقد تزوج من زوجته عندما كان طالبا في الجامعة.. إبنة عمه.. أجبر علي الزواج منها لانه كان يعيش في كنف عمه الذي تولي الإنفاق عليه بعد وفاة والدة.. وردا لجميل الرجل.. أو ربمالأنه يعيش معهم في البيت.. ومنعاً للفتنة.. عقد الزواج عليها.. رغم انها كانت تفتقر إلي الجمال.. وكما ادعي أيضاً.. إلي العقل.. فهي بلهاء لاتعرف من الدنيا شيئا.. إنغلقت علي نفسها وأصبح البيت وأولادها هم محور حياتها.. حتي أصبحت حياته معها لاتطاق.. ولإنها صغيرة.. ولم يكن لها خبرة بالحب.. ولامعسول الحديث.. أو تعرف أن في الدنيا ذئابا آدمية تنصب الشراك لمثيلاتها من السذج عديمي الخبرة.. انساقت اليه.. وتعاطفت معه.. وعندما عرض عليها الزواج.. وجدتها فرصة.. أولا.. لانقاذها من ضنك العيش.. وثانيها حتي يكون لها عونا في العمل.. خاصة وانها كانت حتي ذلك الوقت تعمل بعقد مؤقت.. علي كف عفريت كما يقولون.. وتزوجته.
وكانت صدمتها بالزواج معه كبيرة.. كيف؟؟.. هذا ماتقوله. كان زوجي من اليوم الاول في شهر العسل.. جلادا.. قاسيا.. علمني معني البكاء والعذاب.. كل شيء بالسب والضرب.. وحتي الحب.. كان يأتيه غصبا.. وتعودت منذ ذلك الحين علي الإهانة والضرب.. وصبرت.. فلم اكن قادرة علي الرجوع إلي بيت ابي.. الذي كان رافضا هذه الزيجة.. واخوتي الذين تنكروا لي بعد أن وقفت ضدهم وأصررت علي الزواج بالرجل الذي اوهمني بالحب. ومرت الأيام.. وجاء ابني الأول.. وبعده الثاني.. ثم البنت.. في الوقت الذي كنت حريصة علي استكمال دراستي حتي حصلت علي البكالوريوس.. كان زوجي يمنعني من الاستذكار.. أنتظر حتي يغفل وينام.. أتسحب من جوارهبهدوء واستذكر دروسي.. وأنجح.. وانتقلت من المكان الذي اعمل فيه إلي حيث اعمل الآن.. ولم يوافق الا بعد أن عرف ان مرتبي من وظيفتي الجديدة يفوق مرتبه بعد 15 عاما من تخرجه... كنت في هذه الفترة.. قد اعطيت أولادي.. كل عواطفي.. عواطف الامومة واغدقت عليهم الحب.. الحب الذي لم أذقه.. أو أعرفه.. كل ماكنت أعرفه حتي وقتها.. حب الأمومة.. والتضحية.
وفي عملي الجديد.. بعيدا عن سلطان زوجي ورقابته.. تفتحت مداركي علي الدنيا.. عرفت ماينقصني من زميلاتي في العمل.. عرفت أنني افتقد الحب.. وليت وجهي شطر زوجي انشد عنده ولديه الحب.. ولكنه كان مشغولا عني بملذاته.. وأصحابه.. وللمرة الاولي أعرف ان زوجي له علاقات نسائية بأخريات غيري.. كان ذلك عندما اكتشفت ذات مرة انه لم يكن في مهمة عمل كما ادعي وزعم انه سيسافر ويغيب لمدة أسبوع في بلد بعيد.. وشاءت الظروف ان تلتهب الزائدة الدودية عند إبني الكبير.. الذي شاءت ارادة الله ان يتخرج في كلية الطب ويصبح الآن طبيبا.. وكان لابد من اجراء جراحة لإستئصال المصران الأعور.. ولما لم اكن اعرف عنوان إستراحة العمل في البلد الذي ذهب اليه.. اتصلت بمقر عمله.. أستفسر عن عنوانه أو رقم هاتفه للإتصال به.. ولكن الزملاء اخبروني ان زوجي لم يذهب إلي مهمة عمل ولا إلي أي مكان.. وأنه كما المعتاد يجيء في الصباح ويذهب مع موعد انتهاء الدوام.. ولم أنتظر.. وافقت علي إجراء الجراحة لإبني.. وفي اليوم التالي رابطت امام العمل.. عمل زوجي.. وبعد إنتهاء الدوام.. تابعته عن بعد.. رأيته يدخل بيتا من البيوت.. سألت الحارس.. اخبرني انه يسكن هنا من عدة سنوات.. وبالرشوة تمكنت من فك لسان الحارس.. ليخبرني أن زوجي كثيرا مايصطحب إلي هذا المكان.. نساء وفتيات.. وأنه يشك ان زوجي ربما كان يدير هذا المكان للعب القمار.. حيث دائما مايسهر معه في المساء مجموعة من الاصدقاء , وانهم في نهاية السهرة يهبطون كما الأعداء.. ولايتأتي ذلك الا من لعب الميسر والقمار.
لم انتظر.. طرقت عليه الباب.. فتحت إمرأة.. فوجئت بها.. كانت زميلة من زميلاتي في العمل القديم.. مرؤسة لزوجي الآن.. اعرف أن زوجها مسافر للعمل في بلد بعيد.. فوجئت هي الاخري بي.. وجدتها تخطف بعض ملابسها وتجري هاربة خشية أن الحق بها فضيحة.. وخرج زوجي لم يمهلني.. اخذ ينهال علي ضربا.. وطردني من البيت بعد أن تأكد من عدم وجود صاحبته. لم أذهب إلي بيتي.. بل توجهت إلي بيت ابي.. بكيت بين يديه.. أخبرته بما لم اكن اجرؤ انه اخبره به من قبل.. قصصت عليه كل شيء.. وفتحت له قلبي.. ولكن والدي سامحه الله ورحمه وغفرله.. أعادني مرة اخري إلي بيت زوجي.. اخبرني والدموع في عينيه.. ان العين بصيرة واليد قصيرة.. وأنه لا طاقة له علي الإنفاق اولادي وبيت ابيهم أحق بهم..عرضت ان اتولي الإنفاق فمرتبي كبير.. ولكن والدي رفض.. ونصحني أن أتمسك بحبال الصبر.. عسي ان يهدي الله زوجي ويغير حاله إلي الأحسن.. وكانت النصيحة الأهم.. ان أحارب من اجل استقرار حياتي الزوجية. وعدت.. ووضعت نصب عيني ان أحاول إصلاحه ما استطعت.. سألت صديقاتي.. بعض أقاربه..من شهدوا نشأته ,وعرفوا جذور حياته.. وبعض نساءأهلي.. كيف اجذب زوجي إلي بيتي؟ ومنهم تعلمت.. تعلمت كيف أسبي عقل أي رجل.. كيف أحول بيتي إلي جنة.. كيف أستقبله باشة مرحبة؟؟ كيف أتدلل عليه؟؟.. ولكنه.. وللأسف.. لم يلتفت إلي.. بل سخر مني.. وصد كل محاولاتي للتقرب اليه. وبدأت أضجر وأتذمر.. وأواجهه بما كان..فيضربني.. ثم بدأ يتبع معي إسلوبا جعلني اكتشف أشياء اً ماكنت أدريها أو أعرفها.. وما كانت في الأصل تخطر لي بال.. كلما رآني أصلي.. أو اتلو آيات الله من القرآن.. وهو في الأصل لايصلي ولايعرف الله.. يهزأ مني.. يتهمني بتهم نكراء.. يردد دائما إنني اتخفي وراء الصلاة والتدين وأظهر بمظهر البراءة والطهارة.. وإنني أفعل من وراءه مالايعلمه الا الله.. الله الذي لايعرفه هو.
وكان هذا علي نفسي أشد وأقسي من كل ألوان العذاب والضرب الذي تعودت عليه منه.. يجرحني فيما تبقي لي من كرامة وشرف.. واصبحت هذه عادته.. ينبهني كل يوم إلي إنني اخونه.. يسألني ببجاحة عن أكثر الزملاء رجولة وفحوله في عملي.. وكلمات كثيرة يمنعني الحياء ان اسردها علي أسماعكم.. ولكن صاحبه الحكاية قصتها علي أذني.. وأشهد إنها خدشت بها حيائي.. فلا أتصور إن رجلا.. أي رجل عنده ذرة من شهامة ونخوة ورجولة.. يمكن ان يسمح لنفسه ان يقول مثل ماكان يقوله الرجل لزوجته.. كما اخبرتني واقسمت.
وتواصل حديثها.. وصبرت في ظل هذا العذاب من أجل ابنائي.. وكبر الصغار.. أحدهم دخل الطب.. واللأخر الهندسة.. اما البنت فقد دخلت كلية الأداب.. مازالت هي الوحيدة التي تتعلم حتي الآن. ومع الصبر.. تحملت مرارة الحرمان.. ولكن كانت نارة تكويني.. أشتاق مثل اي إمرأة في الوجود إلي كلمة غزل.. لمسة حب.. لا أجدها بعد أن افتقدتها من زوجي.. حتي كاد الحرمان والشوق يعصف بكل ماتبقي عندي من تماسك نفسي.
تصمت هنيهة قبل ان تقول في صوت أقرب إلي الهمس: وألمس فيه دفء غريب.. حتي كان اليوم الذي تغيرت فيه حياتي.. من النقيض إلي النقيض..عندما كنت أطلب رقما في التليفون.. وجاءني صوته.. دافيء عميق.. جذبتني نبراته الحنونة.. وهو يسألني عمن أكون.؟؟. وكانت المكالمة خطأ.. ولكني حفظت الرقم.. وفي المساء.. وفي غفلة من الأولاد.. عاودت الإتصال به.. رحب بي..أخفيت عنه انني متزوجة.. كما لم أقل له بالتالي انني أم.. وبدأنا الحديث.. وتكرر.. وعشت معه قصة من قصص الحب التي تعيشها العذاري.. وكنت سعيدة فرحة.. ومرت الشهور.. اسعد بصوته.. واشبع نهمي من كلمات الغزل والإعجاب وسمعت منه الكلمات التي حرمت منها. وكان من الطبيعي بعد أن توثقت علاقتي به.. أن أصارحه بحقيقة أمري.. أكد لي أن هذا لن يغير في الأمر شيئا.. وأنه يحبني.. وكل أمله في الحياة ان يتزوج بي.. وإن كنت قد حطمت بالحقيقة أحلامه.
تواصل حديثها.. واستمرت علاقتنا من خلال الهاتف.. حتي أدمنت صوته وكلماته..وهمساته أعادتني إلي صباي.. مرات عديدة حاولت ان أهرب من عذب حديث الحب.. فقد كنت أعرف انني أسير في درب تحفه المهالك والمخاطر.. ولكني استعذبت الخطر.. لمست فيه متعة حرمت منها.. وعندما نفترق علي الهاتف.. أندم.. وأنوي الا أحادثه مرة ثانية.. ولكني أسعي مرة اخري بنفسي للإتصال به.. وسماع صوته وهمساته.
تصمت وتبرق عيناها بخبث وهي تقول.. لم يكن يدفعني الشوق فقط لسماع حديثة.. ولا الحرمان.. ولكن في الحقيقة كنت أبرر لنفسي ان ما أفعله لون من الإنتقام من زوجي.. الرجل الذي ظللت له وفية مخلصة طوال سنوات عمري.. فجرحني وأهانني... تقسم انها لم تلتق بالشاب الذي تحادثه حتي الآن رغم مرورأاكثر من عام علي تعارفهما وحديثهما.. مكتفية بصوته وكلمات الحب التي تروي بعض ظمأ نفسها.. ولكن.. هذا هو الخطر الذي تخشاه.. فمن تحبه يطلب منها الآن أن تلقاه.. وعندما تمنعت.. ورفضت.. أصبح يصدها ولايرد علي مكالماتها وتسألني.. هل ألقاه؟.
حتي هذا القدر من الصبر علي ما اسمعه منها.. وجدتني أجفل.. أثور.. أوضحت لها انها إمرأة علي مشارف الجنون.. وإن كان حديثها مع تظنه أحبها وأجبته.. قد مس طهر الشرف عندها.. ولوث حتي الآن كما تظن ثوبها وأحرقه.. فإنها تسعي لإشعال النار في نفسها.. وهي لابد ان تحرقها.. بعد أن يغدر بها ويلقيها في الطريق.. ويدوسها بقدميه.. بعد ان ينال منها مأربه.. ويتسلي... تنظر نحوي بدهشة.. تقول: اعرف ان هذا حرام.. وأن مافعلته من حديث معه هو أيضا حرام.. ولكني إمرأة محرومة.. زوجة غير متزوجة.. بعد أن هجر زوجي فراشي من سنوات.. ومشاعري مازالت متأججة في حاجة إلي دفء لا اجده.. ولم أعرف مذاق الحب.. إلا من خلال الكلمات.. وأخشي إن لم ألقاه كما يطالبني.. ويلح علي.. ان يتركني.. فأنهار.. ماذا افعل؟!!
واحترت في الإجابة.. واستحييت أن أقول لها ان ما تفعله وتشعر به هي بعض أعراض سن اليأس.. وإنها في طريقها للنهاية كإمرأة وأنثي.. وعليها ان تفيق من الوهم الذي عشش في عقلها... واكتفيت بأن أعرض عليها بعض النصح.. وإن كنت علي يقين انها لن تعمل به.. سألتها أن تصبر وتتقي الله في نفسها.. وزوجها وأولادها.. وتتغلب علي شيطان نفسها بالصلاة والإقتراب من الله.. ليبعد عنها وساوس شيطانها.. والشيطان الذي احبته.. وأدمنت صوته وهمسه.. وتتعقل قبل ان تصاب بالجنون.. وتحترق.. فهي الآن علي كف عفريت.. اسمه سن اليأس.. وتحاول قدر الإمكان الإحساس بأنها مازالت امرأة يتمناها الآخرون.. ولله في خلقه شئون.
sayedalhady*hotmail.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.