كلما حدثت أزمة سياسية سارعت الرئاسة بدعوة القوي المعارضة للحوار الوطني ويستجيب في الغالب معظمهم باستثناء جبهة الانقاذ وهذا حقها.. ولكن أن تحدث أزمة أمنية بالبلاد وتنتشر جماعات البلاك بلوك في كافة المحافظات تعيث فسادا. فهذه جريمة وان يدينها كافة الاطراف في بيانات رسمية باستثناء جبهة الانقاذ التي اكتفت بإدانات فردية علي لسان بعض أعضائها الصغار دون اصدار بيان من قبل قيادتها يدين إرهاب البلاك بلوك فهذه جريمة أشد.. وان تعلن تلك الجبهة عن فتح قنوات اتصال بينها وبين الثوار بالتحرير الذي خلا من أي ثوار باستثناء تلك الفئة الضالة من البلاك بلوك ومعاونيهم من مدعي المظاهرات السلمية فهذا عار علي تلك الجبهة التي أري انها خرجت عن مسماها للنقيض تماما وعلي الطرف الآخر.. أن تعلن الرئاسة ترحيبها بالحوار مع كافة الاطراف فهذه بادرة طيبة.. ولكن ان توجه الدعوة استرضاء لكافة الاطراف بما فيها جبهة الانقاذ الفارضة لشروط تعجيزية مسبقة لقبول الحوار والرافضة لإدانة البلاك بلوك رسميا فهذا أمر يزيد المشهد السياسي ارتباكا والتباسا بل ويثير الكثير من الغبار والضباب حول موقف الرئاسة الملتبس في مواجهة احداث تهدد البلاد بالخراب والدمار كانت لابد وان تواجه بالضرب بيد من حديد علي هؤلاء المخربين تحت ستار حق التظاهر السلمي وحق التعبير وهو حق من هؤلاء المخربين براء. والشيء الذي يزيد الضغط ارتفاعا بل ويجعل الدم يغلي في العروق هو تراجع الرئاسة عن الموقف القوي الوحيد الذي اتخذته في هذه الازمة واعلانها كما جاء بالجزيرة عن تفويض محافظي القنال الثلاث في الغاء قرارها بفرض الطوارئ او تخفيضها رغم انه قرار جمهوري لايلغي الا بقرار جمهوري. يحدث ذلك مع استمرار الرئاسة في استرضائها لكافة الاطراف البريء منها أو من تحوم حوله الشبهات. اضافة لانتهاجها سياسة الرخاوة واللين وهو ما نشهده جميعا عبر الفضائيات من حفنة من المخربين لا يتعدون اصابع اليدين بينما جحافل قوات الأمن تظهر في تمثيلية ممجوجة وكأنها عاجزة عن مواجهة تلك الفئة الضالة. وهو ما يجعلنا نتساءل اين جهاز الأمن الوطني المنوط به كشف تلك الحركات الارهابية؟! وإذا لم يكن ماتفعله البلاك بلوك مؤامرة ضد الدولة كما سبق ونفت الداخلية هذا الوصف للأحداث فبأي شيء نسمي حرق المنشآت العامة والخاصة وقتل الأبرياء ومحاولة اقتحام السجون وهو مخطط ليس بالمحكم. وسبق وفعله مبارك معنا حينما أمر العادلي بفتح السجون لتأديب الشعب المصري علي ثورته ضد مباركه المخلوع. وكل هذا ما هو الا محاولات ليس فقط لإسقاط مرسي بل وإفشال الثورة استكمالا لمهرجان البراءة للجميع ليعود نظام مبارك من جديد ليركع الشعب المصري لهم مرددا اسفين يا مبارك وآسفين لنظامك العميق!!