مازالت أصداء الغاء الحفل الغنائي "نور وسط الظلمة" بمحافظة المنيا بحضور نائب المحافظ وعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة يلقي ظلاله.. فقد أعرب الموسيقيون عن غضبهم واستيائهم من إلغاء الحفل مؤكدين أن هذا تشدد مرفوض وستكون له عواقب وخيمة في حالة تكراره.. كما يهدد بنشر الفوضي بالمجتمع في غياب القانون. طالبوا بضرورة التصدي بقوة وحسم للمتشددين واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم حتي لا يتكرر مثل هذا العمل مرة أخري. يقول الموسيقار والملحن الكبير محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين ان مسألة الحلال والحرام شيء واضح للجميع. وغير مسموح إطلاق الأحكام هكذا. فالعمل الحرام هو العمل الضار بالمجتمع والبشرية.. ولكن الموسيقي عمل جميل والله يحب الجمال. فكيف لهؤلاء المتشددين الحكم علي الموسيقي والزعم بانها حرام موضحاً أن القارئ للقرآن يقرأ وهو يغنيه من خلال مقامات مختلفة. يقول الموسيقار ميشيل المصري نحن نعيش الآن مرحلة الفوضي والغوغائية بكل شيء سواء القول أو الفعل.. وصراحة الأغاني الموجودة علي الساحة لا تعد من الأغاني في شيء ولكنها "تهريج فني" لذلك السلفيون او غيرهم لهم الحق في محاربة الغناء الهابط والماجن ولكن ليس من حق اي انسان أن يزعم أن الغناء حرام فهذا دليل علي الفوضي. يقول المؤرخ الكبير زين نصار: بالتأكيد الموسيقي ليست حراماً ومثلما توجد أغاني هابطة توجد أغاني تراثية دينية وغير دينية مفضلة للجميع وتناسب الذوق العام المصري.. لذلك لابد من الرجوع للمشايخ والفقهاء وخبراء الدين المتخصصين في هذه الأمور. يؤكد الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية أن رأي النقابة لا يختلف عن رأي العديد من فئات المجتمع في أن الاعمال الهادفة مقبولة وغيرها الذي يدعو للغرائز مرفوضة مشيراً إلي أن ما حدث في المنيا وقيام بعض المتشددين بإلغاء حفل موسيقي بمشاركة مسلمين ومسيحيين هو من قبيل التصرفات الصبيانية ولابد من اتخاذ الاجراءات القانونية والأمنية لمنع تكرار هذه الأفعال مرة أخري. واستنكر الدكتور رضا رجب القائم بأعمال نقابة الموسيقيين ما حدث وقال لا أحد يجرؤ علي تحريم الفن وحريته وابداعاتيه. ومن المعروف أن الرئيس يدعم الحريات وخاصة الفنون والموسيقي. ولكن ما نشاهدة الآن وما يحدث يبشر بدخولنا لمنعطف سييء جدا ويدعو للتفرقة بين أطياف المجتمع. يقول وائل طناحي رئيس شعبة الموسيقي بنقابة المهن الفنية: بالتأكيد لا تعليق علي مثل هذه الافعال الطائشة ولابد من تركها للرئاسة لانهم عليهم حماية المدنيين والمصريين وتعتبر هذه الواقعة ليست الأولي من نوعها في الاعتداء علي الفنون والابداع والحريات العامة.