«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبدالوهاب "النهر الخالد"
نشر في الوفد يوم 04 - 05 - 2012


تاريخ آخر تحديث: الجمعة , 04 مايو 2012 00:37
الزيارات: 70
تحل غداً الذكرى الحادية والعشرون لرحيل موسيقار كل الأجيال محمد عبدالوهاب، ويعجز القلم عن وصف تلك العبقرية فى الموسيقى والغناء،
مشوار عريض امتد ما يقرب من 75 عاماً أطول فترة لموسيقار فى تاريخ الموسيقى والغناء العربى، مئات الروائع قدمها بصوته العذب وألحانه تغنى بها المطربون والمطربات فى مختلف الأجيال.. عبدالوهاب تربى فنياً وشعرياً على يد أمير الشعراء أحمد شوقى حتى رحيله 1932، بدأ الغناء وهو فى العاشرة من عمره، وكان له الفضل الكبير مع سيد درويش فى تغيير شكل الغناء ومعانيه، حيث كانت الكلمات الهابطة هى السائدة.
أغانى عبدالوهاب مازالت ملء الأسماع حتى بعد 70 عاماً، أغانيه كانت قمة فى الذوق والرقى والمعانى الجميلة وألحانه كانت جديدة تماماً فى النصف الأول من القرن الماضى، أغانى عبدالوهاب مازالت حاضرة لأنها من نوعية المعادن النفيسة التى تزداد قيمتها بمرور السنوات، من الصعب أن تقول أنجح أغانيه كلها أغانى جميلة ولكن هناك أغنيات مازالت نسمعها يومياً دون أى إحساس بالملل.
«كليوباترا»، «الحبيب المجهول»، «الجندول»، «همسة حائرة»، «حياتى إنت»، «لا مش أنا اللى أبكى»، «خى»، «أنا والعذاب وهواك»، «عاشق الروح»، «يامسافر وحدك»، «هان الود»، «حبيبى لعبته»، «يادنيا يا غرامى»، «ياورد مين يشتريك»، «لست أدرى»، «دعاء الشرق»، «النهر الخالد»، «كل ده كان ليه»، «الفن»، «فى الليل أحلى»، «من أد إيه كنا هنا»، «الكرنك»، «النيل نجاشى»، «أنهار من قلبى»، «نجوى»، و«من غير ليه» وأغانيه الوطنية الرائعة: «دقة ساعة العمل»، «أخى جاوز الظالمون المدى»، «والله وعرفنا الحب».
ومن ألحانه لكبار المطربين والمطربات حدث ولا حرج، فقد لحن لكوكب الشرق مجموعة رائعة من الأغنيات: «انت عمرى»، «انت الحب»، «أمل حياتى»، «فكرنى»، «هذه ليلتى»، «أغداً ألقاك»، «دارت الأيام»، و«ليلة حب». ومن ألحانه غنى العندليب الراحل عبدالحليم حافظ عشرات الأغنيات: «أهواك»، «توبة»، «عقبالك يوم ميلادك»، «شغلونى»، «أنا لك على طول»، «ظلموه»، «قوللى حاجة»، «فوق الشوك»، «انت قلبى»، «ضى القناديل»، «لست أدرى»، «يا خلى القلب»، «المركبة عدت»، «فاتت جنبنا»، و«نبتدى منين الحكاية».
ومن ألحانه غنت نجاة الصغيرة: «ساكن قصادى»، «مرسال الهوى»، «آه لو تعرف»، «حبك انت شكل تانى»، «إلى حبيبى»، «إلا انت»، «دبنا حبايبنا»، «لا تكذبى»، «أيظن»، وأخيراً «اسألك الرحيل».
ومن ألحانه أيضاً غنت وردة روائعها «فى يوم وليلة»، «بعمرى كله حبيتك»، «أنده عليك بالحب»، «لولا الملامة»، «يامصر يا غالية»، و«لبنان الحب»، وغنت فايزة أحمد من ألحانه «وقدرت تهجر» و«هان الود».. ولا ننسى «الوطن الأكبر» و«الجيل الصاعد» لمجموعة الفنانين فى الستينيات، ولم يبخل عبدالوهاب بعطائه لشباب المطربين حتى نهاية عمره، ولحن العديد من الأغنيات لمحمد ثروت، وسوزان عطية، وياسمين الخيام فى بدايتها وتوفيق فريد.
مشوار طويل لهذا العملاق من الصعب أن تحصره، ولكننا نقول إن الموسيقى والغناء فى مصر والعالم العربى خسر كثيراً برحيل عبدالوهاب، 90 عاماً تقريباً عاشها الموسيقار الأستاذ لخدمة الموسيقى والغناء العربى، عبدالوهاب كان حالة رائعة حينما ظهرت أغنية «من غير ليه» بصوته 1989، أحدث دوياً هائلاً كان لسان الحال الملايين عبدالوهاب رجع للغناء.
رحمه الله بقدر ما أعطى للموسيقى والغناء وبموته رحل الغناء والموسيقى الراقية، ولكنه أبداً سيظل خالداً فى وجدان الملايين ورحل يوم 4 مايو 1991.

فنان يساوى 7 أجيال
كتب - أمجد مصطفى :
عندما نلخص مشوار الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب فى عالم الموسيقى، والغناء لابد وأن تقول إنها رحلة من الصمود الفنى أمام تيارات كثيرة ظهرت فى وجوده، لذلك عندما نقول إنه موسيقار الأجيال فهو أمر يعكس واقعاً حقيقياً عاشه، وعاشته معه مصر 9 عقود بالتمام والكمال عاشها الموسيقار الراحل فى خدمة الموسيقى العربية، وكان الملك المتوج على عرشها عبر تاريخها فهو صاحب النغمة المختلفة فى كل زمان ومكان.
خلال مشواره الفنى الطويل عاش مع 7 أجيال مختلفة من أهم الملحنين الذين صنعوا تاريخ الأغنية، بداية من جيل سيد درويش أول من نهض بالموسيقى العربية، وحررها من البصمة التركية، وعالم «أمان يا لالالى»، ودخل بها إلى عالم جديد، وهو المدرسة التعبيرية فى الغناء ثم عاصر جيل رياض السنباطى، وزكريا أحمد ومحمد القصبجى ولكل منهم مدرسة فريدة فى التلحين، ثم الجيل الثالث ممن عاصرهم المتمثل فى الموجى وكمال الطويل ومنير مراد، ثم جيل بليغ حمدى ومحمد سلطان، ثم جيل حلمى بكر ومحمد على سليمان ثم عمار الشريعى وسامى الحفناوى وفاروق وصلاح الشرنوبى، ثم جيل الأغانى الشبابية، والذى كان على رأسه حميد الشاعرى.
عبدالوهاب مع كل جيل من هذه الأجيال كان حاضراً بقوة حتى الفترة التى تلت سيد درويش، والتى كان فيها فى إطار تكوين شخصيته الفنية لكن الموهبة كانت حاضرة وبغزارة، وإذا كان سيد درويش كانت له أحلام وتطلعات لم يستطع أن يحققها بسبب وفاته، وكان أبرزها أن يرى الموسيقى العربية وهى تقدم فى شكل أقرب إلى الأوركسترا الغربية، وهو ما فعله عبدالوهاب فهو أول من أدخل الآلات الغربية وساهم فى تطوير التخت الشرقى ليكون للموسيقى العربية شكل وطعم جديد فسمعنا الجيتار والماندولين والبيانو ثم الأورج مع الآلات الشرقية العود والقانون والرق وأصبح المطرب يغنى بمصاحبة أوركسترا كبير.
عبدالوهاب عبر مشواره قدم أشكالاً مختلفة من الغناء والتلحين فتراه فى «الليل لما خلى» مختلفاً عما قدمه فى الجندول وكليوباترا ثم مرحلة «عاشق الروح» وتبعها مرحلة «لا مش أنا اللى ابكى» و«آه منك يا جارحنى» و«قوللى عملك إيه» و«بفكر فى اللى ناسينى» إلى جانب ما صنعه من أشكال أخرى تناسب كبار المطربين، فما قدمه لحليم مختلف عما قدمه لأم كلثوم، وما قدمه لنجاة لا يشابه ما قدمه لفايزة أو وردة فى كل شىء شخصية اللحن بكل ما يحمله من نغم وإيقاعات.
عبدالوهاب لو تلك الموهبة وحالة التجديد التى كان يعيشها فى كل مرحلة عمرية ما بقى ينافس سبعة أجيال مختلفة، كل جيل كان له رموزه، وكل رمز له شخصيته وموهبته، وكل ملحن كان يصلح لكى يقود مسيرة وطن فى الغناء، فعندما يتواجد وسط هؤلاء شخصية تفرض نفسها بأعمال راقية ومختلفة فهذا يعنى أننا بصدد شخصية أقل ما يقال عنها إنه موسيقار الأجيال.
التنافس بين عبدالوهاب ورموز التلحين كان منطقياً إلى أن جاءت ثورة الشباب فى الثمانينيات والتى كانت مع حميد الشاعرى ورفاقه، وأعطاهم عبدالوهاب درس العمر بأغنيته «من غير ليه» 1989، والتى احتلت أرقام التوزيع لأشهر طويلة كان يظن رفاق الشاعرى وقتها أن هذا هو زمنهم وكانت نبرتهم فى الكلام توحى أننا أمام جيل لن يأتى بعده أحد، وأن كل من جاء قبلهم مجرد محاولات للموسيقى والغناء لم تسفر عن شىء، والغريب أن الهزيمة التى لحقت بهم من عبدالوهاب لم تردهم عن فكرهم إلى أن اختفوا تماماً بفعل الزمن، ولم نعد نسمع عن لحن واحد من الألحان التى قدمها هذا الجيل، وماتت إلى الأبد، وظل نغم عبدالوهاب يقاوم الزمن، فهو كما كان ملحن المتقدمين فى العمر، الذين كانوا يرون فى ألحانه وفى صوته أبرز من يعبر عنهم، وعن فكرهم، وكان أيضاً ملحن الشباب حتى وقتنا هذا والدليل الإقبال على أعماله، وهناك فرق من الشباب تعيد تقديم أعماله.
عبدالوهاب عاش 9 عقود بالتمام والكمال، لكن موسيقاه سوف تعيش عقوداً وعقوداً، لأن الموسيقى الراقية دائماً تقاوم الزمن والدليل أن بيتهوفن وموتسارت وباخ وغيرهم، رحلوا منذ سنوات طويلة لكن أعمالهم مازالت أوركسترات العالم تقدمها، وحتى الآن لا بديل لها، كذلك عبدالوهاب لم يأت من يحل محله.
روح سيد درويش لم تفارقه
كتب- نادر ناشد :
بحضور الشاعر الكبير فاروق جويدة، أثناء عرض مسرحيته «دماء على ستار الكعبة» كان لقائى الأول والأهم مع الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وبرغم علمى عن عبقرية شخصيته ودماثته العميقة إلا أننى عشت فى سحره، وحضوره القوى وحميمية حواره، لم أعرف فى حياتى ربما باستثناء أستاذنا نجيب محفوظ مثل اتساع عقله وقلبه لمحدثه، الذى يصل إلى تقدير ما يقوله حتى لو اختلف معه أو تحايل على الخلاف معه، هو قادر على امتصاص حديث الآخرين وتنقية شوائبه وتقطيره حتى يصل فى النهاية إلى أفضل صيغة عن طريق أقصر الاتجاهات إلا أننى توقفت عند حديثه عن الجذور الفنية، أدهشنى حديثه عن ثلاثة من رموز الأصالة فى عالم الموسيقى سيد درويش وداود حسنى والمفردات الموسيقية الشعبية التى تستجمع بين طياتها كل الموروث منذ الفراعنة حتى موسيقى الكنائس والتراتيل القبطية حتى التسابيح والابتهالات الإسلامية والموشحات، لم يكن عند عبدالوهاب حداً فاصلاً بين الثلاثة رموز، لأنه تمكن بامتياز من دمج هذه كلها فى أعماله، فروح سيد درويش لم تفارقه، إنه تعلم منه دراما الموسيقى وتعلم من داود حسنى مفارقة اللحن عند حدود الكلمة، أما الموروث الشعبى فقد كان مخزن إبداعاته، خاصة أنه ولد فى ميدان شعبى حتى يتسع لكل أشكال الإبداع الشعبى بداية من حلقات الذكر ولها سحرها عند الجميع وليس عند الخاصة فقط، كان عبدالوهاب يزور تلك الاحتفالات الشعبية والموالد ويستقى منها خامة موسيقية متفردة أحسبه يوماً قارنها بالموسيقى الأندلسية التى تندمج بين الموشحات والخلفية الإسلامية.. وكان حريصاً أيضاً أن يزور الكنائس بصحبة الزعيم مكرم عبيد، وذكر المؤرخ السورى محمد السالم، كيف مزج فى تلحينه لقصيدة «مر بى» لفيروز كلمات الشاعر الكبير سعيد عقل بين موسيقى الغجر الإسبانية وبين التراث الشعبى المصرى، ونتج عنها هذا الكيان العربى النابض بالخلود.
حلمى بكر: فن عبدالوهاب قائم حتى قيام الساعة
ويقول الموسيقار الكبير حلمى بكر: محمد عبدالوهاب، كان المظلة الوافية للموسيقى والغناء العربى وبرحيله ماتت الأغنية، بعد رحيله ظهرت العشوائيات فى الغناء، وظهرت أيضاً فلول الغناء، وظهرت الموسيقى والمفردات الركيكة وظهرت أيضاً الأصوات المعوقة وسمعنا المطرب الأخنف وانتشر الرث من الغناء أصوات ظهرت ليس لديها أية مقومات بلا علم ولا فن، هل يعقل أن يظهر مطرب أو ملحن، وهو مازال فى مرحلة المهد، كل هذه التشوهات ظهرت بعد رحيل الأستاذ، رحل دون أن ندرى ورحل معه الفن الجميل، كان أستاذاً بمعنى الكلمة، كان مطرباً شديد الذكاء لم يشعر بكل من سمعه أنه «الدغ» فى حرف السين، كان يظهر فقط حين يتكلم كان يقول لى دائماً، الفن إبداع إلهى، وكان يرد على ما يقولونه الآن أن الغنى الحرام، أقول الغناء ليس حراماً، ولكن الحرام هو ما أضيف على الغناء من عرى ومسخرة وقلة أدب، وأقول إن عبدالوهاب كان يحسن ترتيل القرآن هذا أصبح مطرباً كبيراً وموسيقاراً عظيماً ولمن لا يعلم نقول إن الملحن الحقيقى أديب موسيقى يرتفع بالذوق العام.
فى ذكرى رحيله الحادية والعشرين أقول إن فن عبدالوهاب سيظل حتى قيام الساعة.
الموجى الصغير: عبدالوهاب أستاذ الأجيال على مر العصور
الموسيقار الموجى الصغير تحدث وهو على فراش المرض عن الموسيقارالراحل عبدالوهاب، قائلاً: أذكر جيداً فى فترة الثمانينيات، لحن تتر لأحد المسلسلات الإذاعية، واتصلت بالأستاذ أطلب منه سماع اللحن ومعرفة رأيه.
وقال لى سأرد عليك غداً قبل إذاعة المسلسل، وقلت له كيف يا أستاذ ستقول رأيك قبل سماع المسلسل، قال المهم حقولك رأيى غداً، وعلمت أنه طلب من أمين بسيونى، رئيس الإذاعة، أن يرسل له شريط التتر، واتصلت به فى الموعد المحدد وأثنى كثيراً على اللحن وشجعنى كثيراً ودعانى لزيارته بالمنزل، وعندما قلت لوالدى الراحل محمد الموجى قال لى لا تثقل على الأستاذ ولم ألب الزيارة وندمت كثيراً على عدم زيارته فى منزله، حينما أذكر محمد عبدالوهاب، أتذكر الموسيقى والغناء فى عصرهما الذهبى كان بحق أستاذاً للجميع، وبفضله تطورت الموسيقى والأغنية العربية فى القرن الماضى، عبدالوهاب سيظل النهر الخالد وسيظل عنوان الموسيقى والغناء الراقى.
محمد سلطان: عبدالوهاب اكتشف موهبتى
يقول الموسيقار الكبير محمد سلطان لن أنسى ما حييت فضل الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب علىّ، أذكر وأنا مازلت صغيراً أن الموسيقار الراحل كان يسكن بجوارى فى مدينة الإسكندرية شعرت بالذهول عندما رأيته لأول مرة، عاملنى بحنان شديد، دعوته لزيارة منزلنا ووافق بلا تردد، واستمع لعزفى على البيانو، وقال لوالدى محمد موهوب وسيصبح له شأن فى الموسيقى العربية، وطوال عمره كنت سعيداً بصداقته وتشجيعه المستمر لى، فى جميع ألحانى، أذكر فى بداية السبعينيات كنت عائداً وأنا وزوجتى الراحلة كروان الشرق فايزة أحمد من حفل أغنية خليكو شاهدين، وبمجرد دخولى المنزل فى ساعة متأخرة من الليل سمعت صوت جرس التليفون وفوجئت بأن المتصل هو الموسيقار عبدالوهاب وهو عادة لا يسهر، وأبدى إعجاباً شديداً بالأغنية وهنأنى أنا وفايزة بشكل أخجلنا، هكذا كان الموسيقار الراحل يسعد بنجاح الغير.
وينصت جيداً للغناء واللحن الجميل، كنا نعتبره أستاذاً بحق وسيظل أستاذاً حتى بعد رحيله.
عبدالوهاب يمثل قدوة للأجيال فى جميع عصور الغناء، وسيظل رمز الموسيقى والغناء الجميل.
عبدالوهاب فى سطور
* تاريخ الميلاد الرسمى 13 مارس 1913 ولكن ليس دقيقاً والأرجح أنه ولد 1901.
* كان ملازماً لأمير الشعراء الراحل أحمد شوقى حتى رحيله 1932.
قدم ستة أفلام سينمائية «الوردة البيضاء»، «يحيا الحب»، «يوم سعيد»، «ممنوع الحب»، «رصاصة فى القلب»، «لست ملاكاً».
* عارضته كوكب الشرق أم كلثوم بشدة فى أغنية «إنت عمرى» لإصراره على وضع جيتار كهربائى وصمم على رأيه وظهرت الأغنية فى أفضل صورة.
* منحه الرئيس الراحل أنور السادات رتبة اللواء شرفياً فى نهاية السبعينيات وظهر لعدة سنوات على الشاشة وهو يرتدى البدلة العسكرية لقيادة السلام الوطنى.
* تم تكريمه فى عيد الفتى الأول 1976.
* حصل فى نهاية السبعينيات على الأسطوانة البلاتينية.
* كان على علاقة صداقة قوية برؤساء مصر السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك.
* أرسل زوجته نهلة القدسى لزيارة عبدالحليم حافظ فى المستشفى بلندن قبل رحيله بيومين، وانقطع عن التلحين حزناً على رحيل حليم، وعاد يلحن فى يوم وليلة لوردة فى نوفمبر 1978.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.