اختفت أصوات الموسيقيين وعندما أقول الموسيقيين أقصد كل من يعملون في مهنة الموسيقي والغناء من مطربين ومطربات وعازفين وملحنين وكورال واستديوهات ومهندسي صوت ومؤلفي أغان وموزعين والمفروض أن يكون عنوان المقال صوت الفنانين( ممثلين وسينمائيين وموسيقيين) ولكن الفئة المتضررة ضررا مباشرا هم الموسيقيون لظهور أصوات متشددة تحرم الموسيقي والغناء وتفرض وصايتها علي المجتمع تحت مسمي( جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بما يعني أن الموسيقي والغناء منكر ورجس من عمل الشيطان وهذا الأمر كان واضحا في إلغاء حفل في محافظة المنيا بوجود المحافظ ومدير الأمن مع العلم أن الفرقة الموجودة في الحفل تقدم ألحانا وأغاني دينية علي عازفين وموسيقيين وهذا هو الأمر الممنوع( الموسيقيين والآلات الموسيقية) وموافقة مدير الأمن وفي وجود المحافظ أعطي شرعية لهؤلاء المتشددين وكأنهم أصحاب حق والحوار مع هذه الجماعات مع تعدد أسمائها( سلفيون وإخوانيون وجهاديون وليبراليون واشتراكيون وديمقراطيون وعلمانيون) وتسميتهم بالجماعات الإسلامية والجماعات الأخري ليست لهم حقوق لأنهم متهمون بمخالفة شرع الله لأنهم يستمعون للموسيقي والغناء ويا ويلهم من غضب الله. حتي لو كان هذا الغناء غناء دينيا وفي حوار مع أحد رجال الإعلام قال المتشدد للإعلامي أن السيدة أم كلثوم خرجت عن شرع الله لأنها غنت وقال( هل رأي الحب سكاري) ونسي هذا المهووس أن كوكب الشرق غنت( ولد الهدي فالكائنات ضياء) والثلاثية المقدسة ورباعيات الخيام وكثيرا من الأغاني الوطنية والدينية وأريد أن أعرف هل نحن في حالة ثورة دينية وأين كان هؤلاء المتشددون في السنوات السابقة ووجودهم ليس في صالح المجتمع ويسيء للنظام ولقد قال العلماء أن الفن حلاله حلال وحرامه حرام ولم يقولوا أو يأمروا بإلغاء الحفلات وعدم إقامة المهرجانات الفنية والمسئولون عن الموسيقي والغناء في الإذاعة والتليفزيون متوقفون عن العمل خوفا من الخروج عن شرع الله وكأن هذه الفئة المتطرفة هي التي تحكم وهي وحدها التي تعرف شرع الله وأنا لا أعفي كل الفئات الفنية وخصوصا جماعة الموسيقيين من آن هناك أعمالا تخدش الحياء وأعمالا فاسدة تسيء للمجتمع بكل طوائفه وامتناع الإذاعة والتليفزيون عن الانتاج الراقي أفسح المجال أمام شركات وتجار الأغاني الهابطة والعمل علي انتشارها واستضافة أصحاب هذه المصنفات في البرامج والأغاني الهابطة والممنوعة تعرف طريقها إلي الظهور في المسلسلات فهناك أغنية ممنوعة تسربت عن طريق وجودها في مسلسل علي أنها من لزوم العمل الدرامي وعلي المسئولين عن الأعمال الموسيقية أن يحاربوا النوعية التي انتشرت في عصر الفساد حتي لا نفسح المجال للمتشددين وإعطائهم مبررا لسطوتهم ونريد أن تعود لنا الابتسامة ونقول( ساعة لربك وساعة لقلبك) وصوت الموسيقي الذي اختفي يجب أن يعود. والله ولي التوفيق