"مهنة البحث عن المتاعب والمخاطر"، لم يكن شعارًا غريبًا عنها، ينجح فيها فقط من يعشقها فهي ليست مجرد مهنة إذا كنت لا تحبها لا يمكنك أن تتحمل ما يحدث لك بسببها، إنها الصحافة، مهنة السهل الممتنع كما يقال عنها. في الأحداث الشائكة والمثيرة يحمل الصحفي على عاتقه أن يكون ملمًا بكل الأمور ويرتضي أن يكون الوسيلة التي يتابع من خلالها المواطنين الأحداث، وحينها لا يكتفي بالجلوس بالمكاتب خلف جدران المؤسسة الصحفية ولكنه يسارع إلى النزول إلى أرض الواقع وحينها يتولد ويزداد الخطر عليه. الصحفي بمجرد ان تقوده قدمه إلى مكان الحدث بغية معرفة الحقيقة يصبح محاطًا بالمخاطر خاصة إذا كان الحدث اعتصامًا أو مظاهرة أو احتجاجًا أو مسيرة وإن كانت سلمية بهدف التعبير عن رأي معين. ما سبق ليس كلامًا من وحي الخيال ولكنه واقع ينطبق على ما حدث اليوم، في الذكرى ال34 لتحرير سيناء والمتزامنة مع دعوات التظاهر التي تبناها عدد من النشطاء الثوريين وبعض الأحزاب احتجاجًا على اتفاقية ترسيم الحدود والتي سيتم بموجبها تسليم جزيرتي "تيران وصنافير"، إلى السعودية بحسب ما اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسي مع العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز خلال زيارة الأخير إلى السعودية. وكان إيقاف الصحفيين والقبض على عدد منهم بمحيط نقابة الصحفيين ظهر اليوم هو الجزاء الذي نالوه عن نزولهم إلى الشارع لتأدية وظيفتهم، وهو ما أدى إلى حالة من الاستياء والغضب من قبل نقابة "الصحفيين"، مهيبة بقوات الأمن السماح للصحفيين بممارسة عملهم فضلا عن عدم منعهم من دخول النقابة معتبرة أن ما يحدث جريمة. وأعلنت غرفة عمليات نقابة الصحفيين عن قيام قوات الأمن بإلقاء القبض على عدد من الصحفيين منذ قليل دون سبب واضح من قوات الأمن من بينهم بسمة مصطفى والتي تم إلقاء القبض عليها اليوم أثناء مرورها بميدان التحرير فى طريقها لممارسة عملها، بحسب بيان غرفة عمليات نقابة الصحفيين مشيرة إلى أنها قد تواصلت مع النقابة من خلال تليفونات غرفة العمليات لكن تم إغلاق تليفونها، كما تم إلقاء القبض على الزميلين مجدي عمارة الصحفي بجريدة الجيل ومحمد الصاوي الصحفي بموقع دوت مصر من محيط الصحفيين والتحرير. فيما أعلن عدد من الزملاء الصحفيين إلقاء القبض على مصطفى رضا رئيس تحرير موقع الطريق من محيط طلعت حرب.