هيئة الاستعلامات: 450 مراسلا من 180 مؤسسة إعلامية دولية يغطون افتتاح المتحف المصري الكبير    محافظ كفر الشيخ يجري حركة محدودة لرؤساء المراكز والمدن    الفتح يتعادل مع ضمك 1/1 في الدوري السعودي    الأهلي ينفي شائعات رحيل بيكهام ويوضح خطة الفريق قبل السفر للإمارات    تجهيزات شاملة لاستقبال الوفود الدولية بافتتاح المتحف المصري الكبير    للمرة الأولى منذ 6 سنوات.. الرئيس الأمريكى يلتقى نظيره الصينى    دبلوماسية أمريكية سابقة: الضغط الأمريكي سيستمر على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني    «اليماحي» يجدد دعم البرلمان العربي التام لمصر في الدفاع عن أمنها المائي    جيش الاحتلال يتسلم جثمانى أسيرين عبر الصليب الأحمر فى غزة    الأوقاف تُطلق (1010) قوافل دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية    إعلام القاهرة تنظم ملتقاها الثاني للتوظيف وتوفير فرص تدريب لطلابها    مصرع وإصابة 3 أشخاص في اصطدام دراجتين بالبحيرة    موظف بالمعاش يتهم خادمته بسرقة مشغولات ذهبية من فيلته ب6 أكتوبر    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو اعتداء زوج على زوجته داخل محل عملها بالقليوبية    رئيس جهاز حماية المنافسة يجتمع مع رؤساء أجهزة المنافسة الأفريقية    سفير الهند: المتحف المصري الكبير منارة تُلهم العالم وجسر يربط التاريخ بالإنسانية    نسمات خريفية    شاهد|«المجلس الصحي المصري»: إطلاق الدلائل الإرشادية خطوة تاريخية لحماية المريض والطبيب    بدء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بالإسكندرية من العام المالي المقبل    تناولها بانتظام، أطعمة تغنيك عن المكملات الغذائية الكيميائية    براءة الشاب المتهم بالتعدى بالضرب على طفل العسلية فى المحلة    جماهير الزمالك تنفجر غضبًا بسبب مجلة الأهلي.. ما القصة؟    رئيس جامعة سوهاج يلتقي طلابه ذوي الإعاقة ويشاركهم وجبة الغذاء    رسوم السحب النقدي من ماكينات الATM والحد الأقصى لعمليات السحب لجميع البنوك    هنا الزاهد أمام الأهرامات قبل افتتاح المتحف المصرى الكبير: مصرية وأفتخر    انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين    رفع 141 ألف طن مخلفات من شوارع الإسكندرية واستقبال 1266 شكوى    بالتوقيت الشتوي.. مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف LRT    إصابة 5 أشخاص إثر إنقلاب سيارة في ترعة بالبحيرة    خالد الجندي: افتتاح المتحف الكبير إنجاز عظيم للرئيس السيسي    وزير الرياضة يصدر قراراً بتشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة شئون الإسماعيلي    ارتفاع أسعار الفول وتباين العدس في الأسواق    300 شاحنة مساعدات تغادر معبر رفح البري لدعم الشعب الفلسطيني بقطاع غزة    سوريا وألمانيا تؤكدان أهمية الحوار الدبلوماسي والتواصل المباشر في دعم الاستقرار الإقليمي    كواليس هزيمة برشلونة أمام ريال مدريد.. الصحافة الكتالونية تتحدث    قافلة بين سينمائيات تطلق ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي 2026 لتأهيل جيل جديد من المخرجات    تفاصيل قرار جديد للرئيس عبدالفتاح السيسي    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك» وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.. الأوقاف تطلق (1010) قافلة دعوية بمراكز الشباب على مستوى الجمهورية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    مستقبل وطن يواصل مؤتمراته الجماهيرية لدعم مرشحيه وحث المواطنين على المشاركة في انتخابات النواب (فيديو)    تأجيل محاكمة البلوجر أم مكة بتهمة بث فيديوهات خادشة    «ابن أمه ميتعاشرش».. 4 أبراج رجالهم لا يتخلون عن والدتهم رغم كبرهم    تأجيل النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 48 ساعة    عاجل الأحد المقبل بدء تسليم أراضي "بيت الوطن" للمصريين بالخارج بالقاهرة الجديدة    الليلة.. الزمالك يسعى لاستعادة انتصارات الدوري أمام البنك الأهلي    أحمد موسى يتقدم ببلاغات للنائب العام ضد صفحات نشرت تصريحات مفبركة باسمه    وزير الصحة: أصدرنا حتى الآن أكثر من 115 دليلًا إرشاديًا فى مختلف التخصصات الطبية    «نفسي أشتمنا».. يسري نصرالله ينعى المصورين ماجد هلال وكيرلس صلاح    وزيرة التضامن تشهد احتفالية الأب القدوة.. وتكرم شخصيات ملهمة    مدحت شلبي: محمد عبد المنعم يرفض العودة إلى الأهلي ويفضل الاستمرار في أوروبا    «يوم الوفاء» محافظ أسيوط يكرم أسر الشهداء وقدامى المحاربين    محافظ بني سويف: تخصيص 11 شاشة عرض لنقل افتتاح المتحف الكبير    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء السيسي ب رئيس مجلس الوزراء الكويتي    هل يحق للزوج منع زوجته من العمل بعد الزواج؟.. أمين الفتوى يجيب    أسعار النفط تسجل 64.52 دولار لخام برنت و60.11 دولار للخام الأمريكى    توفيق عكاشة: السادات أفشل كل محاولات إشعال الحرب في السودان    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في الشرقية    مرموش يسجل هدف مانشستر سيتي الثاني أمام سوانزي سيتي في كأس كاراباو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانطلاق مع فرقة فوزى الجزايرلى عام 1917
نشر في الشروق الجديد يوم 04 - 05 - 2009

يختلف مؤرخو «محمد عبدالوهاب» حول تاريخ ميلاده. بعضهم يجعل تاريخ ميلاده بين سنة 1900 وسنة 1901 ولكن البعض يرجح أنه ولد سنة 1897 كما دلت الشهادات المتداولة من أقرب أقرانه وأصدقائه، وكما دلت عليه بداية عمله فى دور البطولة سنة 1921 بمسرح «سيد درويش». وعلى كل حال عندما توفى عبدالوهاب عام 1991 ذكر البيان الحكومى الرسمى أن عمره كان 88 سنة.
ولد فى 13 مارس بحى باب الشعرية، ونشأ فى بيئة دينية، حفظ وجوَّد جانبا من القرآن الكريم. وكان فى الوقت نفسه، يهيم بالغناء، ويستهويه صوت الشيخ سلامة حجازى وعبدالحى حلمى. وهما من أشهر مطربى تلك الفترة واستطاع على حداثة سنه أن يحفظ بعض أعمالهما.
بدأ حياته الفنية عام 1917 بفرقة فوزى الجزايرلى، التى كانت تعمل على مسرح الكلوب المصرى، بحى سيدنا الحسين. كان يغنى خلال فترات الاستراحة بين فصول الروايات القصائد التى حفظها، لقاء بضعة قروش. وكان عبدالوهاب يمارس نشاطه سرا دون أن يعلم أحد من أفراد أسرته، متخذا لذلك اسما مستعارا هو محمد البغدادى، وبالرغم من هذا، تم اكتشاف أمره أكثر من مرة، وقوبل بالعنف من قبل أخيه الشيخ حسن. ولم تجد الشدة والعنف مع عبدالوهاب شيئا، بل زاداه إصرارا على المضى فى طريقه، وكانا حافزا له على مواصلة مشواره.
بداية الشهرة
فى عام 1918 تهيأت لعبدالوهاب الفرصة للعمل بفرقة عبدالرحمن رشدى المحامى فى مسرحية «الشمس المشرقة»، واكتسب خبرة ومرانا ومعرفة. ولكن فرحته لم تدم طويلا.
فقد حدث فى إحدى الليالى أن سمعه أمير الشعراء أحمد شوقى وهو يغنى إحدى قصائد الشيخ سلامة حجازى وهى: «ويلاه ما حيلتى ويلاه ما عملى» فطلب منعه من الغناء حماية له وإشفاقا عليه، مما كان عليه أسوأ الأثر فى نفسية عبدالوهاب.
وفى عام 1921 اختاره سيد درويش للقيام بدلا منه بدور البطولة الغنائية «زعبلة»، فى أوبريت «شهر زاد» الذى كانت فرقته الخاصة تقدمه، على مسرح كازينو دى بارى، أمام مطربة الفرقة «حياة صبرى».
وتفتحت آفاق عبدالوهاب وازدادت خبرته وقدراته من خلال عمله فى فرقة سيد درويش وأتيحت له الفرصة لكى ينهل من فيض فنه. وفى عام 1922 سافر عبدالوهاب مع فرقة نجيب الريحانى فى رحلة فنية إلى الشام، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول.
دراسته للموسيقى
بدأ عبدالوهاب دراسته عام 1924 بنادى الموسيقى الشرقى «معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية» فيما بعد، وكان من أساتذته درويش الحريرى ومحمود رحمى «موشحات وإيقاعات ومحمد القصبحى «عود».
عُين عبدالوهاب فى أثناء دراسته بالمعهد مدرسا للأناشيد بمدارس وزارة المعارف عام 1925، حيث كان يلقن التلاميذ الأناشيد الوطنية المشهورة فى ذلك الوقت، مثل «بلادى بلادى» لسيد درويش و«اسلمى يا مصر» لصفر على.
وكان من تلاميذه مصطفى أمين وعلى أمين وصالح جودت وإحسان عبدالقدوس. كما تلقى بعض الدروس فى الموسيقى العالمية فى معهد برجرين عام 1927 على يد الموسيقى الروسى «شتالوف»، وكانت دراسة شخصية تركت فى عبدالوهاب أثر التطلع إلى الموسيقى الأوروبية، ولكنه اعتمد على عصاميته ونبوغه الخاص. وترك التدريس واقتصر على الغناء والتلحين.
احتراف الغناء وعلاقته بالمسرح الغنائى
فى عام 1926 صاغ عبدالوهاب بعض الألحان التى تحمل رؤيته المتجددة، ثم اشترك فى وضع ألحان بعض الروايات المسرحية منها «المظلومة» و«العذارى» لفرقة منيرة المهدية و«قنصل الوز» لفرقة الريحانى و«مراتى فى الجهادية» لفرقة أمين صدقى.
وفى منتصف عام 1926 عهدت إليه منيرة المهدية باستكمال تلحين رواية «كليوباترا ومارك أنطونيو» تأليف يونس القاضى وأمين نخلة وكان سيد درويش قد لحن الفصل الأول منها، وجزءا من الفصل الثانى. قام عبدالوهاب بدور «أنطونيو» أمام منيرة المهدية، على مسرح برنتانيا فى يناير عام 1927.
وكان هذا الحدث، مثار حديث الوسط الفنى، إذ كيف يتولى ملحن مبتدئ، تكملة عمل كبير بدأه سيد درويش فى زمن تألق فيه نجوم المسرح الغنائى كامل الخلعى وداود حسنى وإبراهيم فوزى وزكريا أحمد؟! وكيف يتقاسم مطرب ناشئ الغناء مع منيرة المهدية التى كانت تلقب بسلطانة الطرب فى وقت تألق فيه نجوم الغناء، صالح عبدالحى وزكى مراد وحامد مرسى وسيد شطا؟
وصل عبدالوهاب مسيرته الفنية بنجاح، وأتاح له المسئولون فى معهد الموسيقى العربية، الفرصة للغناء فى حفل افتتاح المعهد فى ديسمبر 1929، وغنى لأول مرة أمام الملك السابق أحمد فؤاد الأول مونولوج «فى الليل لما خلى» وهو من الأغاريد التى نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى باللغة العامية، وفيه فجر عبدالوهاب طاقاته الفنية، واستخدم للمرة الأولى آلة الفيولونسيل وآلة الكاستانيت.
وتزوج عبدالوهاب عام 1931 من السيدة زبيدة الحكيم.
عبدالوهاب والسينما
فى عام 1933 اعتزل عبدالوهاب إقامة الحفلات الغنائية على المسرح إلا نادرا، وبدأ مشواره الفنى مع السينما الذى استمر من ديسمبر 1933 حتى عام 1946. وقد أنتج خلال هذه الفترة سبعة أفلام، بدأها بفيلم «الوردة البيضاء 1933» ثم «دموع الحب 1935» و«يحيا الحب 1938» و«يوم سعيد 1940م» و«ممنوع الحب 1942» و»رصاصة فى القلب 1944» .
وكان آخرها «لست ملاكا 1946» وجميع هذه الأفلام من إخراج محمد كريم. وقد ظهر محمد عبدالوهاب مرتين كضيف شرف فى فيلم «غزل البنات 1949» وهو يغنى أغنية «عاشق الروح»، وفى فيلم «منتهى الفرح 1963» وهو يؤدى أغنية «قالوا لى هان الود عليه»، كما استمر فى تلحين بعض أغانى الأفلام لمطربات ومطربين آخرين.
وفى عام 1941 تم الطلاق بينه وبين السيدة زبيدة الحكيم، وفى عام 1944 تزوج من السيدة إقبال نصار حتى عام 1957، ثم تزوج من السيدة نهلة القدسى عام 1958.
علاقته بأحمد شوقى
بدأت صلة عبدالوهاب بأمير الشعراء بصورة حقيقية فى عام 1924، الذى يعد أسعد الأعوام فى حياة عبدالوهاب، بل بداية عهد جديد له.
فقد استمع إليه أمير الشعراء فى حفلة أقامها نادى الموسيقى الشرقى، بفندق سان ستيفانو بالاسكندرية، وهو يغنى دور محمد عثمان الخالد «جددى يا نفس حظك»، وموشح «ملأ الكاسات وسقانى» لمحمد عثمان أيضا. وفى هذه المرة، حاز عبدالوهاب إعجاب شوقى فاستدعاه إلى مقصورته واستقبله باستحسان وطلب إليه أن يتردد عليه فى القاهرة.
تبنى «شوقى» «عبدالوهاب»، وقام برعايته وتوجيهه، وأعد له غرفة خاصة فى داره كرمة ابن هانئ، بالجيزة، أطلق عليها «عش البلبل». وغنى عبدالوهاب من كلمات شوقى وتلحينه طقطوقة «دار البشاير» فى حفل زفاف على شوقى ابن أحمد شوقى عام 1924. وظل عبدالوهاب فى معية شوقى وفى رحابه حتى آخر يوم فى حياته.
ويدين له عبدالوهاب بمآثر لا تعد ولا تحصى، فقد تعرف على أصدقائه من الزعماء والصحفيين والأدباء والشعراء، حتى أصبح لا يخلو منه مجلس من مجالسه، وشجعه على تعلم اللغة الفرنسية وكان يصحبه معه فى رحلاته إلى الشام وباريس، وهيأ له كل وسائل الاستماع إلى الموسيقى العالمية. وظل عبدالوهاب قريبا منه حتى وفاته عام 1932، وغنى فى حفل تأبينه قصيدة «حطموا الأقداح».
فكان شوقى الأب الروحى لعبدالوهاب، وفيا لمعلمه وأستاذه، فلم يتوقف عن غناء أشعاره بعد رحيله، بل كان حريصا على أن تتضمن بعض أفلامه أشعارا لشوقى، منها «النيل نجاشى حليوه أسمر» فى فيلم «الوردة البيضاء»، والمشهد الرائع من مسرحية «مجنون ليلى» الذى لحنه عبدالوهاب بأسلوب أوبرالى وشاركته فيه الغناء أسمهان فى فيلم «يوم سعيد» وفى فيلم «دموع الحب» غنى لابنه الشاعر حسين أحمد شوقى قصيدة «سهرت منه الليالى» التى استعان فيها بإيقاع التانجو الراقص بأسلوب جذاب.
نظرة تخصصية لمشواره الفنى
فى بداية حياته الفنية، كان يقوم بالتقليد والمحاكاة للأسلوب الشائع لأساتذته فى تلك الفترة، وتعد هذه الفترة تعرفا على المقامات العربية والأساليب المختلفة للتلحين فى القوالب العربية.
طور عبدالوهاب فى أسلوب أداء القصائد والأغانى الطويلة والتعبير عن الكلمة والمضمون، فجاء الغناء فى خدمة الشعر مع الاهتمام باللزم الموسيقية والمقدمات الموسيقية.
أبدع عبدالوهاب فى قالب الموال حيث أضاف مجموعة من المواويل العاطفية المحكمة الصياغة والمكتملة البناء. كما اهتم بقالب المونولوج، وبدت ملامح التجديد فى مونولوج «الليل يطول على» وفى مونولوج «فى الليل لما خلى» الذى استخدم فيه الشيللو والكاستانيت بالإضافة إلى التعبير الموسيقى.
ندر غناء عبدالوهاب فى الحفلات العامة بالمسارح منذ سنة 1940، إلا أن عطاءه كان متصلا من خلال تسجيلاته سواء أكانت بالإذاعة، أو على اسطوانات تجارية، وكانت تروى ظمأ عشاق صوته، ومحبى فنه.
كان عبدالوهاب من أوائل الفنانين الذين اتجهوا إلى التأليف الموسيقى الآلى، فاستطاع أن يجعل للموسيقى البحتة أو الخالصة عشاقها الذين يستمتعون بها بقدر استمتاعهم بالغناء، كما استخدم فى بعضها الأصوات البشرية.
وتربت أصوات كثيرة من أهل الغناء فى مصر والوطن العربى على أنغام بدائع عبدالوهاب، وغنى ألحانه عدد كبير من المطربين والمطربات، منهم: فاطمة سرى ومحمد عبدالمطلب ونجاة على وليلى حلمى وعبدالغنى السيد ورجاء عبده وليلى مراد وشهر زاد ونجاة الصغيرة وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية وصباح ووديع الصافى وسعد عبدالوهاب ووردة وياسمين الخيام وسوزان عطية ومحمد ثروت وتوفيق فريد.
ومن الأصوات التى تبناها عبدالوهاب وقدمها للمستمعين بنفسه محمد أمين ورءوف ذهنى، كما قدم جلال حرب فى فيلم «الحب الأول». وكان عبدالوهاب صاحب مدرسة فى الأداء الغنائى، وفى التلحين وفى التأليف الموسيقى وفى العزف على العود، وتأثر به معظم الملحنين المعاصرين.
وتعانق فن عبدالوهاب مع صوت كوكب الشرق أم كلثوم فى «إنت عمرى» فى 6 من شهر فبراير من عام 1964، وتوالت بعدها الروائع التى غنتها له وبلغ عددها عشرة أعمال.
وواكب فن عبدالوهاب الأحداث الوطنية كافة التى مرت بها مصر، وقدم الكثير من الألحان الحماسية الفردية والجماعية، منها ما غناه بصوته، ومنها ما انفرد بغنائه بعض المطربين والمطربات، ومنها ما شاركت فيه مجموعة من الفنانين والفنانات.
أما ملكة التجديد، التى كان عبدالوهاب يتمتع بها، فلم تفارقه فى أى مرحلة من مراحل حياته الفنية، خاصة فى أفلامه السينمائية، فقد جمل ألحانها ببعض الآلات الموسيقية الغربية، مثل آلة الأكورديون فى قصيدة «سهرت منه الليالى» فى فيلم «دموع الحب»، وآلة البيانو فى قصيدة «الصبا والجمال» فى فيلم «يوم سعيد» والجيتار فى لحن «إنسى الدنيا وريح بالك» فى فيلم «رصاصة فى القلب».
وفى آخر أفلامه «لست ملاكا» الذى شاركته فيه الغناء نور الهدى استخدم آلة الكورنو فى قصيدة «الخطايا»، كما بلغ ذروة النجاح فى توظيف أصوات الكورال فى مهرجان القمح، بأسلوب علمى راق، وأيضا استخدم الماندولين فى لحن «عاشق الروح» فى فيلم «غزل البنات».
وقد تولدت الفكرة الأولى لاستعمال الإيقاعات الغربية فى ألحانه وأغانيه عندما سافر مع أمير الشعراء أحمد شوقى إلى فرنسا عام 1927، وزار الأوبرا واستمع إلى الحفلات الموسيقية. وبدأ يطعم ألحانه بالإيقاع الغربى مع مهارة الاحتفاظ باللحن العربى الأصيل. ومن الإيقاعات الغربية التى استخدمها عبدالوهاب: الفالس، الرومبا، المامبو، السامبا، الكوكاراتشا، التانجو، والفوكس.
واستطاع عبدالوهاب أن يحتفظ بمكان الصدارة فى الغناء والتلحين، ما يقرب من ستين عاما، وذلك بفضل جديته وإخلاصه لفنه وتفانيه وذكائه وفكره الموسيقى المتجدد ودقته البالغة فى انتقاء كلمات ألحانه وتنفيذها وتطلعاته الوثابة، والبحث عن كل ما هو جديد ومبتكر.
توفى عبدالوهاب فى اليوم الثالث من شهر مايو عام 1991. فكان من جيل الملحنين العمالقة فى العصر الحديث. وشيعت جنازته عسكريا بقرار من رئيس الجمهورية حسنى مبارك، وهو تقدير وتكريم غير مسبوق لأى فنان.
تقدير وتكريم
عمت شهرته الآفاق وتعدت الوطن العربى إلى العالمية مما أهله لنيل الأسطوانة البلاتينية من جمعية المؤلفين بفرنسا يوم الخميس 2 فبراير عام 1978م تقديرا لأعماله «مجموعة شركات EMI»، سلمها له محمد حسنى مبارك عندما كان نائبا للرئيس وتزن ربع كيلو جرام من البلاتين، داخل إطار مذهب.
حصل على أوسمة ونياشين أهمها: نيشان النيل عام 1937 من الملك فاروق، وسام الاستقلال الليبى عام 1955، وسام الأرز من لبنان عام 1957، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960، قلادة النيل عام 1965، وسام الاستحقاق السورى من الدرجة الأولى عام 1967.
جائزة الدولة التقديرية للفنون عام 1967،القلادة الأولى من الأردن عام 1970، والدكتوراة الفخرية عام 1975، حصل على لقب فنان عالمى من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس عام 1983، منحه السلطان قابوس الوسام الأكبر العمانى عام 1984، وأيضا حصل على عصا القيادة الفضية فى «ألبرت هول Albert Hall» بلندن عام 1988، بالإضافة إلى وسام العلوم والفنون عام 1989، كما حصل على الوشاح الأول من الرئيس بورقيبة، كذلك منحته الأردن وسام الاستقلال.
ألقاب عبدالوهاب
مطرب الملوك والأمراء، موسيقار الأجيال.. ومن الألقاب الفخرية: دكتور ولواء.
مناصبه
سنة 1954: تولى منصب نقيب الموسيقيين، ثم رئاسة مجلس جمعية المؤلفين والملحنين لعدة مرات.
سنة 1983: اختير لعضوية مجلس الشورى بالتعيين.
سنة 1983: اختير لعضوية اللجنة الموسيقية بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.
سنة 1983: اختير لعضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى.
أقيم لمحمد عبدالوهاب متحف فى مبنى معهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس بمدينة القاهرة، وهو المعهد الذى تلقى فيه عبدالوهاب دروسه الموسيقية فى بداية حياته الفنية، ثم تهيأت له بعد ذلك فرصة إحياء حفل موسيقى عام 1929م حضره الملك فؤاد الأول والأسرة المالكة وصفوة من الأمراء والأعيان وغنى فيها مونولوج «فى الليل لما خلى» تأليف أحمد شوقى.
وقد أظهر فى هذا العمل نبوغه وإبداعه مع إضافة بعض الآلات الموسيقية التى لم تكن مستخدمة من قبل.
ويضم متحف محمد عبدالوهاب مجموعة من مقتنياته الشخصية، مثل العود والمقعد.. والجوائز التى منحت تكريما له من مختلف الدول العربية والعالمية، إلى جانب كثير من تسجيلاته ومختلف أعماله الفنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.